قائمة الموقع

بيسان السياحية .. مدينة أشباح!

2014-09-11T13:49:07+03:00
مدينة بيسان السياحية (الارشيف)
غزة -حمزة أبو الطرابيش

دون أدنى شك, ستضع يدك على أنفك من رائحة البارود التي تفوح في الأجواء حين تقف على بوابة مدينة بيسان -التي كانت سياحية- الواقعة شمال قطاع غزة.

المساحات الخضراء والجلسات العائلية وحديقة الحيوانات ومدينة الملاهي أصبحت في خبر كان، بعدما مُسحت تلك المعالم نتيجة عشرات الصواريخ (الإسرائيلية) في حربها الثالثة على غزة، لتتحول خضرة المدينة إلى رماد.!

ستضطر الحاجة مريم أبو حمودة عن قطع عادتها بالذهاب مع أحفادها وأبناءها إلى تلك المدينة مع كل نهاية أسبوع, وتقول التي أتمت عقدها السادس: "كانت بيسان المتنفس الوحيد إلنا، هلوقت ما في حاجة تريح أنفسنا غير رحمة ربنا".

تحسبنت ثم تتابع وأحفادها ملتفين حولها، "(إسرائيل) تحاول في كل الطرق ان تطمسنا وتقتلنا ولكن احنا صامدين وصابرين".

فيما يقاطعنا الحديث حفيدها عيسى (12 عامًا) حين قال: "والله منا عارف ليش دمروها (..) المراجيح كسروهن والملعب قصفوه".

ويضيف الطفل ذو الجسد النحيف: "هلوقت بشوف الحيوانات على التلفزيون مش راح أقدر أشوفها في الحديقة".

خلال تجولك في تلك المدينة الباهتة سترى حفرة يتجاوز قطرها الأمتار تقابلها كومة من الحديد. فيما كان ملعب كرة القدم مقلوبًا رأس على عقب.

بيسان ليست المدينة السياحية الوحيدة التي استهدفتها آلة الطحن (الإسرائيلية). ففي جنوب القطاع أحرقت مدينة وكذلك في وسط القطاع أخرى طالتها تلك الآلة. ليتبين للجميع أن الموت بغزة لا يشبه أي مكان آخر.

المهندس محمد شعبان نائب مدير مدينة بيسان الذي كان يقف وسط منطقة الأشباح، يقول: "خسائر ودمار كبير خلفته الصواريخ (الإسرائيلية) بالمدينة السياحية".

وتابع شعبان (27 عامًا)، "نحتاج إلى مئات الألاف من الدولارات لإصلاح تلك الأراضي الخضراء، وإعادة إنشاء الملاعب وأماكن الحيوانات".

فيما اختتم نائب مدير مدينة بيسان حديثه معنا: "(إسرائيل) تحاول أن تقتل فرحة أطفالنا، تحاول أن تخنق أطفالنا، ولكن أشك بمقدرتها على ذلك".

وفي بيان لوزارة السياحة والآثار أكدت فيه أن القطاع الأثري والسياحي بغزة تعرضا لخسائر فادحة نتيجة الاعتداءات (الإسرائيلية) المباشرة والمتعمدة.

أما على صعيد خسائر القطاع السياحي، أوضح البيان أن الخسائر المباشرة التي تعرض لها قطاع السياحة تجاوزت 6 ملايين دولار، بينما الخسائر غير المباشرة فقدرت بـ 4 ملايين دولار، وذلك كإحصاء اولي وفق تقديرات الوزارة.

ولفت إلى أن الاحتلال استهدف 106 منشآت سياحية، منها ما تعرض للتدمير الكامل مثل مدينة بيسان الترفيهية ومنتجع النورس، ومنها ما تعرض لأضرار جسيمة وخسائر بالغة.

بات واضحًا أن هذه الحرب كبدت المنشآت السياحية خسائر فادحة، إلى جانب تكاليف النفقات التشغيلية بعد الجهود التحضيرية. بالإضافة الى فقدان عشرات العاملين في مؤسسات القطاع السياحي لمصدر دخلهم في ظل الأوضاع المعيشية السيئة، وانتشار البطالة.

اخبار ذات صلة
مدينة بيسان
2010-08-26T11:10:00+03:00