قائد الطوفان قائد الطوفان

"محمد" يخوض صراع البحث عن لقمة عيش

 

الرسالة نت -محمد أبو قمر

الشيب الذي غطى رأسه ولحيته والتجاعيد التي تشكلت على وجهه يرسمان صراعا مريرا خاضه مع الأيام لتوفير متطلبات أسرته.

على باب منزله يقف الخمسيني "محمد" –فضل عدم ذكر عائلته- ذو القامة القصيرة يعيد شريط ذكرياته مع المعاناة، ولعل من يشاهد المنزل من الخارج المكون من طابقين يعتقد أن بداخله أسرة تهنأ برغد العيش، لكن مساحته التي لا تتجاوز خمسة وأربعين مترا، وعدد أفراد عائلته العشرة تبدد ذلك الاعتقاد وتطرق أبواب المأساة.

في باحة المنزل تتواجد غرفتان تجمع إحداها الأب والأم وبناته، فيما خصص "محمد" الغرفة الأخرى لأبناء شقيقه الصغار الذين هربوا من ضيق منزلهم لينضموا لمنزل ضيق آخر.

درج ضيق بالكاد يتسع لصعود شخص واحد يؤدي الى غرفتين علويتين إحداهما تجمع ابنه العاطل عن العمل وزوجته وأخرى لبقية الأبناء.

جميع الغرف تفتقر لأفرشة جديدة فيما حاولت العائلة لملمة الأغطية في زواياها، وغابت عن المطبخ الفواكه والخضروات.

يعمل "محمد" في فتح محابس بئر مياه شمال قطاع غزة مقابل عشرة شواقل لمدة خمسة عشر يوما في الشهر فقط.

المبلغ الزهيد الذي يتقاضاه رب الأسرة لا يتجاوز مائة وخمسين شيقل شهريا لا يسد احتياجات العائلة.

ويقول "والله ما كان عندنا طحين لولا اني حصلت على مائة شيقل من جمعية للمعاقين اشتريت فيها كيس".

يعاني "محمد" من أزمة صدرية ويشكو من تراجع تدريجي في الرؤية وباتت عيناه بحاجة ملحة لعملية جراحية ، فيما يعاني أحد أطفاله من إعاقة ومرض في القولون، ويتردد على المستشفى بشكل مستمر عندما تشتد عليه الآلام .

فتح "محمد" الثلاجة الفارغة مردداً: "خليها على الله، ما في اشي بالمطبخ"، وقد لاحظت "الرسالة" غياب أواني منزلية عن المطبخ الصغير وخلوه من محتوياته الأساسية.    

ولا تتلقى الأسرة أية معونات من وكالة الغوث أو وزارة الشئون الاجتماعية كما يقول "محمد" بينما يحصل على مساعدات متفرقة من جمعيات خيرية.

ويقع رب الأسرة في حيرة عندما يعجز عن توفير متطلبات أبنائه الملتحقين بالمدارس، وينظر لمن يساعده ويعينه على شغف العيش ومرارة الصراع لتوفير حياة كريمة.

ورغم الألم يبقى الأمل يحدو الأسرة بمن يقف بجانبهم ويمد لهم يد العون والمساعدة.

ملاحظة/ تحتفظ صحيفة الرسالة باسم العائلة كاملا، ومستعدة للتعاون مع أي جهة أو أشخاص يودون مساعدة الأسرة.

 

 

البث المباشر