قائمة الموقع

المصالحة تقف على مفترق الخليل

2014-06-19T09:42:05+03:00
اتفاق الشاطئ (أرشيف)
غزة- شيماء مرزوق

خفت بريق المصالحة أمام وهج حادثة اختفاء الجنود الصهاينة الثلاثة الذي بات حديث الساعة في الاراضي الفلسطينية المكلومة باعتقال المئات من ابنائها في الضفة الغربية نتيجة الحملة العسكرية التي يشنها الاحتلال هناك بحجة البحث عن الجنود.

ملفات عديدة ما زالت عالقة في المصالحة الفلسطينية اكثرها الحاحاً قضية رواتب موظفي غزة والذين رفضت حكومة الحمد الله صرفها, الى جانب العديد من الملفات التي كان من المفترض ان يكون الطرفان قد خطيا عدة خطوات فيها خلال الاسابيع الماضية ابرزها الاعداد للانتخابات وتشكيل لجنة لفحص اوضاع الموظفين ودمج ثلاثة الاف عنصر من المستنكفين في الاجهزة الامنية بقطاع غزة, الى جانب ملف الحريات والمصالحة المجتمعية.

مفترق المصالحة

الحملة العسكرية للاحتلال في الضفة والتي تساندها فيها الاجهزة الامنية الفلسطينية بالتنسيق الامني واخلاء المدن من العسكر الفلسطيني وتسهيل حركة جنود الاحتلال ومدهم بالمعلومات اللازمة قد يضع المصالحة على مفترق خطير خاصة ان الحملة تطال بالدرجة الاولى حركة حماس وتهدف للقضاء عليها كما أعلن الاحتلال.

القيادي في حركة المقاومة الاسلامية حماس د. يحيى موسى أكد أن الاتصالات بين الحركتين لا تنقطع والمفترض ان عملية الخليل تسرع المصالحة لأن الوفاق الوطني يجب ان يكون استنهاضا لحركة التحرر ومقاومة المحتل.

وبين ان ما يجري على الارض هو استمرار لنهج قديم لدى رئيس السلطة محمود عباس حيث يعتبر المفاوضات والتنسيق الامني خارج اطار التوافق وهذا مفهوم خاطئ.

السلطة حاولت تخفيف وقع ادانتها لحادث اختفاء الجنود بالتعبير عن رفضها لسلسلة الخروقات (الإسرائيلية) المتلاحقة, لكنه لم يمنع تسلل الغضب الى الشارع الفلسطيني الذي يتعرض لهجمة (إسرائيلية) شرسة في حين تقف سلطته بجانب الاحتلال في ملاحقة المواطنين واعتقال المئات منهم وتعقيد سبل حياتهم اليومية في مشهد اعاد للأذهان شكل الضفة اجواء الانتفاضة الثانية.

"

حماس: الاتصالات مستمرة وعباس يعتبر التنسيق الأمني خارج التوافق

"

وأضاف موسى: "عباس لا يمثل احداً فيما يذهب اليه لان كل الفصائل الفلسطينية ضد هذا النهج الخارج عن الاجماع الوطني فيما يؤدي من تنسيق امني او ما يعلنه من استنكار لاختفاء الجنود بينما لا يدين اجراءات الاحتلال من اعتقالات وهدم وقتل بحق ابناء الشعب الفلسطيني".

القيادي الحمساوي لفت أيضاً الى ان بعض الاطراف لا تريد للمصالحة ان تستمر وخاصة الاحتلال ولذلك حماس تدرك ان عباس سيتعاطى وفق رؤيته الخاصة حول المصالحة, قائلاً "نحن لا نستعجل استكمال المصالحة ولكننا واثقون انه مع الوقت ستنتظم وسيعمل الجميع مع المقاومة وينهي ظاهرة التنسيق الامني".

هيبة السلطة

تصريحات عديدة خرجت من قيادات في السلطة تؤكد حرصها على مساندة الاحتلال في البحث عن جنوده, وأنها لن تدخر جهدا في تقديم المعلومات والخدمات للوصول للجنود.

هذه التصريحات تثبت للعيان ان الضفة لم تشهد شيئا من مظاهر المصالحة التي يبدو ان خطوات تطبيقها بقيت حكراً على غزة, كما ان الكثيرين رأوا فيها انقلابا على الاتفاق بين الحركتين الذي ينص على تجريم التنسيق الامني.

عضو المجلس الثوري لحركة فتح قدورة فارس اعتبر أن المصالحة لم تتأثر بحادث الخليل, وان الاتصالات تجري بعيداً عن الاعلام الذي بات منشغلا بأحداث الضفة.

واعتبر ان فتح اقدمت على الخطوة الاولى من المصالحة بتشكيل الحكومة لكن الملفات العالقة كبيرة جداً وشائكة ولا يمكن حلها بمجرد تشكيل الحكومة, موضحاً أن المطلوب حالياً ادارة الملفات بحكمة وتدريجياً.

وحول مدى تأثير التنسيق الامني والاعتقالات بالضفة على المصالحة قال فارس "فتح ضد الاعتقالات لكنها ترفض أن يستثمر أحد المصالحة لإحداث فوضى, كما ان السلطة بحاجة لفرض هيبتها على الارض والتعامل بحزم مع الجميع بحسب القانون".

وفيما يتعلق بالانتقادات التي طالت السلطة عقب ادانتها لعملية الخليل ورفعها مستوى التنسيق الامني لمساعي الاحتلال في ايجاد الجنود، اعتبر فارس ان السلطة تحت الاحتلال ولا يوجد سيادة لها على الارض ولا يمكنها ان تمنع الاحتلال من اعتقال احد في الضفة.

ويبدو ان هيبة السلطة تمارس على مواطنيها فقط الذين تقدم على اعتقالهم وتسليمهم للاحتلال والوشاية بهم, لكنها تقف عاجزة عن حمايتهم امام الاحتلال الذي يصول ويجول في مدن الضفة تحت اعين اجهزتها الامنية المختبئة في مقراتها.

فارس رفض التصريحات المدينة والمرحبة بالعملية, مطالباً بتوحيد الخطاب الاعلامي والسياسي بما يخدم المصلحة الفلسطينية حتى تتمكن القيادة من الوقوف بوجه العاصفة التي يشنها الاحتلال في الاراضي الفلسطينية حالياً.

وبحسب ادعاءات الاذاعة العبرية فإن مسؤولا فلسطينيا قال "عملية الخطف قبرت اتفاق المصالحة لأنه ينص على عدم شن أي عمليات ضد (إسرائيل)، وحماس استغلت المصالحة لتقوم بعكس ذلك".

وتعليقاً على هذا الخبر أكد موسى ان الاحتلال يعتمد الفترة الحالية نشر الشائعات, لكنه شدد على ان اتفاق المصالحة لم يشترط على حماس وقف المقاومة المسلحة ولا توجد قوة يمكن ان تمنع المقاوم من الدفاع عن حقه في مقاومة الاحتلال.

بينما نفى فارس علمه بشمول اتفاق المصالحة هذا الشرط قائلاً " لا علم لي بان المصالحة هذا البند لكن ضمنياً المصالحة تعني التوافق في كل القضايا ومن ضمنها المقاومة بمعنى انه لا يجوز لفصيل ان يقرر القتال او تنفيذ عمليات ضد الاحتلال وحده دون توافق وشراكة مع باقي الفصائل".

وكان عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" قد قال ان ما نشر حول انهاء المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس"، تسريبات ليس لها اساس من الصحة, ولم يصدر اي قرار رسمي بشأن هذه القضية.

اخبار ذات صلة