قائمة الموقع

مقال: التبعات المتوقعة لنجاح المقاومة في خطف جندي إسرائيلي

2014-07-21T09:39:54+03:00
عمر شعبان
بقلم: عمر شعبان

في تقييم أولي، فإعلان المقاومة عن نجاحها في خطف جندي إسرائيلي سيكون له تبعات عديدة على مجريات الحرب و المرحلة اللاحقة حسب رأيي:

• مزيد من التأييد الجماهيري للمقاومة بعد أن حققت نجاحات عديدة و اثبتت مصداقية عالية في الاعلان عن تلك النجاحات في مواجهة الموقف الرسمي الاسرائيلي الذي أخفى خسائره لساعات و أحيانا لعدة أيام .

• زيادة الضغط الشعبي في إسرائيل على حكومته في ظل توارد أخبار الفشل في تحقيق إنجاز ملحوظ خاصة أن الحكومة لم تعلن عن اختفاء الجندي الاسرائيلي قبل صدور بيان كتائب القسام مما يضع الحكومة في موضع تساؤل و شك كبيرين. الحكومة الاسرائيلية على شفا الانهيار . حرب 2008 أطاحت بإيهود اولمرت و الثانية عام 2012 اطاحت بإيهود باراك و هذه ستطيح بنتانياهو.

• تصليب موقف حركة حماس في عملية الوساطة في مواجهة الاطراف جميعا بما فيها التكتلات العسكرية المشاركة معها حاليا . حماس ستفاوض من موقف أكثر قوة حيث لديها ما تقوله . ستوظف حماس التأييد الجماهيري لها في عملية المفاوضات و ستتردد أطراف إقليمية كثيرة في التهوين من إنجازات المقاومة .. الجميع سيحاول مغازلة المقاومة . مقولة أن حماس هي المسؤولة عن إراقة الدم و الدمار لن تجد لها الكثير من المشترين .

• تصعيد إسرائيلي على مستوى التكتيك في محاولة لاستعادة الردع لكن مع قرار بالتوقف والانسحاب على مستوى العملية ككل. أظن أن إسرائيل قد قررت التوقف عن العملية وهو السبب الذي دفع بالسيد كيري للقدوم للمنطقة وبسرعة بعد إلغاء زيارتين كانتا مقررتين سابقا. الهدف منع مزيد من التدهور والاسراع في وقف إطلاق النار خاصة أن صور مجزرة الشجاعية المرعبة قد عمت العالم كله واثارت غضبا شديدا. الحكومات الغربية لن تستطع مواجهة غضب شعوبها التي تأخذ موقفا مغايرا للحكومات.

• مفاوضات الافراج عن الجندي المختطف حديثا لن تتم ضمن جهود الوساطة الحالية التي ستركز على وقف إطلاق النار. حيث سيتم ذلك ضمن مفاوضات لاحقة لوقف وقف إطلاق النار وذلك بهدف الافراج عن باقي الاسرى بما سيعرف لاحقا ب " صفقة شاليت 2".

• أظن أن عملية المصالحة في صورتها الهشة والضعيفة ومولودها المشوه ( حكومة الوفاق ) التي توفت في مهدها قد انتهت، سيتم البحث في شروط مختلفة للمصالحة لكن بعد حين. ستدرك السلطة أن تراخيها في تفعيل عملية الوفاق لم يكن قرار حكيما، وسيكتشف مستشارو الرئيس محمود عباس الذي كانوا يقولون له أن حماس على وشك الانهيار وأن ليس لها بدائل وأن انهيارها لن يستغرق أكثر من أسبوعين، أنهم الاكثر غباء في العالم وأنهم كانوا مقودين بمشاعرهم ورغباتهم وليس بعقولهم. عليهم أن يتقاعدوا حتى يستريحوا ويريحوا.

• تنامي شعبية حماس بشكل كبير يعالج الانخفاض الذي عانته في السنوات الماضية حيث تبيت حماس أنها ما زالت على نهج المقاومة في حين ستتراجع شعبية السلطة الفلسطينية كثيرا التي اتخذت موقفا سليبا واضحا من الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة و حددت موقفها المؤيد جدا للتنسيق الأمني مع إسرائيل.

• توتر الاجواء في الضفة الغربية حيث ستجد الجماهير في محافظات الشمال سببا إضافيا للخروج في مظاهرات للتنديد بموقف السلطة الفلسطينية المتراخي بخصوص الحرب الاسرائيلية على غزة . ستشهد شعبية حماس ارتفاعا ملحوظا في الضفة الغربية والشتات وستحصل على مزيد من الدعم المعنوي والمالي.

• تعزيز قوة الجناح العسكري لحماس " كتائب القسام في مواجهة الجناح السياسي فيها . كتائب القسام كانت لها اليد العليا والكلمة الاخيرة في مجريات الحرب ومجريات الوساطة، كتائب القسام هي من قدمت مقترحات وقف إطلاق النار وهي التي كانت تسير المفاوضات وتقرر فيها . إن عدم قدرة الجناح السياسي في تحقيق إنجازات ملموسة من عملية المصالحة مع حركة فتح وتواضع أداء حكومة حماس في إدارة غزة منذ سبع سنوات يعني أن كتائب القسام سيكون لديها الكلمة العليا حتى بعد انتهاء الحرب.

 

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00