قالت صحيفة هآرتس العبرية "إن العملية العسكرية في قطاع غزة جاءت بنتائج عسكرية أبرزها أن إسرائيل ارتدعت عن احتلال قطاع غزة"، مؤكدةً أن عدم قدرة إسرائيل على احتلال غزة دليل على ارتداع امبراطورية اسرائيل التي كانت طيلة العقود الماضية تتمدد.
وسخر الكاتب السياسي في الصحيفة أمير أورن من محاولات نتانياهو لتبرير إخفاقاته في الحرب على قطاع غزة بالإشارة إلى أنه يقلد نفسه وسامًا على تسليح الجيش بآلاف صواريخ الاعتراض لمنظومة القبة الحديدية وليس احتلال غزة.
وأضاف الكاتب "أن الحرب الأخيرة هي دليل على ارتداع إسرائيل الإمبراطورية التي وصلت لنهاية توسعها، وتواجه الآن آلام التقلص، كباقي الإمبراطوريات السابقة التي لم تكن حذرة من التوسع الزائد".
وأوضح أن الحرب الأخيرة على قطاع غزة الجرف الصامد كانت الإثبات الخامس خلال عشر سنوات على الارتداع الإسرائيلي عن احتلال مناطق فلسطينية مأهولة.
ولفت إلى أنه نتنياهو كان قبل شهرين فقط يتحدث عن فصل قطاع غزة عن الضفة، بموجب النظرية القديمة "فرق تسد"، لكنه اضطر للترحيب بـ"كتائب دايتون" التابعة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس التي شكلتها أمريكا بشكل مماثل للجنرال غلوب باشا في الأردن في سنوات الخمسينيات.
وأكد فكرة احياء الممر الآمن بين غزة والضفة سيتكلل بضغط دولي وعالمي على إسرائيل للسماح بإقامة دولة فلسطينية ما يبدد ما كان يدعو له نتنياهو بفرق تسد.
وشدد على أن نتانياهو غير مبادر، ومنذ أن انتخب للمرة الأولى لرئاسة الحكومة استمر في "عملية أوسلو"، مع تغييرات طفيفة، أسوة بسابقيه شمير ورابين وشمعون بيرس، وعندما انتخب للمرة الثانية واصل الطريق من النقطة التي وصل إليها إيهود باراك وأرئيل شارون وإيهود أولمرت.