كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في عددها الصادر الثلاثاء أن المعلومات الأولية عن نتائج تشريح جثمان الشهيد محمد سنقرط (16 عاماً) تشير إلى أن سبب الوفاة ناجم عن إصابته برصاصة في الرأس.
وقال عبد المجيد سنقرط -والد الشهيد- "إذا كشفت النتائج غير ذلك فهي باطلة ومشوهة، لأن ابني غدر وقتل بدم بارد على أيدي جنود الاحتلال"، مؤكدا أنه هو من أصر على تشريح جثة ابنه لأن الشرطة الإسرائيلية أنكرت أنها أطلقت الرصاص باتجاه محمد، وحاولت الترويج بأن إصابته ناتجة عن رشق بالحجارة من الشبان في الحي أو أنه توفي نتيجة سقوطه على الأرض.
وأضاف أن جيش الاحتلال لا يفرق بين صغير وكبير وهذا ما أثبته أمس عندما اعتدى على المشيعين أثناء مراسم الدفن.
وقال سنقرط "علينا الانتظار مزيدا من الوقت حسب محامي العائلة كي نعرف تفاصيل التقارير الطبية فيما يخص تشريح جثمان محمد".
أما إلهام سنقرط -والدة الشهيد، التي تسيطر عليها حالة من الذهول لا تستطيع حتى الآن تصديق ما حدث لابنها- فتقول "شعرت بتغير في سلوك محمد قبل إصابته بأيام، فأصبح أكثر قربا وتعلقا بنا، مع ذلك لم أتخيل أن أصبح في يوم من الأيام والدة شهيد".
الألم موحد
وأضافت أنها تراقب ما يجري في غزة باستمرار ولم تتوقع أن تعيش هذه اللحظة كالأمهات هناك، ولكنها اعتبرت أن هذه نعمة رزقت بها يوم أمس من الله.
واختصر عدي غيث (15 عاما) -صديق الشهيد- علاقته بمحمد أنها علاقة لن تتكرر وأنه برحيله فقد طعم الحياة، فقد كان هو رفيقه الدائم في الحي وحظي بمحبة كل من حوله من أبناء جيله.
وكانت مواجهات عنيفة اندلعت مساء أمس بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي بشارع صلاح الدين الأيوبي في القدس المحتلة, بعدما شيعت جماهير غفيرة الشهيد الفتى محمد سنقرط من مسقط رأسه في حي وادي الجوز بالقدس المحتلة إلى مثواه الأخير.
وأكد والد الشهيد أن قوات الاحتلال اقتحمت الحي مساء وأطلقت وابلا من قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، مما أدى إلى إصابة كل من تواجد في خيمة العزاء بحالة اختناق, كما عمدت إلى اعتقال العديد من الشبان الغاضبين لا يقل عددهم عن عشرة أشخاص.
وكان الشهيد سنقرط قد أصيب الأسبوع الماضي برصاصة مباشرة في الرأس أطلقها عليه جنود الاحتلال في حي وادي الجوز بالقدس المحتلة في وقت كان يسود فيه الهدوء معظم أحياء المدينة.