قائد الطوفان قائد الطوفان

أدت لاستشهاد 10 أطفال

"مرجيحة الأطفال" بنك أهداف إسرائيل في العيد

صورة من الاستهداف (عدسة: خالد طعيمه)
صورة من الاستهداف (عدسة: خالد طعيمه)

الرسالة نت- محمد الشيخ

ككل أطفال العالم، اعتقدوا أن من حقهم اللعب واللهو ولو قليلا، بعيدا عن أجواء الحرب والدمار والقتل والتشريد الذي اجتاحت قطاع غزة.

أطفال غزة.. الذين يحسدهم الاحتلال الإسرائيلي على يوم واحد فقط يخرجون فيه للتعبير عن فرحتهم كبقية أطفال العالم، أبى إلا أن يُنغص يومهم بمجزرة جديدة في مخيم الشاطئ شمال غرب مدينة غزة.

لم ينتظر الاحتلال الإسرائيلي انقضاء أول أيام عيد الفطر على أهل غزة، دون اهدائهم مجزرة بشعة تضاف إلى سلسلة جرائمه بحق الأطفال.

المشهد كما رواه أغلب من شاهد المجزرة هناك. التف مجموعة من الأطفال حول "مرجيحة العيد" ينتظر كل منهم دوره ليعتليها ويستمتع ببعض اللحظات الجميلة.

ضحكات الأطفال البريئة وصرخاتهم المرحة ملأت المكان. لكن فجأة ودون سابق إنذار صاروخ حاقد من طائرة بدون طيار لعدو مجرم يضرب كل من كان هناك.

الصمت عمّ المكان للحظات، ولم يعد فيه إلا أجسام متفحمة وأشلاء اشتعلت فيها النيران، تجمع المواطنون ليتفقدوا من بقي على قيد من الأطفال، لكن الفاجعة كانت بارتقاء 10 أطفال دفعة واحدة وإصابة أكثر من 20 آخرين.

سارعت سيارات الإسعاف إلى المكان لانتشال ما تبقى من الجثث ونقل المصابين إلى مستشفى الشفاء.

ذلك المشهد أعاد إلى أذهاننا مجزرة أطفال عائلة بكر الذين كانوا يلهون على شاطئ بحر غزة، حين باغتتهم طائرات الاحتلال وزوارقه بعدة صواريخ دون سابق إنذار وبلا سبب أدت إلى استشهاد 4 أطفال منهم وأصيب 3 آخرين.

والشهداء الأطفال معظمهم من عائلتي أبو شقفة ومقداد من سكان الحي.

إحدى السيدات من عائلة "أبو شقفة" من سكان المنطقة تحدثت عما سمعته وشاهدته بعينها بعد سماع صوت الانفجار، مبينة أنها كانت تجلس في منزلها وفجأة سمعت صوتا عاليا هز أرجاء المنزل، فخرجت لتطمئن على أبنائها اللذين كانوا يلعبون أمام بيتهم.

وأثناء حديثها مع لـ"الرسالة نت" فُجعت الأم بنبأ استشهاد أحد أبنائها جراء القصف، صدمت وصمتت للحظات، فانتفضت بالصراخ فجأة وتركتنا مغادرةٍ مباشرة إلى مجمع الشفاء الطبي للحاق بولدها الشهيد.

ومن بين الشهداء الأطفال من كان حاضرا مع أهله إلى أقاربه في المنطقة، لكن القدر اختارهم ليكونوا شهداء أول أيام العيد .

ويبدو أن الاحتلال الإسرائيلي في كل صفعة جديدة يتلقاها من المقاومة، يصيبه الجنون ويصبح متخبطا يستهدف الأطفال الأبرياء والمدنيين، لأن بنك أهدافه أصبح خاليا وغير قادر على مواجهة المقاومة في كل اختبار يقع فيه.

أهالي الأطفال لم ينتظروا مغيب الشمس حتى يشيّعوا أطفالهم، وقرروا ألا يأتي الغد إلا ويكون أطفالهم قد واروا الثرى، مطالبين المقاومة بالثأر لأطفالهم قبل طلوع الشمس.

المقاومة لم تنتظر طويلا، فأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام مساء اليوم أنها قتلت أكثر من  10 جنود "إسرائيليين" في عملية بطولية نفذتها خلف خطوط العدو شرق الشجاعية.

وقالت الكتائب في بيان لها إن جميع المجاهدين عادوا إلى قواعدهم بسلام بعد تنفيذ العملية.

(عدسة: خالد طعيمه)

البث المباشر