قائمة الموقع

آذان غزة ترقب صوت المدفع

2014-07-23T10:23:16+03:00
بعد استهداف منزل مواطن بغزة
الرسالة نت – محمد أبو قمر

يبدو أن الزمن يدور سريعا في غزة، فبعدما كان أهالي القطاع قديما ينْهون صيامهم عند انطلاق مدفع الإفطار، تعود أصوات تلك المدافع إليهم مجددا في رمضان، دون أن تحدد موعدا للانطلاق أو مكان السقوط.

فمنذ بدء العدوان على غزة في العاشر من رمضان، لم تتوقف أصوات القذائف والصواريخ المنهارة على ساكنيها. حصدت خلالها مئات الأرواح وآلاف الجرحى.

تلك الأصوات نبشت ذاكرة مسنو غزة، وذهبت بهم إلى مدفع الإفطار، الذي تعود بدايته إلى العصر المملوكي عام 865 هـ، حينما أراد السلطان المملوكي "خشقدم" تجربة مدفع جديد في اليوم الأول من رمضان، وصادف إطلاق المدفع وقت المغرب بالضبط، ظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين أن موعد الإفطار قد حان.

بقي مدفع الإفطار يطلق في غزة حتى عهد الحاكم المصري خلال توليه إدارة غزة ما بين عامي 1956-1967، وكان يتخذ حينها من القصر الحاكم بجوار أنصار، مقرا له.

دارت السنين، وعاد الاحتلال قبل أيام ليدك بقذائفه مقر القصر الحاكم كمئات من المباني والمنازل في غزة التي تم تدميرها، وحلت القذائف القاتلة التي تصمُّ الآذان، بدلا من ذلك المدفع الذي كان يطرب له الصائمين، وينتظرون صوته بلهفة.

وبات أهالي غزة يخشون التجمع على موائد الإفطار خشية استهداف الاحتلال، الذي تعمَّد ضرب التجمعات البشرية، بعدما كان يُسْعدهم قديما التحلق في نفس المكان بانتظار مدفع الإفطار، الذي كان يضفي جوا خاصا في رمضان.

ورغم أن مدفع الإفطار كان يطلق في غزة برعاية مصرية، يأمل الغزيون أن تعود مصر إلى دورها، وتوقف أصوات المدافع التي تقذف على رؤوس الأطفال والنساء، في ضوء الإشارات السلبية الواردة من القاهرة، والتحرك الخجول لمساندة غزة.

ويتساءل الغزيون عن موعد محدد لإنهاء العدوان على غزة في ظل تفاقم أعداد الشهداء والجرحى، وتردي الأوضاع المعيشية للمواطنين الذين اضطر عدد كبير منهم للنزوح من المناطق الحدودية التي تستهدفها مدفعية الاحتلال، وذلك في الوقت الذي تستنجد به قوات الاحتلال بأمريكا والمجتمع الدولي ومن ساندهم من الحرب للضغط على المقاومة؛ من أجل الموافقة على وقف إطلاق النار فقط دون أي مقابل.

اخبار ذات صلة