أعلن الأسرى في السجون الاسرائيلية الحداد، بعد استيقاظهم صباح الأحد الماضي على فاجعة مجزرة الشجاعية التي راح ضحيتها قرابة التسعين شهيدا ومئات الجرحى، قبل أن يقلب خطاب أبو عبيدة المتحدث باسم القسام أتراحهم إلى أفراح عقب اعلانه في ليلة اليوم نفسه، أسْر القسام جنديا إسرائيليا.
لم يخب أمل الأسرى في أن تخرجهم المقاومة من الأسر. هم يؤمنون أن المقاومة دائما ما تفي بوعدها.
وكانت كتائب القسام أعلنت أسر الجندي شاؤول أرون عقب كمين محكم شرق غزة أدى لقتل 14 جنديا إسرائيليا.
فرحة في السجون
أحد الأسرى داخل سجون الاحتلال –رفض ذكر اسمه- قال لـ"الرسالة نت" إن القسام أوفى بوعده لنا. وتحدث الأسير عن الفرحة العارمة التي جابت السجون عقب سماع الأسرى نبأ أسر القسام جنديا.
وأشار إلى ارتفاع معنويات الأسرى، خصوصا بعد حالات الاعتقالات الأخيرة، وعدم تحقيق الإداريين جميع مطالبهم.
وخاطب الأسير مجاهدي القسام، قائلا: "لا نثق بأحد غيركم، جميع الأسرى يعوِّلون عليكم لإخراجنا من ظلمات السجن، ندعوكم لأسر مزيد من الجنود".
وبدوره، فإن الأسير حسن سلامة أكدّ في أول تعقيب له على عملية أسر الجندي، أنها تأتي ردا على تجاهل الاحتلال لمطالب الأسرى الفلسطينيين.
ونقلت غفران زامل خطيبة الأسير لـ"الرسالة نت" قوله من داخل السجون: "إسرائيل تدفع ثمن تجاهلها لمطالب الأسرى".
ورأى أن المقاومة قلبت معادلة الصراع مع (إسرائيل) في الحرب الجارية ضد غزة، وباتت تقرر معالم المرحلة السياسية الراهنة. وقال: "إسرائيل أفلست سياسيا ولم يعد لدى حكومتها أي رصيد، وأصبحت المقاومة هي التي تتحكم في موازين المرحلة الحالية".
وذكر أن المقاومة صاحبة قرار الإفراج عن الأسرى، وأن الاحتلال سيرغم على إطلاق سراح جميع الأسرى بناء على شروط المقاومة ومطالبها.
واعتبر سلامة أن العدوان على غزة سيغير طبيعة الخارطة السياسية لصالح المقاومة، بما يعزز من عناصر قوتها على الأرض، قائلا: "أنصح نتنياهو بعدم الاستمرار بغبائه السياسي".
وعبّر عن قناعته بأن العملية ستجبر (إسرائيل) وحلفاءها على الخضوع لمواقف المقاومة، بسبب عجز الأولى عن تحمل مزيد من مفاجآت الأخيرة.
وتابع: "عندما أعلن القسام الخبر، عمت الأفراح السجون، وبات الجميع يتلقى التهاني والتبريكات"، معربًا عن أمله في أن تعقد الصفقة خلال العام الجاري.
ورأى سلامة أن معطيات المرحلة الراهنة تختلف عن مرحلة أسر المقاومة لجلعاد شاليط عام 2006م، وأصبح بإمكان المقاومة أن تنجز بشكل أكبر صفقات الأسر.
انتقام من الأسرى
من جهته، أكد فؤاد الخفش الباحث في شؤون الأسرى أن أسر القسام للجندي، رفع معنويات الأسرى، موضحًا أنهم انتظروا ذلك الخبر منذ سنوات.
وقال الخفش لـ"الرسالة نت": "أسر الجندي أعاد الأمل لذوي أسرى المؤبدات والأحكام العالية، الذين أغلقت في وجوههم جميع الأبواب، ولم يبق لهم باب مفتوح سوى أسر الجنود".
وبيّن أن الأسرى الآن ينتظرون في الأيام المقبلة صفقة "وفاء الأحرار" الثانية، مشيرًا إلى أن الاحتلال يحاول الانتقام من الأسرى بجميع الطرق من خلال سحب الأجهزة من الغرف والتفتيش العاري.
واعتدت القوات الخاصة بقمع الأسرى في سجون الاحتلال ليلة الاثنين على الأسرى في سجن مجدو الإسرائيلي شمال الضفة المحتلة.
وأفادت مصادر خاصة من داخل السجون لــ "الرسالة نت" إن عناصر "المتسادا" اقتحمت قسم 6 في سجن مجدو بشكل مفاجئ أثناء أداء الأسرى لصلاة التراويح، واعتدت عليهم.
وأشارت المصادر إلى أن من بين الأسرى الذين جرى الاعتداء عليهم أسرى كبار بالسن، حيث تم اقتحام غرفهم بشكل مفاجئ ودفعهم أثناء الصلاة وإخراجهم من غرفهم بحجة التفتيش.
وأضاف الخفش: "شهدت سجون نفحة وريمون أيضا اقتحامات لقوات القمع، حيث صادرت خلالها أجهزة التلفاز من بعض غرف الأسرى وخاصة أسرى حركة حماس، في سجني ريمون والنقب بهدف قطع الأسرى عن العالم الخارجي ومنعهم من متابعة الأخبار، لا سيما ما يحدث في قطاع غزة".