يعترف الاحتلال أنه يخوض معارك ضارية شرق مدينة غزة وخانيونس وشمال القطاع فاقت تلك التي خاضها في لبنان في تموز 2006، ويبدو أن التورط في المستنقع الغزي هو عنوان المواجهة القاسية التي تتصدى لها المقاومة وتعد كتائب القسام ذراعها الأكبر بعدما تم استدعاء 80 ألف من قوات الاحتياط للاحتلال.
وهكذا اكتشف الاحتلال ما كانت تعد به وحدات القسام من مفاجئات على الأرض بعدما جرب تطور قدرتها الصاروخية التي جعلت صافرات الإنذار تدوي في كافة دولة الاحتلال من الجنوب إلى الشمال.
ويكشف مسئول في وحدة "غولاني" بجيش الاحتلال أن القتال الحاصل في قطاع غزة ضارٍ جدًا وأكثر شراسة مما حصل في حرب لبنان عام 2006.
وأوضح المسئول في مقابلةٍ مع موقع "روتر" العبري صباح الأحد أن "العديد من الإصابات في صفوف الجيش وقعت خلال الساعات الماضية بينها عشرات من الحالات الحرجة جدًا التي يحدثها المسلحون ".
وقال إن المعركة تشهد الكثير من إطلاق قذائف الـ RPG ومضادات الدروع والقنابل اليدوية التي أصيب بها الجنود، وعلى إثرها تم نقل الكثير من الجنود المصابين إلى المستشفيات للعلاج.
وأضاف أننا نقاتل عدوًا عنيدًا على الرغم من وقوع إصابات في صفوفه.
ورغم الفارق الكبير بين قدرات المقاومة وقدرات اقوى دولية عسكريا في الشرق الأوسط إلا أن وحدات قتالية تابعة لكتائب القسام تتصدى للهجوم البري من خلال أسلوب حرب العصابات معتمدة على شبكة الأنفاق إلى جانب الكمائن الثابتة والمتحركة، وتسلل خلف خطوط العدو فيما تعد العبوات مختلفة الأنواع سواء المضادة للآليات أو الأفراد من بين هذه الوحدات التي تقود المعركة على مشارف قطاع غزة:
- وحدات المرابطين: وتُعَدُّ أكبر وحدات الكتائب، ومهمتها حماية حدود القطاع من عمليات التوغُّل الصهيونية، وتنقسم هذه الوحدة إلى خمسة ألوية في قطاع غزة، كلٌّ منها في منطقة، وينقسم كلُّ لواء إلى كتائب، وكلُّ كتيبة إلى عددٍ من السرايا، وكُّل سَرِيّة إلى عدَّة فصائل، وكلُّ فصيل إلى عدة مجموعات؛ تضم كلٌّ منها أحدَ عشرَ مجاهداً، وتنقسم إلى زمرتَيْن، تضم كلٌّ منهما خمسة مجاهدين بالإضافة إلى قائد المجموعة.
- وحدات الرصد والمتابعة: مهمتها مراقبة تحرُّكات جيش الاحتلال حول القطاع، ومراقبة تحرُّكات الجنود والمغتصبين (المستوطنين) في المعسكرات المحيطة بالقطاع؛ لرصد الثغرات الأمنية واستغلالها.
- وحدات الاستشهاديين: مهمتها اختيار وإعداد الاستشهاديين، أو ترشيحهم لتنفيذ عمليات وسط قوات الاحتلال وقد نفذ أحد مجاهدي القسام صباح الاحد عملية بتفجير نفسه في دبابة شرق الشجاعية، كما جرى تطوير أسلوب عمل هذه الوحدة لمواجهة العدوان على غزة، فيما عُرِف باسم «الاستشهاديون الأشباح».
- الوحدات الخاصّة: ويخضع أفرادها لتدريبٍ متقدِّم، ويُجهَّزون بأسلحةٍ وعتادٍ أكثرَ تطوُّراً، كي يتمكّنوا من تنفيذ المهمّات التي يُكلَّفون بها، وتكون عادةً أكثر دقة وصعوبة من سائر العمليات.
- وحدات النخبة: وهي متخصّصة في تنفيذ عمليات نوعية ضد جيش الاحتلال، في العمق وخلف خطوط العدو بالاعتماد على الأنفاق.
ويقف على رأس المواجهة الحالية في الجانب الصهيوني ويشرف على العمليات الجوية الحالية والمعركة البرية رئيس هيئة الأركان، بيني غينتس ، الذي يتابع إعداد قوات المشاة
والفرق المدرعة من الجيش النظامي، الذي يضم لواء غولاني، بقيادة العقيد يانيف، ولواء المظليين بقيادة العقيد أمير برعام، والمشاة، بقيادة العقيد يهودا فوكس، ولواء جفعاتي بقيادة العقيد عوفر ليفي، اللواء السابع تحت قيادة العقيد عوديد فسيكو واللواء 401 تحت قيادة العقيد سار تسور.
وكانت وحدات القسام قد بدأت عملياتها البرية قبل تحرك أول دبابة من خط الهدنة من خلال عمليتي زكيم وصوفا" خلف خطوط العدو.
ويشعر جيش الاحتلال بتوتر شديد ويوسّع عدوانه بعد أن تبين أن الاجتياح البري يتعثر وأن نتائج هذا التعثر معاكسة لتقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية حتى الآن، ودفعت نتنياهو إلى توسيع الاجتياح وتشديد القصف انتقاما لتعثر العمليات.
ويؤكد الصحفي الإسرائيلي يوئيل ماركوس أن نشر عدد القتلى من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة سيحدث ثورة حارقة في الكيان الإسرائيلي.
وقال ماركوس في مقال بصحيفة "هآرتس" العبرية إن الجيش الإسرائيلي يفرض رقابة مشددة علينا حول نشر أعداد القتلى الجنود في غزة.
وأضاف: "ولو سمح لنا النشر فإن ثورة ستحدث بإسرائيل ستحرق الأخضر واليابس".
وتواجه قوات الاحتلال التي وصلت إلى الأحياء السكنية مُجمَّعاتٍ كاملةً ملغمة لا بيوتاً منفردة فقط، ونصبت فيها الكمائن، ولغَّمت أنفاقاً، وأجساماً تشبه المقاومين الفلسطينيين".
فيما لم تتوقف محاولات القسام اختطاف جنود من المشاركين في العمليات، ومع مرور الوقت وتقدم قوات الاحتلال تصبح فرصة الأسر أكثر قربا من أيدي المقاومة.