قائد الطوفان قائد الطوفان

بسبب أزمة الكهرباء

صلاة التراويح بغزة في"العراء"

صلاة التراويح في مسجد عمر بن الخطاب
صلاة التراويح في مسجد عمر بن الخطاب

الرسالة نت- محمد الشيخ

"ساحة فارغة بجوار المسجد، إنارة جذابة وهواء طلْق، وصوت عذب، ومصلون يتهافتون إلى الصلاة"، تلك أصبحت مظاهر صلاة التراويح في بعض المناطق بمدينة غزة.

أزمة الكهرباء التي ألقت بظلالها على مساجد قطاع غزة، جعلت المصلين ينفرون من صلاة التراويح بسبب الأجواء الحارة وانقطاع الكهرباء، ما دفع القائمين على بعض المساجد بإيجاد بعض الحلول المناسبة علها ترضي رواد المساجد وتجذبهم للتراويح.

فأجواء رمضان الروحانية وخاصة صلاة التراويح –إحدى شعائر الشهر المبارك- تحتاج إلى راحة نفسية وجسدية حتى يشعر المصلي بصفاء القلب ويخشع في صلاته.

الشاب محمد رضوان عبر عن سعادته بما عمل القائمون على مسجد الحي –عمر بن الخطاب- من تهيئة أفضل الأجواء لأداء صلاة التراويح دون ضجر المصلين.

ويرى رضوان أن ما فعله مسجده أفضل طريقة لجلب المصلين من أجل تأدية صلاة التراويح بخشوع ورضى.

وكما شاهد مراسل "الرسالة نت"، فإن القائمين على المسجد، هيؤوا أفضل الأجواء لمرتاديه باستغلال مساحة الأرض الفارغة بجواره، وإضاءة المكان جيدا وتجهيز سماعات الصوت، حتى ينجذب المصلون للمكان.

ويتوافد المصلون بأعداد كبيرة لتأدية الصلاة في الساحة المنيرة بجوار المسجد، مع ظهور علامات الارتياح على ملامح وجوهم، ويأتون بخطوات سريعة إلى الصلاة لإيجاد مكان مريح في السطور الأولى.

ومن عادات المسلمين قديما الصلاة في العراء بصلاة "العيد، والاستستقاء"، ولكن أهالي غزة لجؤوا إلى صلاة التراويح في العراء تحديا لكل الصعاب والعقبات التي تواجه رواد المساجد من أجل توفير مناخ جيد لراحة المصلين.

الستيني محمود المدهون "أبو إياد" يبدي ارتياحه الشديد مما فعله القائمون على مسجد "أمان" خلال شهر رمضان الحالي، بأن جعلوا صلاة العشاء والتراويح في الهواء الطلق وخارج جدران المسجد.

ويقول المدهون –الذي تبدو عليه علامات الكِبَر- لـ"الرسالة نت": "في العام الماضي كنا نعاني كثيرا من الشوب والعرق خاصة في صلاة التراويح، وأنا أتضايق من الجو الحار، وكان ذلك يؤثر على خشوعي في الصلاة، حتى أن بعض المصلين أصبحوا يصلون ركعات قليلة أو حتى يصلون العشاء ويغادرون المسجد".

وكانت مساجد قطاع غزة قد لجأت قبل ثلاثة أعوام إلى حل مشكلة ارتفاع درجات الحرارة في المساجد بأن وضعت مكيفات تبريد ضخمة حتى لا يضجر المصلون، ولكن مع اشتداد أزمة الكهرباء عاما بعد عام وعدم مقدرة كل مساجد القطاع على تشغيل المكيفات، لجأت إلى اتباع أسلوب جديد باستخدام الساحات الفراغة بجوار بعض المساجد والصلاة فيها.

ولاقى هذا الحل إقبالا متزايدا من الوافدين إلى الصلاة كما ذكر محمود -الذي يسكن في شارع الجلاء بغزة- بل وإن بعض المصلين الذين ليسوا من الحي أصبحوا يأتون إلى مسجده للصلاة فيه.

ويوضح المدهون أن مسجد الحي اتجه هذا العام لتأدية صلاة التراويح في الشارع المقابل للجامع مباشرة، منوها إلى أنه شارعا فرعيا واسعا ويقابله الجانب الآخر بحيث لا يحدث أزمة في المواصلات.

هي حلول بسيطة أوجدها القائمون على المساجد في قطاع غزة للقضاء على أزمة الكهرباء التي أرقت وما زالت تؤرق الغزيين، علها تخفف من معاناتهم في تأدية شعائر الله في الشهر الكريم.

(تصوير: محمود أبو حصيرة)

البث المباشر