قائمة الموقع

مقال: رضينا بالهم وما رضي فينا

2014-06-05T06:48:20+03:00
وسام عفيفة
بقلم/ رئيس التحرير أ. وسام عفيفة

في المثل الشعبي قالوا: "رضينا بالهم والهم ما رضي فينا"، فقد أقنعت بعض فصائلنا ودول صديقة الشارع الفلسطيني من خلال الزن على رأسه، أنه بمجرد عناق قيادات حماس وفتح إيذانا بإنهاء الانقسام سوف تنتهي معظم مشاكله، وأمام الخوازيق الداخلية والإقليمية تنازلنا لحكومة "الأمر الواقع"... صمتنا على وجود الهباش على رأس القضاء الشرعي رغم أنه أبرز مثيري الفتنة بين الضفة وغزة، وصدقنا أن رياض المالكي "عقرت النساء أن تنجب مثله" في الشئون الخارجية، وانتهينا إلى تشكيلة وزارية ترضي الأمريكان قبل أن توافق خياراتنا الوطنية، لكن: "يا فرحة ما تمت"، يعيش اليوم الشارع خاصة الموظفين حالة إرباك وحيرة، يتخبطون وكأنه مسهم طائف من شيطان "التكنقراط"، يرقبون بيانات وتصريحات المسئولين من غزة والضفة علهم يجدوا جوابا شافيا، لكن الرد جاء: حملة اعتقالات واسعة  في الضفة الغربية لانصار حماس، المخابرات العامة تطارد موزعي صحيفة الرسالة في الضفة، المستشار يوسف رزقة يقول أن الأحمد نكث بوعوده، الحكومة المستقيلة تلقي مسئولية رواتب موظفي غزة على حكومة عباس، والأخيرة ترد: "سوف ندرس ملفاتهم"، معبر رفح مغلق والمسافرون يتحدثون عن معاملتهم معاملة الكلاب على الطرف المصري، محللو وكتاب السلطة يعلنون أن عباس سجل انتصارا على حماس وجلبها لبيت الطاعة، والإسرائيليون يقولوا: طز فيكم كلكم".

 وأهلنا في الضفة يصفون النتيجة بأنها مصالحة مع غزة فقط، والكلمة الأولى والأخيرة للأجهزة الأمنية، والناس في غزة كأنه: "باخّة عليهم حية".

ورغم كل ذلك، يعلم الجميع أن للمصالحة استحقاقات وخسائر مثل الانقسام، وأننا جميعا متورطون نزوه اسمها السلطة، تلك الماكرة التي تبدو في البداية مغرية، تبرز مفاتنها، وتعدك بالمتعة، وبعد أن ترتبط بها تكتشف أنها خنثى، فإن بقيت معها تستنفذك دون فائدة، وعندما تغادرها، تخرج بسواد الوجه.

لهذا حذار أن تكون النهاية كما قال أجدادنا: "لا حطب حطبت ولا رجعت بعرضها سالمة".

اخبار ذات صلة