جلس فادي جابر حارس مرمى نادي الجمعية الإسلامية والمنتخب الوطني أمام التلفاز لمتابعة أداء الحكومة الفلسطينية اليمين الدستورية أمام الرئيس محمود عباس منتصف الأسبوع. عيناه لم تفارقا الشاشة, لكن عقله كان شاردا في حال "الجسد" الرياضي الفلسطيني "العليل".
حارس الوطني جابر حُرم تمثيل المنتخب في أكثر من مرة نتيجة إغلاق المعابر وفشله في الحصول على التصريح اللازم لدخول الضفة الغربية المحتلة, إلا أن إعلان حكومة التوافق جدد آماله بالعودة مجددا لصفوف المنتخب كونه يعدّ من أفضل حراس قطاع غزة حاليا.
وتبدو أحلام الحارس الغزّي جزءا من مطالبات الرياضيين بإقامة دوري فلسطيني موحد يجمع بين أندية غزة والضفة.
دوري محترفين غزي
اللواء جبريل الرجوب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة والاتحاد الفلسطيني لكرة القدم, شدد على أهمية دوري المحترفين بالضفة الغربية ودوره في وصول المنتخب إلى هذه المرحلة المتقدمة بعد صعوده لنهائيات كأس أمم آسيا 2015، واعدا بالشروع في إقامة دوري محترفين بغزة قريبا.
وقال الرجوب خلاله لقائه في برنامج "الملاعب اليوم" عبر إذاعة صوت القدس إن إقامة دوري محترفين غزي يتطلب تنفيذ بعض الترتيبات, مع الاهتمام بوضع المنشآت والأنظمة والقوانين الخاصة للاحتراف, مؤكدا أنه لن يدخر جهدا لأجل رفع شأن الرياضة الفلسطينية في المحافل الدولية.
وأضاف: "سنعمل كل ما بوسعنا لأجل تسهيل وصول لاعبي غزة للمشاركة مع المنتخب في الفترة المقبلة", مشيرا إلى أنه سيعرض انتهاكات الاحتلال الذي يمنع اللاعبين من حرية التنقل على الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم خلال اجتماع كونغرس "الفيفا" الذي سيعقد بين 9 و12 حزيران/يونيو الجاري في ريو دي جانيرو البرازيلية عشية انطلاق مونديال 2014.
حرية التنقل!
حسام حرب عضو المجلس الأعلى للشباب والرياضة أكد خلال حديثه لـ"الرسالة نت" أن المصالحة الوطنية مطلب مهم جدا بالنسبة للجميع, قائلا: "علينا ألا ننسى أننا تحت احتلال يمنع تنقلنا بحرية كاملة, وهذا يؤثر كثيرا على كل أشكال الحياة وهنا أخص الرياضية منها, وبالتالي فإن الأمل الآن أن يتم تطبيق دوري احترافي في غزة مع توفير كل مقومات العمل الرياضي, وبعد ذلك يتم خوض مباريات لتحديد بطل فلسطين".
وأضاف حرب: "المصالحة ستنعكس على الرياضة الفلسطينية بعد ترتيب البيت الداخلي والاتفاق على الكثير من القضايا, خاصة أننا نتحدث عن رياضة وليس محاصصة", منوها إلى أن الفائدة الأساسية منها (المصالحة) هي أن الجميع سيعمل على قاعدة الوطن ككل دون اعتبار الجغرافيا عائقا, وهذا سينعكس على الدعم المادي الذي غاب عن غزة فترات طويلة سواء من "الفيفا" أو الاتحاد الآسيوي.
وتبقى الأحلام تراود الفلسطينيين برؤية دوري موحد يجمع بين شطري الوطن "غزة والضفة", فهل سيتم تطبيقه فعليا على أرض الواقع ولو بعد سنين؟, أم أن سياسة الاحتلال الرامية إلى تعزيز الانقسام ستبقى الحكم الرئيسي في تحديد ذلك.