قائمة الموقع

تخفيف الحصار مع الاحتفاظ بمفاتيح الأبواب

2010-03-22T16:09:00+02:00

الرسالة نت - رامي خريس

          وقف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون (شامخاً) ليعلن على الملأ أن (إسرائيل) وافقت على إدخال مواد بناء لإكمال مشروع بناء وحدات سكنية تشرف عليه (الأونروا) غرب خان يونس.

ليس هذا فقط ما أعلنه "مون" بل قال أيضاً أن سياسة الحصار غير مفيدة على الإطلاق وهي تشجع التهريب والتجارة غير المشروعة وتضعف المعتدلين وتقوي المتطرفين ، وأن الرباعية تؤيد إنشاء دولة قابلة للحياة .

ولم يذكر "مون" خلال زيارته السريعة لغزة أي شيء يتعلق بالقدس وعمليات التهويد التي تجري فيها كما لم يتعرض للاستيطان في الضفة الغربية ، ولكنه فقط عبر خلال وجوده فيها عن استيائه من أوضاع المواطنين في مدن وقرى الضفة الغربية.

ويرى المراقبون أن زيارة الأمين العام للأمم المتحدة جاءت لكي تلفت الأنظار عما يجري من محاولة إسرائيلية جادة لتهويد القدس وحسم أمرها ، وخشية من تعاظم حالة الغضب الشعبي التي تهدد رغبة الولايات المتحدة بحصولها على أوضاع مستقرة نسبياً في الشرق الأوسط خلال المرحلة المقبلة .

وبحسب المراقبين فإن الحديث عن موافقة حكومة الاحتلال على إدخال مواد بناء لمشروع الإسكان الذي تشرف عليه الوكالة يصب في هذا الاتجاه لاسيما وانه جاء متزامناً مع تعهد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عبر رسالة خطية إلى الإدارة الأمريكية، باتخاذ العديد من الخطوات لدعم المفاوضات غير المباشرة، كما تعهد بنقاش كافة القضايا الجوهرية في المفاوضات.

وبحسب ما نشر موقع صحيفة "هآرتس" فان الرسالة تضمنت تخفيف الحصار على قطاع غزة.

وقد تشهد المرحلة المقبلة فعلاً تخفيف الحصار قليلاً أو ما أضحى يعرف بتسهيل حياة المواطنين اليومية ، ولكن يبدو انه لا توجد نوايا حقيقية لإنهاء الحصار فلا يزال وجود حماس وحكومتها في غزة أمران يسببان القلق لحكومة الاحتلال ومن ورائها الإدارة الأمريكية التي  أعلنت وزارة الخزانة فيها، عن فرضها عقوبات على مؤسستين في قطاع غزة هما البنك الوطني الإسلامي ومحطة تلفزيون الأقصى لعلاقتهما بحركة حماس.

ويقول المسؤولون الأمريكيون أن البنك ليس لديه ترخيص من سلطة النقد الفلسطينية ويعمل خارج النظام المالي الشرعي.

وأن قناة الأقصى التلفزيونية تمولها وتديرها حركة حماس وتعمل كمنفذ إعلامي أساسي للحركة يبث برامج "مصممة لتجنيد الأطفال كي يصبحوا مقاتلين مسلحين ومفجرين انتحاريين في حماس عندما يصلون إلى سن البلوغ.

ومن الواضح أن الولايات المتحدة التي تفرض حصاراً جديداً على مؤسستين احداهما مالية والأخرى إعلامية تقول أنهما تتبعان لحماس ، لن تعمل على رفع الحصار على غزة فتتنفس الحركة بشكل طبيعي وإنما يبدو أن المطلوب هو خنق الحركة وحكومتها أو على الأقل أن تكون أنفاسها معدودة ومحسوبة بعناية.

ولم يكن من المتوقع أن تخرج الأمم المتحدة أو أمينها بان كي مون عن هذا السياق ، فالولايات المتحدة هي الطرف الأقوى في المعادلة الدولية ، وعملياً بيدها تم تعيين "مون" ويمكنها كذلك ان تعاقبه لو خرج عن طاعتها.

 

 

اخبار ذات صلة