مقال: من مسافة صفر

بقلم : وسام عفيفة

قاتل المقاومون جنود الاحتلال في الحرب على غزة من مسافة صفر، في إشارة إلى وضعية الاشتباك المباشر قريبا من أجساد وذاكرة جنود الاحتلال، انتهت الحرب مؤقتا وبقيت "المسافة صفر" في حياتنا ومنها على سبيل المثال:

** الاشتباك السياسي والكلامي بين الرئيس محمود عباس والرئيس خالد مشعل، من المسافة صفر كما تسرب من محاضر الجلسات أمام أمير قطر حسب ما أفشت وسائل إعلام، يعطي إشارة إلى أنه لم يعد لدى عباس ما يخشاه أو يخجل منه باعتبار أنه جزء من محور "المكلحين"، وجوههم صفراء وعيونهم بيضاء، وأن الحفر أصبح على المكشوف، ولهذا ينشر "الملاية" أمام حماس على الطريقة المصرية ويصرخ: "وشوووبش يا حبايب، واللي ما يشتري يتفرج".

رئيسنا يصل إلى ذروة الرعشة السياسية أمام الصحفيين المصريين فيقذف كلماته بحماسة كما في لقائه الأخير في القاهرة، وهو يعتقد أنه يتقرب إلى السيسي لمسافة صفر، بإشهار عدائه لغزة، ومن استمع إلى حديثه يكتشف تأثير خريف العمر، وخرفنة السياسة، وخراريف العجائز.

*** استيقظ رامي الحمد الله من نومه العميق وتذكر انه رئيس حكومة يفترض أنها تضم غزة إداريا، وكشف لنا في حوار مع تلفزيونه "فلسطين" أنه قدم خدمات لغزة لدرجة أن أهلها يشعرون به من مسافة صفر، أي أكثر من سكان الضفة، لهذا يرسلون له رسائل الشكر والتقدير. تصريحات الرجل تكشف أنه " أبيض ميح"، ويعاني من رؤية صفرية، وكان أكرم له أن يصمت دهرا بدل أن ينطق كفرا"... صحيح "اللي اختشوا ماتوا".

*** بعدما عالجونا وأنقذوا حياتنا وحفظوا امننا وأطفأوا نار بيوتنا قررت سلطة (عباس-الحمد الله) أن تحرق قلوبهم، نظير ما قدموه من تضحيات خلال الحرب على غزة.

موظفو غزة داهمهم "الفلس" والعوز من مسافة صفر، لأنهم متهمون بفقدان الشرعية، أما موظفو الشرعية الذين لم يتركوا فراشهم لمسافة صفر منذ 8 سنوات، فلهم المزايا والميزانيات، والترقيات، لهذا أفضل ما يقال بحق أصفار السلطة: "للعهر فنون وعهرهم فاق الوصف كله".

البث المباشر