قائد الطوفان قائد الطوفان

العالم يتغنى بـ"غزة" في ملاعب كرة القدم

علم فلسطين في المدرجات
علم فلسطين في المدرجات

الرسالة نت - فادي حجازي

بعد كل فرح رياضي في أنحاء العالم تشتعل السماء بالألعاب النارية, وعلى النقيض رياضيو غزة وأهلها سماؤهم تومض بصواريخ (إسرائيلية).

"لبيكِ يا غزة".. عبارة رددتها الجماهير في ملاعب كرة القدم العربية والدولية, للمطالبة بنصرة شعبنا الفلسطيني الذي تعرض لأبشع أنواع القتل على يد الاحتلال (الإسرائيلي) خلال 51 يوما.

فمنذ بدء العدوان على قطاع غزة في الثامن من يوليو الماضي, شنت الطائرات الحربية غاراتها على عدد كبير من الملاعب والصالات الرياضية, مما أحدث تدميرا كبيرا فيها, بالإضافة إلى استشهاد حوالي 33 لاعبا من نجوم الرياضة وإصابة عشرات آخرين.

استثناءات مشرفة

منتخب الجزائر أو كما يحلو لعشاقه تسميته بـ"محاربي الصحراء" صنع أول الاستثناءات التي كان من المفترض أن يكون قاعدة, بعدما تبرع بمكافأته في المونديال لمصلحة ضحايا العدوان في غزة.

الاتحاد الجزائري أعلن عقب نهاية مشاركة المنتخب في مونديال البرازيل الشهر الماضي, اثر خروجه المشرف من دور الـ16 على يد ألمانيا -حامل اللقب- (1-2) مساندته للشعب الفلسطيني, مؤكدا أن الشعب الجزائري يشعر بالحزن لما يحدث للأبرياء في غزة.

وكذلك فعل لاعبو نادي مولودية الجزائر الذين أهدوا لقب بطولة كأس السوبر المحلي إلى سكان قطاع غزة.

وقال اللاعب سيد أحمد عواج الذي سجل الهدف الوحيد في المباراة التي تغلب فيها المولودية على جاره اتحاد الجزائر (1-0) في كأس السوبر إنه يهدي اللقب إلى شعب غزة المحاصر وإلى مشجعي مولودية الجزائر المعروفين بالوفاء الكبير للفريق.

أما المهاجم مصطفى جاليت فأكد أن الجزائريين لا يمكنهم بأي حال من الأحوال أن ينسوا معاناة الشعب الفلسطيني بقطاع غزة في ظل الاعتداءات الوحشية التي يتعرض لها.

وسار على نهج مولودية الجزائر النادي العربي القطري, بعدما قررت إدارته تخصيص مداخيل جميع مبارياته في الموسم الحالي 2014-2015 لأهالي غزة.

وتمنى النادي العربي في بيانه أن تحذو الأندية والمؤسسات الرياضية بالعاصمة القطرية الدوحة نفس النهج للتخفيف عن أهل غزة.

أندية وجماهير

في الدوري القطري كان الافتتاح لموسم 2014-2015 مثيرا, إذ شهد حمل لاعبي الأهلي لافتة كتب عليها "لبيك يا غزة", وذلك قبل بدء أولى لقاءاته أمام السيلية، الذي انتهى بفوز الأهلي (4-1), ليتصدر الدوري إلى جانب حامل اللقب -لخويا.

كذلك عبّرت جماهير نادي الهلال السعودي عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة, خلال مباراة الفريق أمام العروبة في افتتاح الجولة الأولى من الدوري السعودي.

ورفع أنصار "الزعيم" خلال المباراة لافتة كتب عليها "غزة تنتصر"، كما ردد مشجعو الهلال هتافات مؤيدة لغزة.

وتواصلت المظاهر الداعمة لغزة, وهذه المرة في القارة العجوز وتحديدا في لقاء السوبر الأوروبي, عندما اقتحم مشجع يحمل علم فلسطين أرض ملعب كارديف سيتي في مدينة ويلز البريطانية خلال مباراة فريقي ريال مدريد وإشبيلية مساء الثلاثاء في كأس السوبر الأوروبية.

ودخل المشجع الملعب المباراة في الربع الأخير من عمرها, وبدا واضحا استياء الويلزي غاريث بيل والإسباني إيسكو من تصرفه, كما شوهد العلم الفلسطيني معلقا على جنبات الملعب.

وكان المشجع يدعم صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة, والذي يتعرض منذ أكثر من شهر لعدوان (إسرائيلي) غاشم أسفر عن ارتقاء حوالي 1942 شهيدا, وإصابة 9886 جريحا.

وانتهت المباراة بفوز ريال مدريد بهدفين نظيفين سجلهما النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في الدقيقتين 30, و49 على التوالي, ليظفر باللقب في افتتاح الموسم الكروي في القارة "العجوز".

انسحاب مشرف

بدوره, انسحب لاعب المنتخب السعودي للجودو عيسى مجرشي من مواجهة لاعب (إسرائيلي) في دور الـ16 ضمن بطولة العالم المقامة بروسيا، وذلك بحجة الإصابة.

وأوضح مقربون من اللاعب أن السبب الرئيسي للانسحاب كان تعاطف مجرشي مع قطاع غزة الذي تعرض لحرب شرسة من الجيش (الإسرائيلي) على مدار 51 يوما.

ويعد مجرشي من اللاعبين المميزين في لعبة الجودو، وسبق له تحقيق العديد من الإنجازات، كان أبرزها حصوله على المركز الثالث والميدالية البرونزية في بطولة العالم عام 2011 في العاصمة البريطانية لندن.

ميسي يتحرك!

من جانبه, أعرب النجم الدولي الأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم نادي برشلونة الإسباني عن تعاطفه الكبير مع الأطفال الذين سقطوا ضحايا للعدوان (الإسرائيلي) على قطاع غزة.

وقال ميسي في بيان له على صفحته الشخصية على "فيس بوك": "بصفتي سفير النوايا الحسنة لمنظمة اليونيسيف، أشعر بالحزن الشديد من خلال مشاهدتي صور استمرار العنف الذي يلحق بالأطفال الأبرياء نتيجة الصراع القائم".

وأضاف: "حصد العنف الكثير من أرواح الشباب وتسبب بعدد لا يحصى من الجرحى, لم يسبب الأطفال هذا الصراع, لكن هم من يدفعون الثمن الباهظ".

واختتم بيانه بالقول: "يجب أن تتوقف عجلة العنف، وعلينا أن نتأمل في عواقب النزاعات المسلحة".

وعلى خطى ميسي سار عدد من النجوم أمثال: ماريو بالوتيلي لاعب ميلان والمنتخب الإيطالي (ندد باستهداف أطفال آل بكر عندما كانوا يلعبون الكرة على شاطئ البحر), والمالي المسلم فريدريك كانوتيه (كان يدعو لبعض المظاهرات الداعمة لأطفال غزة), والألماني إيمري كان لاعب ليفربول الجديد (أعرب عن غضبه إزاء ما يحدث في غزة).

غزة باتت تشتاق لواقع تتحرك فيه الأصوات تجاهها مع كل ركلة بل ضربة تفجير تهز أرضها, إلا أن الحقيقة تقول إن مدينتنا المحاصرة زادتها الأصوات الساكتة عن التضامن اختناقا.

البث المباشر