تهديدات إسرائيل لن تنزع سلاح المقاومة

(صورة من الأرشيف)
(صورة من الأرشيف)

الرسالة نت_ مها شهوان

بعد انتهاء العدوان الأخير على قطاع غزة بعد 51 يوما، خرجت تصريحات على لسان قادة الاحتلال تهدد بمواصلة المعركة بعد انقضاء شهر ، رغم الخسائر الفادحة التي لحقت بالجانب الاسرائيلي كونه لم يعتد عليها.

وكان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو قد ذكر بأنه "إذا شنت حرب عليهم سيردون بتدمير وسحق الفلسطينيين".

واستبعد مختصون في الشأن الإسرائيلي شن "إسرائيل" عدوان جديد خلال الاسابيع المقبلة، معتبرين التصريحات التي يرددها قادة الاحتلال مجرد ورقة ضغط على السلطة وحماس لنزع سلاح المقاومة واحباط الجمهور الفلسطيني.

وكانت وزيرة العدل الإسرائيلية تسيفي ليفني حذرت من اندلاع مواجهات قريبا بين جيش الاحتلال والمقاومة الفلسطينية إن لم تتخذ "إسرائيل" إجراءات سياسية، على حد قولها، داعية حكومتها إلى البدء بخطوات تسمح بإعادة السيطرة والحكم في قطاع غزة إلى رئيس السلطة محمود عباس.

وقالت ليفني إنه لا يمكن لإسرائيل أن تنعم ولو للحظة بالهدوء القائم دون انتظار ماذا سيحصل في المستقبل، مضيفة: يجب بدء العمل بوسائل سياسية لضمان استمرار التهدئة في قطاع غزة وضمان حالة الاستقرار والهدوء في جنوب أراضي 1948 .

سلاح المقاومة

ويقرأ المحلل السياسي عمر جعارة امكانية العودة للعدوان مرة أخرى بأن "إسرائيل" تتوقع اطلاق النار وكذلك سكان المناطق الجنوبية لا يثقون بالعودة لبيوتهم؛ لأن التهدئة تحت التجربة ، موضحًا في الوقت ذاته أن نتنياهو لا يريد إعطاء المقاومة شيئا من مطالبها.

وذكر أن "إسرائيل" تريد حربًا من أجل خلق شرخ بين المقاومة وجمهورها، بالإضافة إلى أن المواجهة قد تأتي إن لم تستجب لأوامر المقاومة، فطائرات الاستطلاع ما زالت في سماء غزة وكذلك التدمير يراوح مكانه ، مؤكدا أن صمود المقاومة وانضباطها عصي على الانكسار من النخبة الاسرائيلية .

وبحسب قول جعارة فإن المقاومة الفلسطينية ما زالت قادرة على مواجهة "إسرائيل" من جديد؛ كونها صمدت بأسلحتها البسيطة مقابل ما تملكه "إسرائيل" من أسلحةٍ وطائرات ودبابات، ورغم ذلك فإن رجالها قادرين على كسر العدو وذلك بدعم من الشعب الذي صمد باحتضان المقاومة طيلة أيام المعركة الماضية.

وفي السياق ذاته، يقول المختص في الشأن الاسرائيلي أحمد سعيد، إن التصريحات الاسرائيلية لا يمكن أخذها على محمل الجد كونها أجندة لإحباط الجمهور الفلسطيني، موضحا أنها من أجل الضغط على السلطة وحماس لنزع سلاح المقاومة وتحميل السلطة مسئولية غزة.

وعن مدى جهوزية الساحة الفلسطينية لاستكمال المعركة بعد شهر يرى سعيد أنه في حال وقع العدوان فإن فصائل المقاومة سترد، كون الحاضنة الشعبية لازالت متمسكة بها لتحقيق مطالبها، مؤكدا أن الجبهة الداخلية قوية رغم الدمار، فهي لا ترفض تكرار انجازات المقاومة رغم الثمن الذي دفعته .

أما عن الجبهة الاسرائيلية يضيف سعيد: "ليست جاهزة لإعادة التجربة من جديد لوجود خلافات وانشقاقات داخل الاحزاب الاسرائيلية، بالإضافة إلى رفض المجتمع الدولي والعربي للعدوان وتبعاته"، مؤكدا أن جبهتهم الداخلية لا تحتمل أكثر من السابق.

البث المباشر