قائد الطوفان قائد الطوفان

نتائج الانتخابات العراقية تعيد فرز خريطة الكتل السياسية

الرسالة نت - محرر الشؤون العربية

تشير نتائج هذه الانتخابات إلى أنها أفرزت الكثير من الفائزين ومن مختلف التوجهات. وفي المقابل أحرجت النتائج الكثير من الكتل والشخصيات والأحزاب السياسية، عندما تأكد عدم حصول هؤلاء إلا على عدد محدود من الأصوات في الدوائر التي ترشحوا عنها لا تؤهلهم لاحتلال مقعد نيابي في المجلس المقبل، في مؤشر اعتبره المراقبون احد حسنات القائمة المفتوحة.

 

فعلى مستوى الأحزاب، نجد أن الخاسر الأول في هذه الانتخابات هو الحزب الشيوعي العراقي، يليه حزب الأمة العراقية بزعامة النائب السابق مثال الالوسي، الحزب الإسلامي العراقي السني الذي يتزعمه النائب أسامة التكريتي، والحزب الدستوري بزعامة وزير الداخلية جواد البولاني.

 

أما ابرز الكتل الخاسرة فهي كتلة التوافق السنية بزعامة رئيس مجلس النواب المنتهية ولايته إياد السامرائي، وليس مستبعداً عدم حصول ائتلاف وحدة العراق بزعامة البولاني على مقعد نيابي.

 

أما كتلة أحرار بزعامة النائب ورجل الدين الشيعي إياد جمال الدين والتي أنفقت ملايين الدولارات على حملتها الانتخابية من خلال إعلانها في قنوات عربية شهيرة كـ"العربية" طوال شهر كامل، فلم تتمكن من جمع سوى 9943 صوتا فقط.

 

ولعل ما يهون الخطب عن مجموع الخاسرين هو توزع الخسارة على طيف واسع من العراقيين من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، ليس على مستوى الكتل والأحزاب فحسب، بل حتى على مستوى الشخصيات. ففي بغداد، لم يحصل مرشح ائتلاف وحدة العراق رئيس مجلس النواب السابق محمود المشهداني إلا على 1644 صوتا، فيما حصل مرشح الائتلاف الوطني العراقي ومستشار الأمن السابق موفق الربيعي على 1274 صوتا فقط.

 

ولم يكن حظ ساسة كبار ترشحوا على قائمة "العراقية"  بزعامة رئيس الوزراء سابقا إياد علاوي في بغداد بأفضل من أقرانهم في القوائم الأخرى، إذ حصل السياسي المخضرم عدنان الباجه جي على 878 صوتا. وحصل الكاتب والسياسي الشهير حسن العلوي على 704 أصوات.

 

وفي بعض المحافظات تلقى عدد من كبار الساسة صدمات عنيفة، عندما أظهرت النتائج حصولهم على عدد ضئيل من الأصوات، لا يتناسب ومواقعهم القيادية في أحزابهم وكتلهم.

 

وعلى سبيل المثال حصل القيادي البارز في المجلس الإسلامي الأعلى الشيخ جلال الدين الصغير المرشح عن محافظة دهوك على 26 صوتا فقط. وحصل وزير التخطيط علي بابان المرشح عن قائمة المالكي في الموصل على 1602 صوتين، فيما حصل مرشح الائتلاف الوطني عن محافظة السليمانية الشيخ همام حمودي على 52 صوتا بعد فرز أكثر من نصف أصوات المقترعين.

تبريرات الهزيمة

تباينت التبريرات لأسباب الخسائر الجسيمة التي منيت بها الأحزاب والكتل والشخصيات السياسية في الانتخابات الأخيرة، فالبعض يرى أن إخفاق كل قائمة أو حزب أو كتلة يعود الى سبب مختلف وليس من الممكن وضع خسارات الجميع في سلة أسباب واحدة.

 

ذلك أن البعض خسر نتيجة انخراطه في قائمة شيعية في محيط سني مثل وزير التخطيط علي مختار بابان الذي رأس قائمة ائتلاف دولة القانون في محافظة نينوى السنية وحصل على 1602 صوتين، والأمر عينه ينطبق على الزعيم القبلي حميد الهايس الذي رأس قائمة الائتلاف الوطني العراقي في محافظة الانبار ولم يتمكن من الحصول إلا على 697 صوتا، وعلى القياديين البارزين في المجلس الإسلامي الأعلى وعضوي الائتلاف الوطني، همام حمودي وجلال الدين الصغير اللذين رأسا قائمتي الائتلاف في مدينتين غالبيتهما كردية هما اربيل والسليمانية ولم يحصلا على أصوات تذكر، آذ نالا مجتمعين 82 صوتا فقط.

 

وتشير التقارير إلى أن التحالف الذي يقوده المالكي الآن تفكك مع الإعلان عن نتائج الانتخابات، بل وجميع التحالفات والتكتلات التي كانت قبل الانتخابات، أو تلك التي شاركت في الانتخابات بغض النظر عن نتائجها في الانتخابات فإنها جميعا سيعاد تشكيلها، وقد يخرج بعضها تماما من الساحة السياسية، وبعضها الآخر قد يبحث عن اتلافات أو تكتلات جديدة في ضوء نتائج الانتخابات من اجل أن يعزز مكاسبه في الحياة السياسية.

 

وبحسب التقارير حتى لو كلف رئيس البرلمان نوري المالكي بتأليف الوزارة، فليس من الواضح إن كان المالكي سيتمكن من تشكيل حكومة ائتلافية وأن يتولى بنفسه رئاستها. فقد خلف بعد أربع سنوات من وجوده في المنصب قائمة طويلة من الأشخاص المهمين والناخبين الغاضبين منه.

 

وقال جلال الدين الصغير، عضو الائتلاف الوطني العراقي والقيادي في المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم بشان التحالفات الجديدة أن «الموقف لا يزال في طور الحوارات الأولية بين الكتل السياسية»، مشددا على أنه «لا يوجد شك في أنه لن تكون هناك جهة سوف تستطيع أن تستأثر بالقرار أو تكون ضاغطة بشأن تشكيل الحكومة المقبلة، الأمر الذي يحتم على الكتل التحالف في ما بينها خلال المرحلة المقبلة.

 

البث المباشر