"عبد الكريم" يكافح لتوفير لقمة عيش لأبنائه

الرسالة نت – محمد ابو قمر

بكرسيه الكهربائي المتحرك حاول الشاب المعاق أن يجتاز ممرا ضيقا بين أحراش زراعية يؤدي الى منزلهم الصغير.

في الباحة الضيقة يجلس أطفال عبد الكريم –فضل عدم ذكر اسمه كاملا- يحملقون بالكاميرا بنظرات ثاقبة وتتقلب أعينهم في جنبات الغرف الفارغة سوى من بعض الأغطية القديمة.

الشمس الغائبة عن المكان تركت رائحة الرطوبة داخل المنزل، الذي يغادره عبد الكريم صباحا ولا يعود إلا في ساعة متأخرة من كل مساء حيث يعمل أجيرا في بيارة، عله يتمكن من توفير احتياجات أسرته.

أربعة عشر شخصا يعيشون في ذلك المنزل الذي يخلو من مستلزماته سوى تلفاز صغير وغرفة نوم مهترئة لملمت فيها العائلة ملابسها.

تناثرت أوراق الملوخية المجففة في آنية قديمة وضعت على مجموعة من الحجارة، لاسيما أن المنزل يفتقر لمطبخ واستعاضت العائلة بجزء من باحة المنزل ووضعت فيه أوانيها البالية.

الشاب المعاق الذي يعاني من شلل منذ ولاته جاب في كرسيه المتحرك في المنزل وهو يشرح معاناة أسرته، ولم يخف سخطه على الجمعيات التي تزور المنزل وتعدهم بالمساعدة ولا تعود، ويقول " احتجت في ذات مرة صيانة للكرسي المتحرك ولم أجد جمعية تساعدني،وأحد الأشخاص قدم لي ما احتاجه". 

وبينما انشغلت الأم بتجهيز الخبز لأبنائها لم يتوقف لسانها عن الدعاء بأن يرزقهم الله مساعدات جديدة عندما أوشك شوال الدقيق على النفاد.

وتحصل العائلة على المساعدات من وزارة الشئون الاجتماعية، وبعض الجمعيات على فترات متباعدة.

وينهمك الابن الأكبر بتجميع قطع بلاستيكية وحديدية من الشوارع لبيعها بثمن بخس عله يجمع مصروفه اليومي.

"ربنا بيتطلع إلنا" لولا مساعدة الشئون كان ضعنا، هكذا يقول الشاب المعاق الذي يأمل بمن يقف الى جانبه وأسرته.

وتواصلت صحيفة "الرسالة نت " مع فاعل خير وأطلعته على أوضاع العائلة الصعبة وقدم مساعدة نقدية عاجلة للعائلة.

ملاحظة/ تحتفظ الصحيفة باسم العائلة كاملا وتستعد للتعاون مع أية جهة أو شخص يهمه الأمر لتقديم يد العون لهم، كما تتقدم بالشكر لكل من ساهم في إغاثة الحالات التي نشرت معاناتها في أعداد سابقة.

 

""

 

""

 

""

""

""

 

البث المباشر