قبيل مؤتمرها السابع منتصف يناير القادم

فتح مقبلة على "انشقاق" تياراتها المتصارعة

من انصار حركة فتح (صورة من الأرشيف)
من انصار حركة فتح (صورة من الأرشيف)

الرسالة نت- فايز أيوب الشيخ

في تصاعد لحدة الخلافات بين تيارات حركة فتح المتصارعة، وصف ما يسمى بالكادر الفتحاوي التابع لرئيس السلطة محمود عباس في قطاع غزة، الاجتماع الذي عقده أنصار المفصول فتح محمد دحلان الاسبوع الماضي بأنه "انشقاقي وتمرد على الحركة".

وذكر البيان الفتحاوي الصادر -الاثنين الماضي- إن مؤتمر الانشقاق في مركز الشوا يشكل تمرداً على قيادة الحركة وعلى شرعيتها وتجنحا واضحا واصطفافا خلف المطرود من الحركة دحلان، مؤكداً أن مثل هذه المؤتمرات ليست جديدة على فتح وأن "الانتهازيين والمارقين على الثورة وعشاق السلطة والجاه ومن يتلقون أوامرهم من الخارج، سيظلون دائماً منبوذين من القواعد والأطر التنظيمية".

وشهدت الأسابيع الأخيرة عراكاً حاداً بين أنصار عباس من جهة، وأنصار دحلان من جهةٍ أخرى، ووصل الوضع إلى الاشتباك بالأيدي والسلاح الناري في بعض الحالات، فيما تحتدم معركة الانتخابات في المناطق والأقاليم التي من المفترض أن تفرز أيضاً أعضاء المؤتمر السابع لحركة فتح المزمع عقده في النصف الثاني من يناير 2015.

الانشقاقات لا تُخفي نفسها

ونفى إبراهيم أبو النجا أمين سر الهيئة القيادية العليا لحركة فتح في الإطار أن يكون قد حدثت داخل حركته أية انشقاقات تذكر، لافتاً إلى أن الانشقاقات لا تُخفي نفسها وأن فتح عصية على الانكسار.

وقلل أبو النجا من تخوفات الكوادر الفتحاوية التي تتوقع حدوث انشقاقات في ظل ما تعانيه الحركة من صراعات، منوهاً إلى أن هناك بعض الذين دخلوا الحركة أرادوا أن يجروها إلى "الخانة" التي يريدون بناءً على مواقفهم الشخصية.

"

أبو النجا: ليس هناك انشقاق وديمقراطية فتح "سكر زيادة"

"

وأشار إلى أن فتح مرت في السابق بعدة انشقاقات تبنتها أنظمة وجهات أمنية وكلها انتهت وبقيت فتح الحقيقية.

ونوه أبو النجا ’لى أن حركته مع حرية الرأي والديمقراطية التي كان يصفها الراحل أبو عمار بالقول أن" ديمقراطية فتح سكر زيادة "، وفق ما ذكر.

مؤتمرات على وقع العنف

ويعتبر أبو النجا أن حركته تخوض الآن مرحلة إعادة الهيكلية والتأطير وإعطاء الفرصة للجيل الناشئ من الشباب ليأخذوا دورهم، معترفاً أن دور هؤلاء تأخر ولكنهم سيأخذون الآن دورهم بشكل شفاف ونزيه، على حد زعمه.

كما أقر أبو النجا بوجود من وصفهم "فئات أو أطراف أو أشخاص" يحاولون تعطيل إجراء الانتخابات الفرعية في المناطق والأقاليم الفتحاوية بقطاع غزة انطلاقاً من فهمهم أن هذه الحركة يمكن أن توضع في "الجيب"، معتبراً أن اللجوء إلى أساليب العنف في المؤتمرات الحركية "مفلسة"، حيث أن من لا تعجبهم النتائج يلجأون إلى مثل هذه الأساليب.

"

عبيد: إجراءات بحق "المتطاولين" وفتح بريئة من دحلان

"

وشدد أبو النجا في ختام حديثه على أن حركته لا تحاسب على النيات ولكنها تحاسب على السلوكيات والممارسات، وذلك رداً على من يشتكون من الإقصاء نتيجة ولاءهم للمفصول من الحركة محمد دحلان .

