مقال: في الخليل فرضيات تحتاج إلى إثباتات

مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

مصطفى الصواف

هل هناك عملية أسر للمستوطنين الثلاثة في الخليل كما ترجح قوات الاحتلال؟ سؤال يحتاج إلى تكملة من جهة الأسر التي لم يصدر منها ما يؤكد ما ذهب إليه الاحتلال، وحتى يتم الكشف عن جهة اسر وتوضيح المعلومات والمطالب بعد توضيح الانتماء يبقى الأمر اختفاء غير معلوم السبب وإن حمل توقعات كثيرة وهذه وسيلة البحث عن إجابة لحل اللغز وعليه علينا أن نتوقف عن وصف ما جرى على أنه عملية اسر وأن المقاومة الفلسطينية هي من فعلت ذلك لسبب بسيط هو أن كل الاحتمالات واردة، وعليه الوصف الذي علينا أن نطلقه هو اختفاء ثلاثة مستوطنين في ظروف غامضة ويجري البحث عنهم على يد الأجهزة الأمنية الصهيونية ومن يساعدهم على مختلف مسمياتهم.

الجانب الصهيوني وعلى رأسه رئيس وزراءه نتنياهو وصف ما جرى على أنه خطف وهذا هو تفسيره لهذا الغياب، واعتبر أن العملية معقدة وقادة الاحتلال يتوقعون أن تستمر عملية البحث مدة طويلة ، هذا الوصف لم يستند إلى معلومات حقيقية ولكن اعتمد على تحليل ما صدر عن قوى المقاومة من رغبتهم في اسر جنود أو مستوطنين من أجل إطلاق سراح الأسرى في سجون الاحتلال وربطوا بين تخلي حماس عن الحكومة وعقد المصالحة مع حركة فتح وما يجري من إضراب في السجون وحراك في الضفة الغربية وقطاع غزة زاد من وتيرة الاحتكاك بالاحتلال ورفع وتيرة الخطاب الإعلامي والمطالبات الجماهيرية من المقاومة بالقيام بواجبها بعد أن أغلق الاحتلال كافة المنافذ لإمكانية أن يطلق سراح الأسرى ويتم وقف سياسة الاعتقال الإداري وإصرار الاحتلال على عدم إطلاق سراح الأسرى وإصدار قوانين تحول دون العفو عن الأسرى سواء عبر التفاوض او أي وسيلة أخرى.

قوات الاحتلال أعلنت حالة التأهب وفرضت حصارا على الخليل وشنت حملة اعتقالات في أنحاء الضفة وقامت بالاعتداء على قطاع غزة وشنت سلسلة من الغارات على أهداف تزعم أنها تابعة للمقاومة ، تقوم بعلميات مداهمة للمنازل والعبث فيها وتطلق التهديدات وتغلق الطرق والمعابر دون أن يكون لديها ما يؤكد الفرضية التي ذهبت إليها وهي أن هناك عملية خطف نفذتها تنظيمات فلسطينية ، وفي المقابل من حقنا الحديث عن عملية وهمية صنعتها قوات الاحتلال للعمل على وقف إضراب الأسرى أو التشويش عليه وكذلك التأثير على الحراك الشعبي الضاغط على كل الأطراف وكذلك من أجل شن حملة الاعتقالات وفرض الحصار والعمل على شن عدوان على قطاع غزة تحت ذريعة أن المخططين للعملية هم من قطاع غزة خاصة الأسرى المحررين وتبرير عمليات اغتيال بحقهم وتصفيتهم جسديا، وعليه نحن نفترض أن تكون عملية الاختفاء مدبرة من المخابرات الصهيونية لتنفيذ كل ما أشرنا إليه.

هذا لا ينفي أن تكون عملية الاختفاء عملا من أعمال المقاومة وهذا أمر سعت إليه المقاومة وأعلنت عنه لسبب بسيط أن الاحتلال لم يتعلم من المرات السابقة ولم يتعلم أيضا بأن للشعب الفلسطيني إرادة صلبة واستعدادا لدفع الثمن من أجل حرية الأسرى الذين يدفعون ثمنا كبيرا من أعمارهم وحياتهم وحرياتهم من اجل أن ننعم نحن بالحرية.

وحتى تتضح الصورة وحتى لا نستبق الأحداث علينا أن نوطن أنفسنا بأن هناك حملة ممنهجة ومعدة مسبقا من الاحتلال ، وعلينا أيضا ألا نخوض في الحديث وتقديم المعلومات المجانية للاحتلال وأن ترك الأمر لأهله لو كان هناك عملية اسر وأن دورا ايجابيا نعمي فيه على الاحتلال ونعيق تحركاته وننقل ما يقوم به الاحتلال من تحركات وإجراءات دون مبالغة حتى لو كان هناك من يتابع من المقاومة يدرك ما يجري وعلى ما يدركه يتصرف أي أن المطلوب أن عين للمقاومة ومعين لها وأن حديثنا عبر كافة الوسائل يجب أن يندرج تحت هذا المفهوم وألا نزيد في الحديث او التعليق أو النشر لأننا يجب أن ندرك أن الجميع تحت المراقبة والمتابعة والتحليل.

ونصيحة إلى المقاومة لو كان هناك عملية اسر وأرجو أن تكون كذلك أن يأخذوا الحيطة والحذر وأن تتوقف كل أشكال الاتصال الداخلي والخارجي وأن يتم التواصل بالطرق البدائية الشخصية دون أي شكل من أشكال الاتصالات الالكترونية لأنها جميعها مراقبة وسهل تتبعها والوصول إلى أماكن حدوث الاتصال بشكل أسرع مما نتصور، فالحذر الحذر حتى تنتهي العملية بما يحقق حرية الأسرى لأن هذه اللغة الوحيدة التي يفهمها العدو.

البث المباشر