عائلة "البطش" ولدت ودفنت في بيتها

تشييع جثامين مجزرة عائلة البطش بغزة
تشييع جثامين مجزرة عائلة البطش بغزة

الرسالة نت- نور الدين صالح

ما أن خرج المصلون من مسجد الشهيد صلاح شحادة، بعد الانتهاء من أداء صلاة التراويح، تحت سماء مدينة غزة الملبدة بالطائرات الحربية "الإسرائيلية"، إلا أن باغتتهم طائرات الاحتلال الغادرة فأغارت عليهم بصاروخ، حتى هرعوا كل إلى بيته، راجيًا من الله أن يصله سالمًا.

أفراد عائلة "البطش" من المصلين الذين هرعوا إلى بيوتهم، لكنهم لم يسلموا حتى بعد وصولهم إلى بيتهم سالمين آمنين، حيث اجتمعوا يتحدثون عما أصابهم، وعائدين من صلاتهم.

أرادت طائرة الغدر "الاسرائيلية" أن تنزع تجمع العائلة، وذلك بعد قصفها لمنزلهم المكون من ثلاثة طوابق الذي يأوي بداخله ست عائلات من أطفال ونساء وشيوخ وغيرهم، وصوت القصف أفزع جميع من يقطنون بجوارهم.

أصوات هزت المنطقة برمتها حتى أخذ السكان المجاورين للمكان بالجري صوب المكان ليروا ذلك "المشهد المروع" منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. على حد وصف أحد الجيران.

شادي البطش أحد أقارب العائلة، أخذ ينظر على ما حدث في المنزل، حتى صمت وأصبح يقلب كفيه يمنى فوق يسرى ويتساءل مع نفسه:" لم أصدق هل ذلك المشهد المروع في غزة؟".

بيت مدمر بالكامل، أشلاء متناثرة هنا وهناك، أضرار فادحة أصابت منازل السكان المجاورين، تراب مغموس بدماء جرحى وشهداء العائلة، مشاهد مروعة في المكان، وفق قول شادي

بعد حالة الهلع التي أصابت سكان المنطقة، أخذوا يحاولون إنقاذ أفراد "البطش" من تحت الركام والدمار، ويجمعون الأشلاء المتناثرة ويضعونها فوق "صوان حديدية"، " كنا نجمع جثث العائلة المتناثرة، وكانت تفوح رائحة لحوم محروقة في المكان"، وفق أحد الجيران.

ويقول أحد المشاركين في جمع أشلاء العائلة " كان مشهد في غاية القسوة، قطع لحوم صغيرة، متناثرة في كل أنحاء المكان، وأصوات أنين من تحت الركام".

"فور وصول سيارات الاسعاف للمنطقة، لم نعد نعرف من أي مكان نبدأ بجمع الأشلاء، في حين أننا لم نعرف من هم أصحاب الجثث" يضيف المشارك في جمع الأشلاء.

مجزرة عائلة البطش راح ضحيتها 18 شهيدًا وأكثر من 50 جريحًا، إضافة إلى إلحاق أضرار كبيرة في جميع المنازل المحيطة في المنزل، لتسطر الرقم الأعلى منذ بدء العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، حتى كتابة هذا التقرير.

أشلاء آل "البطش" وضعت في "كراتين" تواري الثرى برفقة الجثة، بعد اختلاطها ببضعها وعدم معرفة لمن تعود قطع اللحم الصغيرة.

جثث العائلة الممزقة والمتناثرة، لم تجد لها متسع في المقابر، ليضطر المواطنون بدفنها جانب بيتها المدمر، حيث تكون بذلك ولدت ودفنت في نفس المنزل، لتسطر بذلك مجزرة تحمل في طياتها الأسى والألم.

البث المباشر