"تدمير الأبراج" لضرب الحاضنة الشعبية للمقاومة

غزة–مها شهوان

أجمع محللون سياسيون على أن إقدام جيش الاحتلال على تدمير أبراج سكنية في قطاع غزة "محاولة فاشلة" لتأليب الرأي العام ضد المقاومة الفلسطينية، وضرب "العلاقة الحميمة" بينها والشعب.

وكان الجيش دمّر في غضون ثلاثة أيام، أربعة أبراج، هي "الظافر 4" و"المجمع الإيطالي" و"الباشا" في مدينة غزة، وبرج "زعرب" برفح جنوبا.

واعتبرت حركة حماس تدمير الأبراج وتشريد عشرات العائلات "جريمة حرب". وقالت إن ما يجري تصعيد خطير، وأن ادعاء الاحتلال أن الأبراج مراكز للحركة هي "أكاذيب لتبرير الجريمة"، فيما أكدت وزارة الداخلية الفلسطينية أن ما تقوم به (إسرائيل) –تدمير الأبراج-سياسة عقاب جماعي بحق المدنيين في غزة.

ورأى أستاذ العلوم السياسية مخيمر أبو سعدة أن تدمير الأبراج "محاولة إسرائيلية" لتأليب الرأي العام ضد حماس، "كون إسرائيل صُدمت من تماسك الجبهة الداخلية في غزة، وتأييد المقاومة على مدار 51 يوما".

وأكد أبو سعدة لـ "الرسالة نت" أن هذه المحاولة، كانت لدفع الناس إلى انتقاد المقاومة وحماس على وجه الخصوص، مشيرا إلى أن الاحتلال يريد أن يجعل المواطنين في غزة يدركون خطورة الإقبال على حرب أخرى.

وقال: "إسرائيل تعمل على فرض الاستسلام دون مقابل، رغم أن الوفد المفاوض في الآونة الاخيرة بات يقدم مرونة، بعدما عرض وقف إطلاق النار وفتح المعابر، فيما أُجِّل البحث في بقية الشروط، بعد شهر من الاتفاق".

ويتفق الكاتب مصطفى الصواف مع سابقه في الرأي، حيث قال إن الاحتلال يريد ضرب "العلاقة الحميمية" بين المقاومة والشعب، لاسيما بعدما أثبتت الوقائع أن سر تماسك المقاومة، هو احتضان الجمهور لها.

وأشار الصواف في حديثه مع "الرسالة نت" إلى أن (إسرائيل) تحاول إثارة الرعب بين المواطنين عند استهدافها بيوتهم والبنية التحتية، مما يدلل على حالة الارتباك التي يعيشها الاحتلال، لعجزه عن ضرب المقاومة.

وأضاف: "خسارة الاحتلال أمام المقاومة، دفعه إلى تدمير الأبراج؛ من أجل إحداث شرخ كبير بينها والمدنيين"، مستدركا: "لكنه لم يفلح في ذلك؛ نظرا لالتفاف الجماهير حول المقاومة وقادتها".

وشدد الصواف على أن المقاومة لا تزال في حاضنة شعبية كبيرة، وأن "الأعمال الإرهابية" لن يفت في عضدها.

ورغم تدمير البيوت والابراج السكنية أمام مرأى أصحابها، إلا أن ألسنتهم تردد: "كله فدا المقاومة".

 

 

البث المباشر