أعلن المتحدث باسم الجيش الأوكراني عن مقتل 49 جنديا في إسقاط مسلحين انفصاليين موالين لروسيا طائرة نقل عسكرية في لوغانسك شرقي البلاد، وذلك وسط تبادل الاتهامات بالتصعيد واتصالات أوروبية مع موسكو لنزع فتيل الأزمة الأوكرانية.
وقالت وزارة الدفاع في وقت سابق في بيان إنه تم استهداف الطائرة -التي كانت تقل جنودا وعتادا ضمن عملية تغيير دورية- برشاش ثقيل من قبل الانفصاليين، مشيرة إلى أن الطائرة كانت على وشك الهبوط بمطار لوغانسك.
يشار إلى أن لوغانسك القريبة من الحدود الروسية هي المدينة الرئيسية ضمن إقليمين شرقيين أعلنا الاستقلال من طرف واحد عن حكومة كييف. وتقوم الحكومة الأوكرانية بحملة "مكافحة الإرهاب" في شرقي البلاد منذ فترة عقب تحرك الانفصاليين الموالين لروسيا للانفصال عن الفلك الأوكراني.
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الأميركية صحة التقارير التي تحدثت عن عبور قافلة تضم دبابات ومنصات صواريخ من روسيا باتجاه أوكرانيا خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وقد تسلم الانفصاليون في شرق أوكرانيا هذه الآليات والأسلحة حسب ما قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارفي.
وأشارت هارفي في بيان سابق إلى أن قافلة من ثلاث دبابات من طراز تي64 والعديد من راجمات الصواريخ إم بي21 أو غراد ومركبات عسكرية أخرى عبرت من روسيا إلى أوكرانيا خلال الأيام الثلاثة الماضية.
في المقابل، اتهمت روسيا أمس السلطات الأوكرانية بانتهاك الحدود، وطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مجددا بوقف العملية العسكرية في شرقي البلاد.
مباحثات
وفي هذه الأثناء، دعا رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو الجمعة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتغيير سياسته تجاه أوكرانيا، وأكد رغبة الاتحاد الأوروبي بالتباحث مع موسكو بشأن اتفاق الشراكة مع كييف الذي أذكى فتيل الأزمة في أوكرانيا.
وطالب باروزو الرئيس الروسي في اتصال هاتفي بنزع فتيل التوتر والمساعدة على نزع سلاح الانفصاليين ووقف تدفق الأسلحة والمقاتلين من الأراضي الروسية.
وأوضح بيان للمفوضية الأوروبية أن باروزو أكد لبوتين أيضا استعداده للتباحث معه في قضية اتفاق الشراكة بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي والمقرر التوقيع عليه خلال قمة أوروبية ستعقد في 27 يونيو/حزيران الجاري، وهو الاتفاق الذي أشعل فتيل الأزمة الراهنة.
وبحسب مصدر في المفوضية، فإن المكالمة الهاتفية بين بوتين وباروزو تمثل تطورا "كبيرا ومهما" على ضوء المحادثات الأولية التي جرت بين الرئيس الروسي ونظيره الأوكراني الجديد بترو بوروشينكو، مما يشير إلى "مناخ جديد" ويفتح الباب أمام احتمالات حل هذه الأزمة.
وكان الرئيس الأوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش رفض في آخر لحظة التوقيع على هذا الاتفاق، مما أدى إلى موجة احتجاجات في أوكرانيا ضد حكمه انتهت بفراره من البلاد واندلاع الأزمة الراهنة.