قائد الطوفان قائد الطوفان

التهدئة.. الفرصة الأخيرة للمفاوضات

(صورة أرشيفية)
(صورة أرشيفية)

الرسالة نت- محمود هنية

"هي الفرصة الأخيرة التي جاءت لإنقاذ المفاوضات من حالة الانهيار التي أوشكت عليها, فإما أن نصل لاتفاق أو تنهار الأمور"، بهذه الكلمات اختصر عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحماس توصيف تهدئة 72 ساعة التي أعلن عنها الوسيط المصري مساء أمس ودخلت حيز التنفيذ صباح اليوم.

الرشق أكدّ لـ"الرسالة نت"، أن الوفد الفلسطيني أوشك على مغادرة القاهرة وأبلغها بذلك بفعل المماطلة (الإسرائيلية) بشأن مطالب المقاومة، قبل أن يستدرك الراعي الأمر ويدعو لتهدئة تتم خلالها مفاوضات جادة وحثيثة تفضي بوقف دائم لإطلاق النار.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي تستجيب فيها حماس لطلب الشقيقة مصر بقبول تهدئة مؤقتة، رغم تحفظها على مجريات الأمور التي تسير فيها المباحثات.

واضطر الراعي للطلب من الجانب (الإسرائيلي) بإرسال وفد إلى القاهرة فورًا، دون أي شروط مسبقة منه، وهو ما دعت إليه المقاومة من قبل كما أفاد الرشق.

ومع أن عامل الوقت هو الشيء الذي تراهن عليه (إسرائيل)، لنزف الجهد والخيارات المتاحة لدى المقاومة وإجبارها على الخضوع لمطالبه السياسية, فإنه لا شك أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة في المفاوضات.

ويبدو أن حماس مصرة على ابقاء المعركة السياسية مع الاحتلال مفتوحة، بالتوازي مع حرب استنزاف ميدانية سيكون خيارها في المرحلة المقبلة.

القيادي بحماس علي بركة، أكدّ بدوره لـ"الرسالة نت"، أن حركته تقود مفاوضات شرسة في القاهرة، هي للموت أقرب منها للحياة، موضحا أن التهدئة هي الفرصة الأخيرة لإيصالها إلى بر الأمان.

وأشار إلى أن حماس لم تسدل الستار عن بعض الخيارات السياسية بالتوازي مع الجهد المصري، لا سيما الاتصالات المستمرة من جانب تركيا وقطر مع الطرف الأمريكي، مؤكدا أنهم يتواصلون مع قوى أخرى ذات صلة لوقف العدوان.

أما أسامة حمدان القيادي بحماس، فقد أكدّ أن حركته معنية بأن تصل الجهود السياسية إلى هدفها، وأن يتحقق المطلب الفلسطيني بغض النظر عن تعقيدات الوضع الراهن بالقاهرة.

ولم يخف حمدان اصرار حركته على التمسك بالإجماع الفلسطيني حول المباحثات في القاهرة للحظة الأخيرة، كي لا تبدو حماس "تغرد خارج السرب وحدها".

وقال لـ"الرسالة نت" إن حماس متيقظة لأي غدر (إسرائيلي), وبمجرد أن تشعر أن ثمة مماطلة للوفد, فإنها ستؤخذ موقفًا حازمًا بما يتفق مع مصالح الشعب.

وهيأت حماس الرأي العام خلال اليومين المنصرمين، بأن المجريات في القاهرة قد تأخذ اتجاهًا سلبيًا ربما يعلن على إثره وفاة المفاوضات، وهو أمر إما أن يكون مؤجلًا لحين أو ربما تفاجأنا السيناريوهات المقبلة بكتابة شهادة ميلاد جديدة عبر الوصول إلى اتفاق نهائي.

ولكن ما تقرأه الحركة بين السطور على لسان أحد قياداتها، يبشر بوجود إرهاصات لقبول (إسرائيلي) لبعض مطالبها، غير أن (إسرائيل) تبحث عن الصيغة المناسبة التي تبدو فيها متعادلة على الأقل, وهي كلمة السر التي ستتركز عليها المباحثات في القاهرة خلال الأيام الثلاثة المقبلة.

وعلى أي حال فإن خيارات الميدان تبدو أكثر شراسة وضراوة، حال استعاض الاحتلال بها عن الجهود السياسية، وسيكون "كالمستجير من الرمضاء بالنار"، وهنا لن تنفعه كل مرادفات اللغة إزاء واقع مكلف باعتراف قادته ومحلليه.

البث المباشر