قائمة الموقع

المقاومة ترد الجميل لمسيحيي غزة

2014-09-06T13:04:23+03:00
ناجون من مجزرة خزاعة في احدى كنائس غزة
غزة – مها شهوان

حينما قرعت طبول المعركة في قطاع غزة وهُجّر معظم ساكني المناطق الشرقية خاصة حي الشجاعية، ولّى المواطنون وجوههم صوب أقرب مكان لحمايتهم من صواريخ وقذائف الاحتلال الاسرائيلي فكانت الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية التي فتحت أبوابها فآوتهم طيلة الواحد والخمسين يوما.

لم ينسَ رجال المقاومة موقف الكنائس وشبابها فبعد انتهاء العدوان قدموا لهم التحية ووزعوا الورود على رهبان الكنيسة إجلالا لوقفتهم  مع المواطنين إبان المعركة.

مطران كنيسة بيرفيرسوس، اليكسيوس يقول "للرسالة نت" :" فتحنا أبواب الكنيسة منذ اليوم الأول من التهجير (..) حاولنا المساعدة وتوفير الطعام والمياه طيلة شهر رمضان بمساعدة لجنة الزكاة وشباب مسجد كاتب ولاية المجاور".

وذكر أن مقبرة الكنيسة لم تسلم من القذائف المدفعية فقد دُمر عدد من القبور ولم يصب أحد المسلمين داخلها بأذى، شاكرا من أقام بالكنيسة وحافظ على ممتلكاتها.

وأكد المطران أن العلاقة الجيدة بين المسلمين والمسيحيين في فلسطين وتحديدا قطاع غزة تغيظ الاحتلال الإسرائيلي، موضحا أن رجال المقاومة يحافظون على العلاقة معهم ويزورونهم في المناسبات الدينية.

"لم نخدم المسلمين داخل الكنيسة ليشكرنا أحد فجميعنا أبناء شعب وقضية واحدة" هكذا قال الشاب المسيحي عبدالله جهشان – 28 عاما - ، مضيفا "منذ بداية العدوان تعاونا مع شباب المسجد لتقديم ما يلزم للمهجرين من احتياجات أساسية لاسيما في شهر رمضان فكان الطعام يوزع على جميع من سكن الحي مسلمين ومسيحيين".

ويتابع: "وُزعت مساعدات غذائية بعد انتهاء الحرب، وكان لي نصيب منها (..) كنت أظن أنها فقط لمسلمي الحي كون المسجد يوزعها، لكن الشباب أبلغوني أنه لا فرق في ذلك بيننا ومن حقي الحصول عليها".

توفيق العمش الذي كان يواصل عمله طيلة المعركة داخل الكنيسة وقف مؤشرا إلى الصليب وهلال مسجد كاتب ولاية قائلا:" سنبقى يدًا واحدة نساعد بعضنا البعض من أجل الدفاع عن حقوقنا الفلسطينية".

أما الشابة نورهان (24 عاما)، كانت طيلة العدوان على غزة تغرد عبر صفحات التواصل الاجتماعي ببطولات المقاومة، وتوصل معاناة أهالي القطاع فقد كانت تدخل في مناقشات حادة مع بعض المسلمين العرب وهي تدافع عن المقاومة ورجالها وحقهم في تصويب البندقية اتجاه الاحتلال المغتصب لأرضهم.

وطيلة أيام المعركة كان غالبية مسيحيي قطاع غزة يعلنون تضامنهم مع رجال المقاومة فبمجرد أن يخرج أبو عبيده ليزف بشرى تظهر قوة المقاومة يسارع المسيحيون رفقة أصدقائهم المسلمين بالتهليل والتكبير.

يذكر أن الاحتلال خلال عدوانه على غزة لم يفرّق بين مسلم ومسيحي فقد تضررت بيوت مسيحيي القطاع بشكل مباشر وغير مباشر، حيث قصف بيت يعود لعائلة عياد راح ضحيته صاحبة البيت على الفور، وبعدها بأيام قضى المسن أبو الياس بعد اصابته بشظية اثناء وقوفه على شرفة منزله عند قصف الجامعة الاسلامية.

اخبار ذات صلة