قائمة الموقع

سلاح الأنفاق..قديم قدم الحرب

2014-09-07T10:22:43+03:00
أنفاق المقاومة (أرشيف)
الرسالة نت-ترجمة خاصة

دفعت الحرب (الاسرائيلية) الأخيرة على قطاع غزة، العقيد الأمريكي المتقاعد، ثيودور غاتشيل، لتناول تاريخ سلاح "قد أهمله الإعلام الغربي بشكل غير مقصود" حسب تعبيره، وهو سلاح الأنفاق.

ويقول العقيد المتقاعد من البحرية الأمريكية، إن سلاح الأنفاق، سلاح قديم، قدم الحرب نفسها، ففي العام 256 ميلادي، حاصر الفرس مدينة "دوار-أوربوس" الحصينة، والتي تعرف الآن بمدنية الصالحية في سوريا، واستخدم كلا الجانبين العديد من تقنيات الأنفاق، التي تعتبر الأساسيات في هذا السلاح وطرق التصدي له في يومنا هذا.

فعندما حفر الفرس الأنفاق تحت أسوار المدينة في محاولة لتقويضها، حصنها الرومان عن طريق تعزيز الجدران وحفر أنفاق مضادة، تعرف بمكافحات الألغام لعرقلة الجهود الفارسية، وبعد أن فشلوا في اختراق الجدران، حفروا نفقاً تحتها للسماح لجنودهم باختراق المناطق الداخلية من القلعة.

ويتابع المؤرخ العسكري، أن الأدلة الأثرية الأخيرة تشير إلى أن الفرس أشعلوا النار والكبريت لخلق الغازات السامة التي أسفرت عن مقتل 19 جندياً رومانياً وفارسياً واحداً.

ومن العصور القديمة، إلى العام 1864، يذكر غاتشيل بأن إدخال البارود في القنابل، أدى لزيادة فعاليتها، ففي خلال حصار مدينة بطرسبورغ بولاية فيرجينيا، خلال الحرب الأهلية الأمريكية، حفر الأمريكيون نفقاً خلف خطوط جيوش الكونفدرالية، وزرعوا ألغاماً تحتوي على ثلاثة أطنان ونصف الطن من البارود، أدى تفجيرها لخلق حفرة بقطر 52 متراً، وقتل 300 جندي من جيش الكونفدرالية.

ويتابع غاتشيل في تقريره الذي نشرته صحيفة "بروفيدنس جورنال" أن الحرب العالمية الأولى شهدت ذروة حرب الأنفاق، والتي تضمنت أنفاقاً وصل طولها عدة كيلومترات، تسببت في أكبر انفجارات في العالم قبل ظهور الأسلحة النووية، وقد استخدمت في المعارك بشكل واسع النطاق.

وفي خلال الحرب العالمية الثانية في المحيط الهادئ، واجه مشاة البحرية الامريكية الأنفاق اليابانية في "بيليليو" و"ايو جيما"، وبعد صعوبات واجهت جنود المشاة في تدمير كل الأنفاق، استخدم "المارينز" قاذفات اللهب في محاولة لثني اليابانيين عن الوصول إلى "دشم" أسلحتهم الثقيلة.

ويتحدث غاتشيل عن تجربته الشخصية في الحديث عن مواجهة الأمريكيين لسلاح الأنفاق، ففي العام 1965، في حرب فيتنام، اعترف عقيد البحرية أنه وكلت إليه مهمة تدمير مجمع أنفاق للفيتكونغ قرب قرية "ماي لاي".

مقراً بفشل مهمته، يقول غاتشيل: "وجدنا سبعة مداخل للنفق، واكتشفت أنه عبارة عن نظام لا يقل عن ثلاث مستويات تحت الأرض، فأمرت باطلاق الغاز المسيل للدموع، لإيقاف استخدامه مؤقتاً، لأنني لم أكن قادراً انا وكتيبتي على تدميره بشكل كامل.

ويختم غاتشيل قائلاً:" الحل لإسرائيل لمواجهة أنفاق يكمن في استخدام القنابل الفراغية، فهي قادرة على خلق حرارة شديدة مع موجة انفجارية مدمرة، خاصة عندما تستخدم في الأماكن المغلقة مثل الأنفاق والكهوف، أو أن يتبع الاسرائيليون طرق حلفائهم المصريين في مواجهة الأنفاق، عن طريق استخدام الدخان، أو عوامل مكافحة الشغب ومياه الصرف الصحي، وأرى في المستقبل القريب، أن سلاح الأنفاق يشكل تهديداً خطيراً على (إسرائيل) في المستقبل المنظور.

صحيفة "بروفيدنس جورنال"

اخبار ذات صلة