قائمة الموقع

معرض "إقرأ" للكتاب .. استيراد عبر "الأنفاق" تحدياً للحصار

2010-03-21T15:54:00+02:00

غزة – رائد أبو جراد"الرسالة نت"

خير جليس في الزمان كتاب، فالعلم أغلى من الأموال منزلةً لأنه حافظ والمال محفوظ.. ففي غزة المحاصرة افتتح معرض للكتاب استوردت مقتنياته من عدة كتب قيمة ومجلدات علمية ثمينة، عبر شريان الحياة الوحيد لسكان قطاع غزة، "الأنفاق" الممتدة أسفل الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر.

 

ويعد المعرض الذي تنظمه وزارة الأوقاف والشئون الدينية في الحكومة الفلسطينية الأول من نوعه فيما يحتويه من الكتب القيمة والمجلدات العلمية التي لا تقدر بثمن، إضافة الى احتواءه على عدة أقسام دينية وتاريخية وثقافية تهم عدة شرائح في المجتمع الغزي.

 

إقبالاً مميزاً

وشهد المعرض الذي افتتح صباح يوم السبت إقبالاً مميزاً من قبل المواطنين خاصة طلبة العلم والأكاديميين منهم، وقد أقيم على طابقين احتوي الطابق الأول على مصنفات الكتب المتنوعة وعدد من الأقرصة المدمجة "CD" المسموعة منها والمرئية.

 

بدوره، قال د. طالب أبو شعر وزير الأوقاف في تصريح لـ"الرسالة نت" من بين الكتب المعروضة:"يأتي المعرض في سياق الحصار الظالم المفروض على القطاع ليؤكد على روح التحدي والصمود، ويعد انجاز كبير في مواجهة الاحتلال وفق بناء نسيج ثقافي فلسطيني مميز".

 

وأوضح سعي الوزارة لمعركة البناء والثقافة وحرصهم منذ سنوات طويلة لإقامة مثل هذه المعارض، مضيفاً:" يشكل هذا المعرض انجازاً عاجلاً من انجازات الحكومة وتحدياً للحصار وبالرغم من إغلاق المعابر تمكنا من جلب 10 آلاف كتاب يحتويها هذا المعرض".

 

من ناحيته، بين د. عبد الله ابو جربوع الوكيل المساعد في وزارة الاوقاف أن هذا المعرض يجسد حالة من التحديات العظيمة التي يصر الشعب الفلسطيني على الاستمرار في طريق الابداع المتميز، موضحاً أن النفير للعلم مشابه للنفير للجهاد في سبيل الله.

 

وذكر أن هذا المعرض يأتي نصرةً للمسجد الاقصى المبارك لما يتعرض له من عمليات تهويد صهيونية متواصلة، مضيفاً:" نحن بهذا المعرض وما يحتويه من كتب ومراجع حصلنا عليها منذ أشهر عبر الأنفاق بسبب الحصار بجهد كبير من عدة دول اسلامية وتم ادخال هذه الكتب بعد محاولات حثيثة وكبيرة ليفتتح هذا المعرض الذي ينسجم مع روح الايمان والتضحية والعطاء والتحدي".

 

ولفت إلى أن المعرض يشهد إقبالاً واسعاً من قبل طلاب العلم والأكاديميين، موضحاً أن المعرض يحتوي على العديد من الكتب المنوعة  الدينية منها والثقافية والتاريخية، اضافة الى احتواءه على العلوم الحديثة من العولمة والبرمجيات الحديثة والعلوم..

 

من جانبه، أكد النائب د.محمد شهاب خلال تجوله في أروقة المعرض أنه جاء نتيجة لإبداعات الشعب الفلسطيني المتواصلة في ظل الحصار المفروض، مبيناً أن الشعب الفلسطيني مبدع ونشيط وحي وينجز رغم العدوان والحصار والفقر وأنه يواكب العلم ويستمر في طريق النور.

 

من جهته، رأى الداعية د.وائل الزرد أن المعرض مميز بمقتنياته، عاده منهلاً لطلبة العلم المشاركين في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 

لأكثر من يوم

وأشار الى أن أسعار الكتب في المعرض بعضها غالي الثمن وبعضها الاخر متواضع الثمن، مضيفاً:"هناك استغراب من بعضنا لسعر بعض الكتب من غلو سعرها بشكل كبير، الكتب في المعرض كبيرة جدا وبحاجة لأكثر من يوم للاطلاع والطواف عليها جميعها".

 

في كل زاوية من زوايا وأقسام المعرض يفوح عطر العلم والقراءة وحب المطالعة، كما أن نور العلم المنبعث من بين ثنايا الكتب والمجلدات القيمة جذب زوار المعرض فمنهم من أقبل بكل شغف وقوة للشراء وآخرون فضلوا مشاهدة تلك الكتب علهم يعودون لشراءها عند توفر المال اللازم لذلك.

 

الشاب العشريني بلال زقوت أعرب عن فرحته الغامرة بافتتاح مثل هذا المعرض واصفاً تلك الفرحة بقوله:"هناك كتب عديدة كنت أبحث عنها طوال الفترة الماضية ولم أجدها سوى في هذا المعرض، وأنا مغرم كثيراً بكتب التاريخ الاسلامي التي وجدتها بكثرة في المعرض".

 

وأشار إلى أن سعر الكتب الموجودة مناسبة بخلاف سعرها المرتفع في المكتبات الخارجية، مؤكداً أن المعرض منظم ومميز.

 

المواطن السبعيني حسن ديب أشار إلى أن المعرض مميز بكتبه المتنوعة، موضحاً وجود غلاء في أسعار بعض الكتب وانخفاض في أسعار كتب أخري.

وتابع زائر المعرض ديب:"وجدت عناوين لكتب جديدة كنت أبحث عنها طويلاً ولم أجدها في مكتبات غزة"، مشيراً إلى أن الإقبال الواسع الذي يشهده المعرض يدلل على احتواءه على كتب قيمة.

 

أما المواطنة حنان الحاج أحمد فظهر السرور واضحاً عليها من الكتب التي كانت ترغب بها وقد وجدتها في معرض "إقرأ"، لافتةً إلى أن الأسعار في المعرض عاديةً ومناسبة للكتب المعروضة فيه.

 

الطفل عبد السلام سلمان الداية أحد عشر ربيعاً هو الآخر قدم بصحبة والده وأفراد عائلته، وظهرت علامات حب المطالعة وشغف القراءة عليه رغم صغر سنه، مؤكداً أن المعرض قيم بما يحتويه من كتب عدة وأقسام مختلفة وبأسعاره المناسبة.

 

فيما احتوى الطابق الثاني من المعرض الذي يعقد لمدة عشرة أيام في مبني الأوقاف بالقرب من ساحة الكتيبة على قسم المنتجات المهنية واليدوية التي ترعاها الوزارة، إضافة الى احتواءه على كتب ومراجع من عدة مؤسسات علمية وأكاديمية وتقنية مشاركة في المعرض، كما يحتوي على قسم لبيع الأجهزة التكنولوجية وقسم خاص عن مدينة القدس.

 

اخبار ذات صلة