هم عشرة أبطال لم يحضروا المواجهات الأولى لانتفاضة الحجر والسكين ولم يعلموا الكثير عن أراضيهم المحتلة, ورغم حداثة سنهم الا أنهم أبطال حقيقيون غرست فيهم عقيدة صافية وامتلكوا روحا معنوية عالية فاعتلى الشعب بهم معنويا، وتدربوا عسكريا فأصبح الجندي يمثل جيشا، وتزودوا بما تيسر لهم من عتاد.
لقد راهنوا على أن جيل اتفاقية التسوية "أوسلو" سيكون مستسلما للاحتلال (الإسرائيلي) لا يفكر ببلاده المحتلة ولا بمقارعة المحتلين, لكن السحر انقلب على الساحر, فأصبح هؤلاء الفتية هم من يحمل الهم الأكبر لتحرير بلده من هذه الاتفاقية الظالمة، التي حرمتهم من التنقل بين الأطراف المترامية لفلسطين المحتلة، واليوم يشعلون جذوة الثورة الفلسطينية من جديد.
وقد أعلنت كتائب القسام أن 10 مقاتلين من وحدات النخبة قد استشهدوا أثناء تنفيذ عملية تسلل خلف خطوط العدو قرب موقع الـ16 شرق بيت حانون، حيث تمكن المجاهدون من قتل 6 جنود (إسرائيليين) أحدهم ضابط كبير حامل لعدة رتب عسكرية كبيرة.
الشهيد سلام المدهون
الشهيد سلام من مواليد الـ94، تزامنًا مع "أوسلو"، سمّاه أهله "سلام" تفاؤلا وتصديقا للساسة العرب وما بشروا به من وعود كاذبة واليوم بعد عشرين سنة استشهد "سلام" خلف خطوط العدو في اشتباك مسلح وأجهزوا عليهم على مسافة صفر وأثخن في العدو 6 من الجنود وعلى رأسهم ضابط كبير.
الشهيد محمد العشي
الشهيد محمد من مواليد الـ94 والذي ما إن أعلن عن استشهاده حتى ملأ اسمه شمال غزة، "محمد" الذي طارت روحه الى ربها في موقع 16 العسكري، فهو ليس أي شهيد، كونه قصد ربه وتمنى الشهادة في أول خطوة له في العمل العسكري.
محمد ابن "20 عاما"، ضاقت روحه بعدما تعلم بمن احتل أرضه وبشع بأبناء شعبه، فأراد محمد الالتحاق بكتائب القسام وحينها تشرب جيدا لغة قتال المحتل ومهارات عديدة في ذلك الطريق فكان أجمل الشهداء.
الشهيد عبد الرحمن ظاهر
الشهيد عبد الرحمن من مواليد الـ93 أحد طلاب الاعلام في جامعة الأقصى بغزة وأيضا كان من الناشطين الإعلاميين، وفي أحد الأيام راق لعبد الرحمن أن يكون شهيدا ويثخن في عدوه القتل والرعب، فانتمى لصفوف رجال المقاومة, وتوسمت به قيادته أن يكون من ضمن جيش النخبة القسامية التي أعدت لتنفيذ العمليات الاستشهادية خلف خطوط العدو وارتقى عبدالرحمن هناك.
الشهيد أحمد عبد العزيز
الشهيد أحمد من مواليد الـ93 الذي ما أنهى الثانوية العامة حتى كان أحد المتلهفين بقيادة مجموعة عسكرية، فسجل أحمد في جامعته بقسم الإدارة لما لديه من حنكة في ذلك العمل الإداري وخاصة في الميدان العسكري فكان أحد المتدربين للتسلل في الأراضي المحتلة والقتل وصنع الدمار في العدو, وهو من المنفذين لعملية إيرز البطولية.
الشهيد إبراهيم حمدية
الشهيد إبراهيم من مواليد الـ90 وأحد الحافظين لكتاب الله وكان أحد المحفظين في مسجد الصالحين في معسكر جباليا، وبعد مدة من الزمان ارتقى في تلاوة القرآن الكريم وأصبح صوته جميلا ويخشع له المصلون في كل كلمة يقرؤها، وفي رمضان الماضي تم عقد قرعة لأصحاب الصوت الندي فوقع عليه الاختيار أن يكون أحد الأئمة في مساجد ماليزيا، وبعدها رجع إبراهيم بروح ترنو للشهادة فتجهز عسكريا وكان أحد الأسود المرابطين على حدود غزة حتى جاء موعد الضربة الموجعة للإثخان بالعدو فارتقى شهيدا.
الشهيد بشير ريان
الشهيد بشير من مواليد الـ92 والذي ما إن أنهى المرحلة الثانوية حتى تجهز ليكون في صفوف المقاومة، بشير الذي حاول مرارا وتكرارا أن يخوض عملية استشهادية, إلا أن قيادة المقاومة كانت ترفضه، لكن ذلك كان من وراء حجاب كونهم ووضعوه في قائمة الاستشهاديين دون علمه حتى جاء موعده في حرب العصف المأكول ليتخطى حاجز بيت حانون من خلال أنفاق المقاومة الأرضية ويصل خلف خطوط العدو وينفذ اشتباكا هو ومجموعة مقاتلين قساميين مع قوات العدو وحينها ذهبت الروح إلى بارئها.
الشهيد محمد حويلة
الشهيد محمد من مواليد الـ91, كان أحد طلاب العلم الشرعي وأحد الملازمين دوما لميادين الجهاد، على لسان ابن عمه محمد يقول: "إن محمد ترك كل حياته في سبيل الله ولم يترك شيئا للدنيا, كان لا يفكر إلا في الآخرة والشهادة وطلب العلم"، وفي أحد الأيام كانت يد محمد مجبرة فجاءه أحد الجيران يحادثه ويقول له "العدو سيدخل غزة ماذا ستعمل بيدك؟" فرد عليه محمد طوالله لن تبقى وسأفكها بسرعة"، فكان شهيدنا مثالا في منبر التحدي والثبات على الأرض والتصدي للعدوان بأي تقدم لحدود غزة.
الشهيد بلال أبو مهادي
الشهيد بلال من مواليد الـ91، فهو يتصف بالهدوء, لكن لم يكن هدوؤه من فراغ، فقد كان يتعبد ويدعو ربه أن يكون من المرابطين على حدود الوطن، وعندما كبر تحقق حلمه بدخوله ضمن صفوف كتائب القسام، وعمل بعدها في جهاز الضبط الميداني "أمن الحدود"، ويومها دخلت صورة الأراضي المحتلة إلى قلبه وتمنى أن تتحرر، فعزم النية بأن يكون استشهادي وعمل لهذه الأمنية حتى ارتقى شهيدا ونال ما تمنى.
الشهيدان خالد منون وصالح حمودة
هما من مواليد الـ90 وحدهما الجهاد وجمعهما الاستشهاد، صديق الشهدين يقول: "خالد وصالح كانا دوما ملازمين لبعضهما البعض أكثر من الأخوة, فتجهزا وعقدا النية بأن يضرب بهم المثل في ميادين الجهاد، واليوم يرحلان إلى الجنة معا".