قائمة الموقع

مشاورات عربية تركز على تهويد القدس والمصالحة

2010-03-23T09:49:00+02:00

دمشق – وكالات – الرسالة نت

 أكد الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، في دمشق أهمية خروج القمة العربية التي ستعقد في مدينة سرت الليبية السبت المقبل بقرارات تعزز التضامن والعمل العربي المشترك، وبمواقف قوية تجاه قضايا العرب الجوهرية ومستجداتها، وعلى رأسها ما يحصل في القدس المحتلة من حملة تهويد اسرائيلية.

وانتقل الفيصل من دمشق إلى القاهرة، حيث عُقد اجتماع ثلاثي ضمه إلى نظيريه المصري احمد أبو الغيط والأردني ناصر جودة، تم خلاله بحث جهود تحقيق السلام والنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

وقد تغيب لبنان عن اجتماع المندوبين عشية اجتماع وزراء الخارجية العرب في ليبيا، وهو أمر وضعته جهات دبلوماسية لبنانية، في خانة عدم صدور قرار سياسي عن الحكومة اللبنانية بتلبية الدعوة الليبية أو عدم تلبيتها، خاصة أن الليبيين أعادوا الكرة إلى الملعب اللبناني، بعد تسليمهم الدعوة مباشرة إلى ممثل لبنان في الجامعة العربية.

ومن المتوقع أن تكون مسألة المشاركة اللبنانية في القمة العربية في ليبيا مطروحة على جدول أعمال مجلس الوزراء غداً، بعد أن تسلّم لبنان الدعوة عبر مندوبه في جامعة الدول العربية وسفير لبنان في القاهرة د.خالد زيادة. وأضافت المصادر الدبلوماسية نفسها أن أسهم حضور لبنان «عادت للارتفاع»، ورجحت ألا يتعدى مستوى المشاركة «المستوى الإداري»، وأن تكون المشاركة إذا تقررت «إما عبر القائم بالأعمال في ليبيا نزيه عاشور أو عبر السفير في القاهرة الدكتور خالد زيادة».

وبعد أن تغيب مندوب لبنان عن افتتاح الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية العادية الـ 22 على مستوى المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين، والتي انطلقت أعمالها في سرت تحضيراً للقمة، قال نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي إن الأمين العام للجامعة عمرو موسى «يجري اتصالات مع المسؤولين اللبنانيين والعرب للتأكيد على ضرورة حضور كل الدول العربية، وتوفير المناخ السليم من أجل إنجاح القمة». وأعرب عن أمله في أن تنجح جهود موسى «من أجل مشاركة لبنان في بقية الاجتماعات العربية الجارية حالياً والمقبلة على المستوى الوزاري والقمة».

وبحث الأسد والفيصل، خلال زيارة مفاجئة قام بها الوزير السعودي إلى دمشق، «علاقات الأخوة بين البلدين، والمستوى المتقدم الذي وصل إليه التعاون الثنائي وسبل الارتقاء به في جميع المجالات».

كما دار الحديث «حول الوضع العربي الراهن وأهمية خروج القمة العربية المقبلة في ليبيا بقرارات تعزز التضامن والعمل العربي المشترك، وبمواقف عربية قوية تجاه قضايا العرب الجوهرية ومستجداتها، وعلى رأسها ما يجري حالياً في القدس المحتلة».

وأشار بيان صدر بعد الاجتماع، الذي شارك فيه وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة الرئاسية بثينة شعبان، إلى أنه «جرى استعراض مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المستمرّة والانتهاكات التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني، وأهمية تنسيق الجهود العربية لفضح هذه الممارسات، التي تؤكد عدم رغبة إسرائيل بالسلام، أمام الرأي العالمي، ووضع حدّ لها. كما تمّ التأكيد على ضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية بما يعزز الموقف الفلسطيني والعربي على الساحة الدولية».

يشار إلى أن هذا اللقاء السوري السعودي هو الثاني خلال آذار الحالي، حيث سبق للأسد أن تلقى في الثامن من هذا الشهر رسالة شفهية من الملك السعودي عبد الله، نقلها مستشاره الأمير عبد العزيز بن عبد الله.

وتندرج الجهود السعودية السورية في إطار السعي لإنجاح ملف المصالحة الفلسطينية قبل انعقاد القمة العربية، بالإضافة إلى ضرورة اتخاذ موقف صلب وفعال من عملية تهويد القدس، وتوفير سبل إنجاح جهود التضامن العربي لإنجاح قمة سرت.

وفي القاهرة عقد اجتماع ثلاثي ضم الفيصل وأبو الغيط وجودة. وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي أنه «تم خلال الاجتماع بحث عدد من المواضيع الإقليمية والعربية في إطار الإعداد للقمة». وقال إن «الاجتماع الثلاثي جاء في إطار الحرص على التواصل والتنسيق وتبادل الرأي في ما بين الوزراء الثلاثة بشأن المواضيع الأساسية المهمة والتي ينتظر أن تبحثها القمة. كما تم التطرق إلى آخر تطورات جهود تحقيق السلام في المنطقة والنزاع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل عام»، موضحاً أنه «من المنتظر أن تتواصل اللقاءات التشاورية في المرحلة المقبلة تحقيقاً لهدف لمّ الشمل واستعادة وحدة الصف العربي».

وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن رئيس الحكومة المصرية أحمد نظيف سيشارك في القمة، وذلك بسبب بقاء الرئيس حسني مبارك في ألمانيا في فترة نقاهة.

وكانت اجتماعات المندوبين في الجامعة العربية انطلقت في سرت، استعداداً لوضع التوصيات ومشاريع القرارات الخاصة بالقضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية لرفعها لاجتماع وزراء الخارجية الخميس المقبل، الذين سيرفعونها بدورهم إلى الرؤساء والزعماء.

ومن أهم المواضيع التي يتمّ بحثها وضع خطة عربية متكاملة للتحرك من أجل إنقاذ القدس، ومبادرة تقدّمت بها سوريا لوضع آلية لإدارة الخلافات العربية - العربية والمبادرة اليمنية لتفعيل العمل العربي المشترك، بالإضافة إلى مواضيع مكررة مثل الصراع العربي الإسرائيلي ومبادرة السلام العربية والجولان المحتل، والتضامن مع لبنان ودعمه.

وأعلن بن حلي أن هيئة متابعة قرارات القمة العربية ومجلس الأمن والسلم العربي سيعقدان اجتماعين منفصلين على مستوى وزراء الخارجية، يتم فيهما بحث أفكار موسى لتطوير المجلس، الذي يضمّ سوريا والسعودية والسودان والصومال والعراق. وتتضمّن المقترحات توسيع عضوية المجلس إلى تسع دول عربية وتشكيل قوات حفظ سلام عربية للاستعانة بها عند الضرورة.

 

اخبار ذات صلة