أكد أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس، أن المقاومة توحد الشارع الفلسطيني وتنهي خلافاته.
وقال أبو عبيدة في بيان عسكري موحد صادر عن الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية، إنه من بعد هذه المعركة –العصف المأكول- لا عودة للخلافات أو التنصل من المسؤوليات، فهي تمثل خطًا أحمرًا لا يسمح شعبنا أن يتجاوزه بعد اليوم.
وأضاف أنه "ليس مسموحًا لأحد العودة للماضي الأليم، وعلى الجميع أن يتقدم سريعًا لتحمل مسؤولياته وتضميد جراحاته والوقوف بكل صدق وإخلاص".
وشدد أبو عبيدة على وجوب مراجعة شاملة لآلية العمل الوطني الداخلي الفلسطيني، متابعًا " لم يعد هناك متسع لمزيد من تعطيل المؤسسات الوطنية، أو إبقائها في خانتها أو شكلها السابق، أو تستثني قطاعات من شعبنا وفصائله وقواه الفاعلة.
ولفت إلى وجوب صياغة المؤسسات الوطنية الجامعة؛ لتكون قادرة على تمثيل شعبنا الفلسطيني "الأسطورة"، وتصبح قادرة على حمل قضيته الوطنية، وتحقيق أهدافه وآماله، التي ضحى من أجلها.
وأوضح أبو عبيدة أن أساليب العمل والكفاح الوطني تحتاج لمراجعة وطنية شاملة، مستطردًا " بات واضحًا للجميع بعد هذه المعركة أن المواجهة السياسية والتفاوضية مع الاحتلال ليست كافية لانتزاع حقوق شعبنا وتحقيق أهدافه، فالعدو لا يفهم إلا اللغة التي تحدثت بها غزة طيلة الأيام الماضية".
ووجهّ رسالته لقيادة المقاومة أن تكون واثقة بأن وراءها شعب عظيم، لا تسمح للاحتلال بابتزاز قيادته، أو التعامل معها بغير الكفء والنظير، مهددًا الاحتلال أن يكون له ما رأى خلال المعركة وأكثر.
وبيّن المتحدث باسم القسام، أن غزة انتصرت "لأنها أنزلت بجنود الاحتلال هزيمة على أعتابها، وضربت عمق الكيان ردًا على عدوانه، وقالت للمحتل لا أمان لك في بقعة من أرضنا، وهجّرت عشرات آلاف المستوطنين المغتصبين الجاثمين على الأرض الفلسطينية، وأدخلت أكثر من 6 ملايين "إسرائيلي" للملاجئ".
وتابع: "غزة ومقاومتها انتصرت، لأنها فعلت ما لم تفعله جيوش كبرى، وأجبرت عدوها على الاندحار، وعطلت منظوماته الجوية والبحرية، وسحقت كبريائه تحت أقدامها، وأفشلت الرهان على عزل المقاومة وضعفها وتقطع أوصالها، وأسقطت نظرية الأمن واستراتيجية الدولة الصهيونية، وحطمت أسطورة الجيش المتفوق عسكريًا، وجعلته أضحوكة، ووقفت بندية له".
ولفت أبو عبيدة أن المقاومة لا تحني ظهرها للاحتلال، "فهي لا تعرف مع عدوها سوى لغة القوة والندية التي يفهمها"، وأظهرت هشاشة المنظومة الاستخبارية له.
ونوّه إلى أن الاحتلال اتخذ من المساجد والمدارس والمستشفيات وألعاب الاطفال بنك أهدافٍ له، بينما المقاومة الفلسطينية كانت أهدافها دبابات الميركافاة وضباط النخبة "الإسرائيلية والمطارات العسكرية.
وأكد أبو عبيدة أن المقاومة أعادت الأمل لمليار ونصف مسلم، "بأن الطريق نحو القدس ممهد ومفتوح، ولا يحتاج إلا لتشمير السواعد وإعداد العدة".
وأوضح أن المقاومة استطاعت جمع أطياف المجتمع الفلسطيني، واحتضانه، مشددًا على أنه "لا صوت يعلو فوق صوت المقاومة".
وأهدى صمود الشعب الفلسطيني إلى الشهداء، وللمرابطين على الثغور، وإلى شعبنا الفلسطيني وأسراه داخل سجون الاحتلال، وإلى الأطباء والمسعفين والاعلاميين ورجال الشرطة، مؤكدًا أنهم رأس مال المقاومة الرابح، وسنده الأبدي.