قائد الطوفان قائد الطوفان

جولة عباس الخارجية ..لحفظ ماء وجهه !

رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس

غزة- ياسمين ساق الله

في خضم التطورات الساخنة التي تشهدها الساحة الفلسطينية في هذه الآونة بعد أيام من الهدوء , يبدأ رئيس السلطة محمود عباس جولة خارجية لبعض الدول العربية في محاولة منه لرأب الأوضاع الميدانية المشتعلة في غزة جراء عودة العدوان الإسرائيلي من جديد .

وسيصل عباس إلى القاهرة غدا الجمعة للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي ترعى بلاده مفاوضات إقرار التهدئة لإنهاء عدوان إسرائيل ضد غزة .

هذه الزيارة الرسمية لمصر ستستغرق يومين استبقها بزيارة أمس الأربعاء إلى العاصمة القطرية الدوحة يلتقي خلالها الأمير تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل.

وانهارت مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة الثلاثاء بعد أن هاجمت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مناطق مختلفة في قطاع غزة، ما دفع فصائل المقاومة الفلسطينية للرد على تجدد هذا العدوان بإطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي المحتلة.

أرضية جاهزة

عباس يحاول التدخل بثقله السياسي أمام هذه الدول العربية للوصول إلى تهدئة دائمة , في ظل تداول أخبار غير مؤكدة أن عباس سيصطحب معه على طائرته مشعل إلى القاهرة.

حركة المقاومة الاسلامية حماس لم تنف أو تؤكد هذه الأنباء حتى اللحظة, لكنها في الوقت ذاته قالت إن الحركة لا تمانع ذلك.

رئيس السلطة يحاول دوما أن يتصدر المشهد السياسي في المنطقة, كما يرى  المحلل السياسي تيسير محيسن حتى على صعيد علاقة فصائل المقاومة ببعض الأطراف الاقليمية .

ويؤكد محيسن لـ"الرسالة نت" أن عباس يرغب من خلال هذه الجولة أن يحدث نقلة نوعية في هذه العلاقات من منطلق توظيف ذلك لصالح فكرة أنه رئيس السلطة والشعب الفلسطيني ويجب أن تنطوي هذه الفصائل والقوى خلف مشروعه.

دلالة أخرى لجولة عباس الخارجية كما يوضح محيسن تكمن في محاولته أن يصنع لنفسه موقفا عند حماس من خلال استغلال قدرته ودبلوماسيته وحنكته السياسية بأن يتجاوز الخلاف بين القاهرة ومشعل.

عباس يرى في مشعل منذ سنوات طويلة بأنه شخصية يتمتع بالرغماتية ولديه رؤية سياسية يمكن أن يجد من خلاله قاسم مشترك في اطار احداث صلح ما بين حماس والقاهرة، محاولة منه لجسر الهوة القائمة بين الطرفين في هذه الفترة , وفقا لمحيسن.

لقائه بمشعل مؤشر واضح لمصر بأنه من الصعب على القيادة المصرية الحالية تجاوز حماس وقادتها من المنطقة, لاسيما أنها أدركت بعد مشوار من المفاوضات العقيمة مؤخرا على أرضها بانه لا يمكن أن يحدث أي تقدم في ملف التفاوض بشأن غزة دون موافقة حماس.

وكما يرى محيسن، مصر بذلك أصبحت لديها أرضية جاهزة لإعادة النظر في حماس ورئيسها مشعل في هذه الفترة .

تنسيق مشترك

وحال تمت زيارة مشعل للقاهرة , ستكون الأولى له منذ عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي الذي كان يتمتع بعلاقات طيبة مع حماس قبل نحو عام قبل أن تتدهور العلاقة بين النظام المصري الجديد والحركة التي حظر نشاطاتها داخل أراضي مصر بناء على تصنيفها حركة إرهابية.

أما عباس فهي زيارته الثانية لمصر منذ بدء الحرب الإسرائيلية ضد غزة التي بدأت في 7 تموز/ يوليو الماضي والمتواصلة حتى اللحظة والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 2000 مواطن واصابة أكثر من عشرة آلاف .

ويوضح محسين أن عباس يسعى من خلال هذه الجولة أيضا، توجيه عدة رسائل للدول العربية وخاصة التي تتعاطى مع حماس أهمها بأن السلطة هي المرجعية الرسمية والسياسية والعنوان الرئيسي للشعب الفلسطيني متمثلة في رئيسها وليس بالقوى والفصائل وخاصة أن حماس تحديدا تتمتع بعلاقة وطيدة مع قطر التي تستضيف رئيس مكتبها مشعل على أرضها منذ فترة طويلة .

وذكرت مصادر فلسطينية أن زيارة عباس للقاهرة تأتي لغرضين اثنين, الأول دعم المفاوضات والاسراع في التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق نار شامل ودائم في غزة، والثاني بحث مسـألة مؤتمر المانحين لإعمار غزة برعاية مشتركة نرويجية مصرية، في القاهرة في سبتمبر القادم.

المحلل السياسي أسعد العويوي من الخليل ينظر بإيجابية للجولة التي يقوم بها عباس في هذه الآونة، معللا ذلك لـ"الرسالة نت"، بأن عباس يسعى إلى التنسيق المشترك للمواقف ما بين قيادات المقاومة السياسية وخاصة حركتي حماس والجهاد والأطراف الوسطية المتمثلة في القاهرة وصولا منه لإيجاد حلول من شأنها وقف العدوان الاسرائيلي على غزة.

وعبر عن ارتياحه لجهود عباس الذي شدد على أهمية تواصلها للخروج بوجهات نظر موحدة مع الفصائل لطرحها على مصر الذي توقع أيضا أن يلعب عباس دورا في الضغط عليها لبذل مزيد من الضغوط على الاحتلال للقبول بشروط المقاومة لوقف العدوان.

البث المباشر