أكد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن المقاومة لن تتنازل عن الميناء والمطار وستواصل العمل لانتزاعهما.
وقال مشعل خلال خطاب له من الدوحة،بعد انتصار المقاومة الفلسطينية في غزة، إن هذه الملفات ما زالت قائمة على طاولة المفاوضات غير المباشرة إضافة للإفراج عن الأسرى المفرج عنهم خلال صفقة وفاء الاحرار.
وأضاف: "لقد حققت المقاومة جزءًا مهمًا من هذه المطالب، وتأجلت بعضها لأنها معركة ضارية، لأن الحسابات تراوحت بين حدين الدفاع عن امانة مطالب شعبنا، وبين حجم الجريمة والدمار الذي كان يرتكبه الاحتلال فينا".
وطالب مشعل، المصريين بضرورة فتح معبر رفح البري , لأن واجب الجوار والاخوة والسياسة بكل تفاصيلها يحتم الإسراع في ذلك.
ودعا مشعل، حكومة التوافق الوطني لتولي مسئولياتها المنوطة بها في قطاع غزة قائلًا : " هناك مسئولية على الحكومة ونحن شركاء في الحرب والسلام وشركاء في القرار السياسي تحت إطار وثيقة الوفاق الوطني".
وحول سلاح المقاومة أكد مشعل أن المقاومة وسلاحها مقدسة وهي ايقونة الشعب وطريقه الى التحرير, داعيًا الجميع إخراجه من دائرة التجاذب والخلاف لأن لا سياسة بدون سلاح .
وفي رسالته للشعب الاسرائيلي قال: "قيادتكم تكذب عليكم ولن تصنع لكم نصرًا، لأنهم لا يدركون جوهر الصراع، أنه لا أمن مع الاحتلال والعدوان وأن القوة لا تقهر الشعوب ".
وأبدى مشعل فخره بإنجازات المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام قائلًا: "المقاومة أبدعت في ميدان الإعداد والتجهيز , وهذا بدا واضحًا في مرحلة التنفيذ خلال معركة العصف المأكول".
وأوضح أن فصائل المقاومة أضحت اليوم في قلوب وعقول شعبنا في الداخل والخارج وباتت هي جيش الدفاع والتحرير الفلسطيني في عيونهم.
وأثنى مشعل على الصمود الذي أبداه الشعب الفلسطيني خلال العدوان على غزة , قائلًا : "أهل غزة ضحوا بأغلى ما يملكون وأصروا على حقهم ومطالبهم ".
وحول الإنجازات الاستراتيجية لهذه المعركة حددها مشعل في ثلاثة نقاط : "أولا: ضرب نظرية الجيش الذي لا يقهر كما لم تضرب من قبل، وثانيا: تحقيق معادلة توازن الرعب والألم المتبادل والأمن المفقود المتبادل، ثالثا: افشال جديد لنظرية الردع وكي الوعي".
وبيّن مشعل أن المقاومة الفلسطينية تمكنت من ضرب أركان النظرية العسكرية والأمنية الاسرائيلية التقليدية منذ نشأة الكيان والتي تفوق بها علينا عقودا طويلة ومنها المبادرة وعنصر المفاجئة بل لم تعد اسرائيل تملك زمام المبادرة .
وأكد مشعل أن هذه المعركة أضاعت من إسرائيل الصورة التي كانت تخرج بها وكأنها مظلومة وضحية إرهاب على حد زعمها, وبانت الصورة الحقيقية القائمة على الاجرام والعدوان .
وتابع: "انتهى زمن الحروب الخاطفة والانتصارات السهلة باعتراف مُنظّري الاحتلال، فلم يعد هناك انتصارات إسرائيلية لا سهلة ولا صعبة ".
وأكد مشعل أن المقاومة انتصرت أخلاقيًا على الاحتلال، "وعملياتنا ردّ على جرائمه وأدت نظرية الاحتلال التي تزعم أنه يملك جيشًا لا يقهر بصورة غير مسبوقة، فيما حققنا معادلة توازن الرعب والأمن المفقود، والأمل المتبادل".
واستطرد: "من ابدعات المقاومة في هذه المعركة هي رسوخ الوحدة الوطنية، ردًا على اهداف الاحتلال القاضية بتدمير الوحدة بعد فرض الحرب علينا بعد فشل الحصار".
وحول إعمار غزة قال مشعل : "هذه الآلة لم ترحم المدني ولا الصغير، نعيش آلام النازحين ونواسيها عن قرب، ونسعى لمعالجتهم في كل مكان، ووعدنا لهم أن نسارع في إيوائهم وقد بدأنا فعلًا ".
وبين مشعل أن اعادة الاعمار واجب حكومة التوافق الوطني وواجب العالم الحر جميعًا, مؤكدًا أنه لولا الحاضنة الشعبية ما انتصرت المقاومة الفلسطينية في غزة.
وشكر مشعل كل من وقف مع الشعب الفلسطيني وسانده في معركته قائلًا :" كل من دعم المقاومة والشعب الفلسطيني هو شريك معنا في الانتصار " .
وأكد مشعل تحمله لمسؤولية كل ما تفعله المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال, فالمقاومة عملت على مدار الساعة للاستعداد للمعركة وحفر الانفاق الأمر الذي يحتاج لمجهود كبير.
ووجه مشعل شكره لأهل الضفة المحتلة الذين انتفضوا دعمًا لغزة بكل ما يستطيعون , في ظل قيود أمنية معقدة على حسب قوله.
