بهدوء تام تتسلل جيبات وآليات الاحتلال العسكرية إلى قلب مدن وأحياء الضفة الغربية المحتلة والقدس، وتقوم بحملات مداهمة وتفتيش مروعة لمنازل المواطنين، تعتقل على إثرها يوميًا فلسطينيين بذرائع غير مقنعة.
وفي الآونة الأخيرة، صعد جيش الاحتلال من حملات الاعتقال، ولا يمضي صباح دون إعلان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، عن اعتقال عدد من المواطنين خلال حملات مداهمة وتفتيش ليلية، في أرجاء مدن الضفة الغربية والقدس.
وأحياناً لا تكتفي آلة الانتهاكات الإسرائيلية باعتقال المواطنين الآمنين، وإنما تتعمد التنكيل بهم وتعذيبهم قبيل اعتقالهم، وتعرض عشرات المعتقلين للضرب المبرح والسحل، قبل اقتيادهم إلى السجون الإسرائيلية بهدف تسهيل عملية التحقيق وإجبارهم على الاعتراف.
أما ساعات النهار، فتلقى مهمة الاعتقالات على وحدة المستعربين، التي تعتبر وحشًا مرعبًا لأهالي الضفة الغربية المحتلة والقدس، بحيث يعتمد أفرادها على ارتداء ملابس مدنية والتنقل بسيارات تحمل لوحات تسجيل فلسطينية للوصول إلى الشخص المراد اعتقاله تحت تهديد السلاح، واقتياده إلى جهة مجهولة.
وانتشر في الأيام الماضية فيديو جديد من أحد الكاميرات المثبتة في شوارع الضفة، يظهر فيه اختطاف وحدة من المستعربين مواطنا وسحله تحت تهديد السلاح، وتساءل عشرات النشطاء عبر موقع الفيس بوك، عن دور السلطة في لجم هذه الانتهاكات التي تحدث في قلب نفوذها، دون أن يتم توقيف أو صد هذه الوحدات المستعربة.
من جانبه، أوضح المحلل السياسي حسام الدجني، أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل سياسية جز العشب، التي تعتبر أهم إجراءاته الوقائية من أجل تحييد الشباب الفلسطيني في الضفة المحتلة من القيام بأعمال مقاومة ومجابهة للاحتلال.
وقال الدجني في حديث خاص "بالرسالة"، إن "(إسرائيل) تواصل عمل كل ما بوسعها من أجل إنهاء المقاومة الفلسطينية في الضفة والقدس، وقتل كل صوت حر ينادي بالمواجهة، من خلال الاعتقالات اليومية الكبيرة، إذ يعتبرها من أهم إجراءاته الاحتلالية الدائمة".
وأكد أن ضعف قوة الردع، أطلق يد الاحتلال في حملات المداهمة والاعتقالات اليومية، وبات مؤمنًا بشكل ٍ كامل على قواته في اقتحام أحياء ومدن الضفة الغربية والقدس، دون أن يجد مقاومة تصده وتجبره على وقفها، وهذا يفسر سبب تصاعد عدد الاعتقالات وتوسيع حملات المداهمة كلما تقدم الوقت.
وأضاف الدجني "للأسف الأجهزة الأمنية والسلطة الفلسطينية، هي من تقوض عمل المقاومة بشكلٍ واضح وصريح في أحياء الضفة الغربية والقدس، ولا تزال تتمسك باتفاقية أوسلو التي جعلت مهام هذه الأجهزة ملاحقة خلايا المقاومة ومنعها من الوقوف في وجه الاحتلال".
وشدد على أنه لولا التنسيق الأمني وملاحقة المقاومة، لما تجرأت وحدات المستعربين على الدخول لقلب مدن الضفة الغربية والقدس واعتقال المواطنين بهذه الصورة، موضحًا أن إطلاق يد المقاومة وتمكينها من ممارسة عملها في أحياء وأزقة المدن الفلسطينية سيجعل من مهمات هذه الوحدات أمرًا مستحلاٍ.
وخلال شهر أغسطس الماضي، نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلية 450 حالة اعتقال لمواطنين فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة والقدس.
وبيّن مركز "أسرى فلسطين للدراسات" الحقوقي، أن من بين المعتقلين 69 طفلًا قاصرًا و13 سيدة وفتاة، وأشار إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت مصورين صحفيين من رام الله والخليل، ومواطنًا من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأصدرت سلطات الاحتلال، وفق التقرير ذاته، 76 أمر اعتقال إداري؛ 21 منها تصدر للمرة الأولى و55 جُددت عدة مرات، ولفترات تتراوح بين 2- 6 شهور.
سوط الاعتقالات يواصل جلد أهالي الضفة والسلطة تتفرج!
الرسالة نت -محمد شاهين