قائمة الموقع

شُهداء غزة.. "اللي خلّف ما مات"

2014-08-19T08:06:24+03:00
الرسالة نت – معاذ مقداد

خرَجوا من رحم حربٍ مزقت الأطفال إلى أشلاء، ومن بين آلام زوجاتٍ أنهكها فراق المحبوب، ولن يجدوا آبائهم يصدحوا في آذانهم "الله أكبر"، هم كالتيجان على الرؤوس، حملوا اسم آبائهم الشهداء منذ صيحة الحياة الأولى.
وكما يُقال في المثل الشعبي الفلسطيني "اللي خلف ما مات"، فقد شهدت مدينة خانيونس خلال الحرب على القطاع ولادة أكثر من خمسة أطفال من صلب ذويهم "الشهداء"، الذين ارتقوا في الإستهدافات "الإسرائيلية" بحق المواطنين.
وودع أهل غزة أكثر من 2016 شهيدا منهم 541 طفلا، وأصيب أكثر من عشرة آلاف بجراح مختلفة جراء الحرب التي تشنها قوات الاحتلال "الإسرائيلي" ضد القطاع.

هُنا الحارث

الشاب محمد رسمي النجار كان على موعد مع استقبال نجله الأول "الحارث"، إلا أنه استشهد قبل أن يظفر بضمِ فلذة كبده، فارتقى الأبُ في الهجوم البري على تخوم مدينة خانيونس في بلدة خزاعة، ولم تتمكن الأطقم الطبية من انتشال جثمانه إلا بعد أسبوع من ارتقاءه.

جاء قرار الأطباء إجراء الولادة للزوجة، فاستبشرت خيراً بعد أن وضعت مولودها، فقد كانت ولادة "الحارث" الأول والأخير لأبيه الشهيد لتخفف من فراغ فقدانه، كما قالت لـ"الرسالة نت".

والدة محمد تحتضن حفيدها على أمل أن تجارتها في التضحية بنجلها الشهيد لن تضيع، وأن المولود سيكبُر يومًا ويكمل الطريق على درب والده.
ورغم القتل والتدمير إلا أن غزة عرفت منذ وجود الفلسطينيين في أرض أجدادهم أوائل التاريخ أنها البلد " الولود"، فقد سجلت وزارة الصحة بغزة خلال فترة الحرب أكثر من 4500 مولودا جديدا –أي ضعف عدد الشهداء.

وريث المملكة

وبين ردهات مستشفى الولادة تُسمع صرخات زوجاتٍ فقدن قرة أعينهن، لكنهم يعلمون أن القادم "وريث العرش" من صُلب والده الشهيد المُفدى بالسلاح، كما تصف بذلك إحدى الممرضات.

وفي منطقة الزنة المجاورة لحدود خانيونس الشرقية مع الاحتلال والتي ذاق فيها الويلات من المقاومة هناك، تقطن عائلة الشهيد احمد ابو سعادة والذي رُزقت زوجته بتوأم من الأبناء بعد أقل من يومين من استشهاده.

وقد دمر الاحتلال منزلهم وهجرهم منه، إلا أن العائلة على ثقة أن أبناء أحمد هُم من سيرفع اسم والدهم فوق القمم ويُعاد بناء البيت من جديد كما يُبنى جسدهم الصغير.

فقد رُزق الشهيد صاحب الطلة البهية وسيم شُراب بنجله الأول "وسيم"، ورُزق أهل الشهداء تيسير اصليح  ومحمد البريم بالأطفال ممن حملوا أسماءهم.

وكما قال أهل غزة "اقتلوا أبناءنا ودمروا بيوتنا، سنُعمرها بأحفادنا من جديد"، فمن يخلُفه بعد موته ذرية فسيبقى محفوظًا للأبد.

اخبار ذات صلة
مَا زلتِ لِي عِشْقاً
2017-01-16T14:45:10+02:00