قائد الطوفان قائد الطوفان

في ضوء تصاعد التهديدات

ما هي خيارات الفصائل لمواجهة تهويد الأقصى؟

 

غزة- فادي الحسني-الرسالة نت

أكدت الفصائل الفلسطينية أن خياراتها مفتوحة في الرد على الاعتداءات التي يتعرض لها شعبنا في الأراضي الفلسطينية والمقدسات أيضا، مشددة على أن أي مساس بالمسجد الأقصى سيجر الساحة إلى ردة فعل غير متوقعة.

وشددت الفصائل في أحاديث منفصلة مع "الرسالة نت" على ضرورة أن تطلق السلطة الفلسطينية يد الشعب في التعبير عن احتجاجه إزاء ما يتعرض له المسجد الأقصى من تهويد وتدنيس على يد الاحتلال.

وفجر افتتاح كنيس يهودي يدعى (كنيس الخراب) بجوار المسجد الأقصى الأسبوع الماضي، حالة من الغليان في الأوساط الفلسطينية، واندلعت اشتباكات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال على المداخل المؤدية إلى مدينة القدس المحتلة، كما أطلقت عدد من الفصائل صواريخ محلية الصنع باتجاه "إسرائيل" ردا على العدوان الممارس في الساحة الفلسطينية.

مخطط كبير

وترجع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العدوان الأخير في الأراضي الفلسطينية، وخصوصا في المسجد الأقصى، إلى مخطط صهيوني كبير يهدف لإرباك الساحة الفلسطينية بغية إقامة الدولة اليهودية العنصرية.

وقال المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم: "هذا المخطط الصهيوني يقابل بتنسيق أمني عالي المستوى من قبل السلطة ووسط غياب العدالة الدولية، وصمت عربي متزايد"، محملا حكومة الاحتلال تبعات التصعيد الحاصل.

واعتبر برهوم أن الانتفاضة الثالثة قد بدأت فعليا، من خلال تلاحم الضفة الغربية وغزة والقدس والشتات أيضا، متمنيا لها الاستمرار حتى يعزل الاحتلال وتفضحه جرائمه.

وقال: "المنطقة على فوهة بركان نتيجة استمرار العدوان ومطلوب من الشعب الإبقاء على الانتفاضة متفجرة في وجه العدوان"، كما طالب الأمة العربية أن تبقي على فعالياتها المناهضة لممارسات الاحتلال في الأراضي الفلسطيني والعدوان على المسجد الأقصى.

وأكد على أن الدول العربية تملك أوراق ضغط سياسية واقتصادية وإعلامية أيضا على الاحتلال، "لكنها لا تستخدمها"، مشيرا إلى أنه ليس هناك مبرر لأن يبقى علما إسرائيليا مرفوعا في الدول العربية والإسلامية.

أما حركة الجهاد الإسلامي فرأت أن المقاومة هي السبيل الوحيد لمواجهة الاحتلال "الإسرائيلي"، وتقول أنه لا يجوز الرضوخ لما يفرضه الاحتلال من وقائع على الأرض.

ويؤكد نافذ عزام القيادي في الجهاد الإسلامي، أن المواقف الفلسطينية يجب أن تبقى ثابتة تجاه تعزيز صمود  الشعب وحشد الموقف العربي والدولي لدعم القضية الفلسطينية ولتعرية إسرائيل.

المقاومة السبيل

وقال عزام: "المقاومة هي السبيل الوحيد لمواجهة العدوان الصهيوني، مع عدم إغفالنا للتعقيدات الموجودة عقب الحرب، أو الأوضاع التي يحياها أهلنا في الضفة الغربية..في كل الأحوال لا يجوز الرضوخ لما تفرضه إسرائيل".

وهدد بأنه إذا ما استمر التصعيد أو المساس بالمسجد الأقصى، فإن الرد سيكون أكبر من كل التوقعات، وقال: "في كل الأحداث السابقة سواء الانتفاضة الأولى أو الثانية، لا أحد كان يتوقع حجم ردة الفعل".

فيما اعتبر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية جميل مزهر، أن الرد على العدوان يبدأ من خلال إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية ورص الصفوف، لكنه شدد في الوقت ذاته على ضرورة استخدام كافة الوسائل والخيارات في مواجهة العدوان.

وقال مزهر: "يجب حشد قوى شعبنا لمواجهة الممارسات الإسرائيلية"، مطالبا بتشكيل قيادة وطنية موحدة تقود التحركات الجماهيرية.

وأضاف "شعبنا الذي قدم التضحيات الجسام على مدار سنوات مضت، قادر على أن يقدم المزيد من التضحيات".

على نحو منفصل عبرت الفصائل عن أسفها، إزاء تقييد السلطة الفلسطينية لحرية المواطنين في الضفة الغربية، وطالبت السلطة بإطلاق يد الشعب في الضفة للتعبير عن احتجاجه على ما يجري في مدينة القدس المحتلة من اعتداء  على المقدسات.

خيانة لدماء الشهداء

وقال برهوم :"وصل الأمر بسلطة فتح في الضفة للتواطؤ مع الاحتلال وهذا عبارة عن خيانة لدماء الشعب وحقوقه"، مستهجنا استمرار سياسة كبح جماح الشعب في التعبير عن ردة فعله تجاه ما يجري في الأقصى.

فيما وصف عزام الأمر بأنه باعث على الأسى والمرارة، ويقول:"إنه لشيء مؤسف أن يكون الناس على بعد أمتار من الأقصى ويكونوا عاجزين عن التعبير عن غضبهم إزاء ما يحدث".

وأشار عزام إلى أن تقييد يد الشعب يرسم علامات استفهام، قائلا: "إن هذا الأمر يرسم علامات استفهام، ونؤكد أن إسرائيل لن تقدم شكرا لأحد من الفلسطينيين، وهذا يرتد سلبا على السلطة وعلى القضية الفلسطينية".

لكن مزهر طالب بضرورة إطلاق الحريات في كل من غزة والضفة الغربية وإعطاء مساحة للجماهير للتعبير عن سخطها تجاه ما يحدث في القدس.

 

البث المباشر