قائد الطوفان قائد الطوفان

سياسة أردوغان تجاه غزة لن تتغير كثيرا

رجب طيب أردوغان
رجب طيب أردوغان

غزة- ياسمين ساق الله

تولى رجب طيب أردوغان في العاشر من أغسطس الجاري مقاليد الحكم في تركيا بفوزه برئاسة  الجمهورية كأول رئيس تركي يحصد هذا المنصب بالاقتراع المباشر، ما يعكس هذا الفوز دلالات كثيرة على تركيا كما منطقة الشرق الأوسط .

وحصد أردوغان 56% من الأصوات بعد فرز 43% من بطاقات الاقتراع للجولة الأولى للانتخابات الرئاسية ليكون الرئيس الثاني عشر لتركيا والاول الذي يفوز بانتخابات مباشرة من الشعب.

ذات الوتيرة

فوز أردوغان قد يغير المشهد السياسي في تركيا بشكل واضح في ظل حكم حزب العدالة والتنمية وفوزه بالمرتبة الأولى في ثمانية انتخابات متتالية منذ عام 2002.

ووفق ما يقرأه محللون في الشأن التركي، فإن انعكاسات هذا الفوز على موقف أردوغان تجاه القضية الفلسطينية لن تتغير وتحديدا قطاع غزة، لمساندته خلال فترات حروبها الماضية والحالية, ولن يزيد وسيبقى على ذات الوتيرة السابقة.

محمد خيري أوغلو أستاذ العلوم السياسية في جامعة انقرة، يرى أن سياسية أردوغان تجاه غزة ستتحسن لكنها لن تكون بالقدر المتوقع فلسطينيا.

ولأن تركيا دولة عظمى وتملك موازين قوى بالمنطقة, لا يستطيع الرئيس التركي أن يخرج من عباءة حلف الناتو وأمريكا الموالين لتركيا ويغير سياسة البلاد تجاه القضية الفلسطينية بقدر كبير خلال المرحلة المقبلة، كما يوضح أوغلو.

ويتابع لـ"الرسالة نت": "موازين القوى العالمية بالمنطقة لا تسمح له بذلك , لكن ذلك لا يعني أن نلغي دوره، فموقف تركيا شعبا وحكومة لا يتغير تجاه دعم واسناد غزة، الذي من المتوقع خلال الشهور القادمة أن يتحسن عن السابق ولكن ليس كثيرا".

وعلى مدار السنوات الـ12 الماضية التي تولى فيها أردوغان مناصب رئيس وزراء الحكومة التركية, كانت مواقفه واضحة تجاه دعم القضية الفلسطينية، كما كان عدائه واضحا للحكومة الإسرائيلية, لكن ذلك لم يكن كافيا بخطوات جادة ترتقي لمستوى المعاناة الفلسطينية, وفقا لأوغلو.

ومن المواقف الأخيرة الداعمة من رئيس الوزراء التركي السابق تبنيه مع قطر وبعض الدول الأوروبية رفع الحصار عن غزة عبر ميناء بحري وخطوط ملاحية بين غزة وتركيا وأوروبا.

تحول كبير

أحمد يوسف المستشار السياسي السابق لرئيس الوزراء السابق إسماعيل هنية توقع في مقاله عن فوز أردوغان أن تشهد الأيام القادمة بعد ترتيبات نقل السلطة بتركيا مواجهة بين حلف دعم غزة وأهلها بقيادة أردوغان وحلف الصهيونية العربية بقيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعضوية الرئيس المصري عبد الفتح السيسي والحلفاء الجدد العرب للكيان الصهيوني.

ونجحت تركيا أردوغان بفرض قيادتها بين دول المنطقة وأصبحت لها رمزيتها ومواقفها، التي منحتها القبول بين كل التيارات الإسلامية والعلمانية في منطقة الشرق الأوسط.

مواقف الرئيس التركي الجديد من الحرب على غزة في ديسمبر 2008م أظهرت تحولاً في السياسة التركية بعد أن اتخذ موقفاً مغايراً تماماً لموقف الإدارة الأمريكية، وقد عبر عنه بقوله "إن بلاده لن تدير ظهرها لما يحدث لغزة وأطفالها، ولن تبقى صامتة ومكتوفة الأيدي على عدم تحقيق العدالة".

قدر واحد

ولن يغيب عن الفلسطيني والعربي مشهد احتجاجه الشهير في منتدى دافوس في 29 يناير 2009م، حيث خاطب الحاضرين الذي صفقوا للرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس، وهو يحاول تحميل الفلسطينيين وزر الحرب، قائلا: "عارٌ عليكم أن تصفقوا لمن يقتلون الناس والأطفال بدم بارد"، ثم غادر الجلسة وعاد إلى بلاده.

الكاتب والمحلل السياسي التركي فائق بلط  من اسطنبول، يرى أن الفترة القادمة لن تشهد مواقف قوية وجادة تجاه دعم غزة لاسيما وأن أردوغان سيصب جل وقته وأولوياته لشؤون البلاد الداخلية وتشكيل حكومته وغيرها من المشاكل التي تعاني منها البلاد في هذه الفترة .

وعن حجم الدعم التركي لغزة وطريقته وكيفيته يقول بلط: "كل ذلك مرتبط بالسياسة الإقليمية والدولية" مستدركا: "وذلك لا يعني أن الدعم سيتوقف لغزة لا بل ستتواصل المساعدات الانسانية والطبية لكن بعيدا عن الدعم السياسي الدبلوماسي الفعال".

وتمنى بلط خلال حديثه لـ"الرسالة نت" أن يتحلى الشعب الفلسطيني وخاصة في غزة بالواقعية أكثر فيما يتعلق بتأثير فوز أرودغان على وضعهم وقضيتهم, مضيفا: "علينا ألا نخدع أنفسنا أولا ثم الفلسطينيين فيما سيقدمه رئيس تركيا الحالي، علينا الانتظار لشهور قليلة ومن ثم الحكم".

وتجلت أشكال الدعم التركي في أبهى صوره خلال قافلة أسطول الحرية وسفينة مرمرة التي انطلقت في شهر مايو 2010م، وكانت تحمل أطنان من المساعدات ومئات المتضامنين من بلدان عربية وإسلامية وغربية في تظاهرة إنسانية عالمية لإغاثة أهل غزة وكسر الحصار عنهم.

وكان أردوغان يردد دوما في كثير من المواقف أن "قدر تركيا وفلسطين ليسا منفصلين، كما أن القدر واحد لكل من أنقرة وغزة".

البث المباشر