بعد كل فرح رياضي في أنحاء العالم تشتعل السماء بالألعاب النارية, وعلى النقيض رياضيو غزة وأهلها سماؤهم تومض بصواريخ (إسرائيلية) عدوانا لا ابتهاجا.
فمنذ بدء العدوان (الإسرائيلي) على قطاع غزة في الثامن من يوليو الماضي, شنت الطائرات الحربية غاراتها على عدد كبير من الملاعب والصالات الرياضية, مما أحدثت تدميرا واضحا فيها, بالإضافة إلى استشهاد حوالي 23 لاعبا من نجوم الرياضة وإصابة عشرات آخرين.
صمت رياضي
أصبح قطاع غزة ملعبا للصواريخ (الإسرائيلية), والعالم مدرجات تتفرج عليه, الأمر الذي جعل الاحتلال يواصل غطرسته ويسجل أهدافا غير مشروعة بالجملة أقل ما يمكن وصفها بـ"التسلل", نظرا لاستهدافها الأبرياء من الرياضيين.
الصمت الرياضي العالمي قص شريط افتتاح مسلسله السخيف رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر, بعدما لم يجد إلا الشعور بالأسى والقلق على حياة لاعبي غزة, على غرار بعض المسؤولين في الاتحادات القارية الذين اكتفوا بالصمت دون الاكتراث لانتهاك حرمة الدم الرياضي الفلسطيني.
وتواصل سكوت المسؤولين إذ لم نر الأصوات التي كانت تطالب مسبقا بالتطبيع الرياضي (فريق مكون من لاعبين فلسطينيين وإسرائيل ضد أحد الأندية العالمية), بل وصل الأمر لاتهام المقاومة بـ"الإرهاب" بسبب إعلان (إسرائيل) عدم مقدرتها على استضافة مباراة منتخبها أمام الأرجنتين في كأس ديفيز للتنس, مدعية أنها تهدف بهذا القرار للحفاظ على سلامة اللاعبين والمسؤولين والجماهير, مما جعلها تبدو "بطلة" في أعين العالم.
أما على مستوى النجوم العالميين في جميع الألعاب الرياضية, فلم نجد لهم أي صوت مسموع, سوى قلة منهم أمثال ليونيل ميسي نجم برشلونة الإسباني المنتخب الأرجنتيني (دعا لوقف العدوان عبر صفحته على الفيس بوك), وماريو بالوتيلي لاعب ميلان والمنتخب الإيطالي (ندد باستهداف أطفال آل بكر عندما كانوا يلعبون الكرة على شاطئ البحر), والمالي المسلم فريدريك كانوتيه (كان يدعو لبعض المظاهرات الداعمة لأطفال غزة), والألماني إيمري كان لاعب ليفربول الجديد (أعرب عن غضبه إزاء ما يحدث في غزة).
استثناء مشرف!
منتخب الجزائر أو كما يحلو لعشاقه تسميته بـ"محاربي الصحراء" صنع الاستثناء الذي كان من المفترض أن يكون قاعدة, بعدما تبرع بمكافأته في المونديال لمصلحة ضحايا العدوان في غزة.
الاتحاد الجزائري أعلن عقب نهاية مشاركة المنتخب في مونديال البرازيل الشهر الماضي, اثر خروجه المشرف من دور الـ16 على يد ألمانيا –حامل اللقب- (1-2) مساندته للشعب الفلسطيني, مؤكدا أن الشعب الجزائري يشعر بالحزن لما يحدث للأبرياء في غزة.
وكذلك فعل لاعبو نادي مولودية الجزائر الذين أهدوا لقب بطولة كأس السوبر المحلي إلى سكان قطاع غزة.
وقال اللاعب سيد أحمد عواج الذي سجل الهدف الوحيد في المباراة التي تغلب فيها المولودية على جاره اتحاد الجزائر (1-0) في كأس السوبر إنه يهدي اللقب إلى شعب غزة المحاصر وإلى مشجعي مولودية الجزائر المعروفين بالوفاء الكبير للفريق.
أما المهاجم مصطفى جاليت فأكد أن الجزائريين لا يمكنهم بأي حال من الأحوال أن ينسوا معاناة الشعب الفلسطيني بقطاع غزة في ظل الاعتداءات الوحشية التي يتعرض لها.
وسار على نهج مولودية الجزائر النادي العربي القطري, بعدما قررت إدارته تخصيص مداخيل جميع مبارياته في الموسم الحالي 2014-2015 لأهالي غزة.
وتمنى النادي العربي في بيانه أن تحذو الأندية والمؤسسات الرياضية بالعاصمة القطرية الدوحة نفس النهج للتخفيف عن أهل غزة.
غزة باتت تشتاق لواقع تتحرك فيه الأصوات تجاهها مع كل ركلة بل ضربة تفجير تهز أرضها, إلا أن الحقيقة تقول إن مدينتنا المحاصرة زادتها الأصوات الساكتة عن التضامن اختناقا.