إجراءات ضد "المتطاولين"

وهاجم جمال عبيد عضو لجنة الإشراف على الانتخابات الفتحاوية، من وصفهم "عصبة أو مجموعة أو جماعة دحلان"، مؤكداً أن هناك موقفاً صدر من الإطار القيادي لحركة فتح في القطاع غزة بشأن الاجتماع الذي جرى في مركز رشاد الشوا، وأن قيادة الحركة على مستوى المجلس المركزي تبحث الأمر.

وشدد عبيد لـ"الرسالة نت" على أن هناك إجراءات تنظيمية واضحة سيتم اتخاذها بخصوص "المتطاولين" على حركة وفتح وقائدها العام في اجتماع رشاد الشوا، لافتاً إلى أن بياناً صدر باسم كتائب شهداء الأقصى في قطاع غزة ينفي كل ما ورد في بيان آخر انتحل اسمها و نُشر على صفحة "الكوفية برس" التابعة لدحلان، حيث تضمن إساءات لعباس وقيادة الحركة.

وكانت كتائب شهداء الأقصى- الجناح العسكري لحركة فتح، أصدرت بياناً صحفياً الأحد الماضي دعت فيه جماهير الشعب الفلسطيني، للخروج إلى الشوارع للمطالبة برحيل عباس ونظامه الذي وصفته بالفاسد وصانع الهزائم والنكبات، مشيرة إلى أن عباس فشل وأفشل كل شيء وطني وهدم ودمر وسعى في الأرض فساداً وإفساداً ، وفق ما جاء في البيان.

وشدد على أن الحركة ماضية في عقد مؤتمراتها في المناطق والأقاليم الفتحاوية وصولاً إلى المؤتمر السابع ولا يوجد شيء يمكن أن يعطل ذلك.

يذكر أنه لم تُجرِ حركة فتح في قطاع غزة منذ منتصف حزيران (يونيو) 2007، أي عملية انتخابات داخلية لفرز قيادات جديدة للإشراف على أقاليم الحركة الثمانية، وبقيت القيادات التي انتخبت في مؤتمرات سابقة تمارس عملها حتى اللحظة.

تصدعات وليس انشقاق

ولا يعتبر الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب، أن ما يجري داخل فتح في الوقت الراهن انشقاقاً، وإنما هي "تصدعات" أكثر خطورة من الانشقاق.

وذكر حبيب لـ"الرسالة نت" أن الوضع الحالي في فتح هو أكثر خطورة لأنها مصابة بتصدع داخلي لدى كل الخنادق والتيارات التي تحمل هذا الاسم "فتح"، معرباً -في نفس الوقت- عن اعتقاده ألا أحد من هذه التيارات يريد أن ينسلخ عن اسم حركة فتح رغم خطورة التصدع الموجود.

واعتبر حبيب أنها ليست المرة الأولى التي تشهد مؤتمرات فتح الانتخابية عراكاً سواء بالأيدي أو بالأسلحة البيضاء أو النارية، مشيراً إلى أن مثل هذه الممارسات تتكرر وهي ظاهرة "سوداوية" تلطخ هذه الحركة بعدم المسئولية الوطنية وتجعلها بمنأى عن المواجهة مع العدو الحقيقي وهي (إسرائيل) لانشغالها بنزاعاتها الداخلية.

"

حبيب: التصدعات أخطر من الانشقاقات وممارسات فتح "سودادوية"

"

وعبر عن اعتقاده بأن الممارسات "العنفية" داخل فتح تجعل منها غير قادرة على اتخاذ القرارات حتى على الصعيد الداخلي الفلسطيني، منبهاً إلى أن المزيد من هذه التصدعات يجعل أمر التوصل إلى تفاهمات بين التكتلات الفتحاوية أمراً ميؤوساً منه.

ويرى حبيب أنه نتيجة للتصدع داخل فتح، فإن قيادتها لم تعد تدرك ماذا تفعل حتى مع المقربين منها والحلفاء، مستدلاً بخلاف عباس مع ياسر عبدربه ونائبه جمال زقوت ومع عزام الأحمد.

وقال "نتيجة للإرباك الداخلي لم تعد قيادة فتح قادرة على اتخاذا القرارات الصحيحة، فهي تتخذ قرارات فورية ومتسرعة وتتخلى عن الكثير من حلفائها في ظل هذه الأوضاع، وبالتالي هذا دليل على مدى الارباك".

وشدد على أن ما اعتبرها "تصفية الحسابات" مرتبطة بقرب انعقاد مؤتمر فتح السابع، حيث  جرت مثلها قبل المؤتمر السادس رغم انها لم تكن بالصورة الحالية، معتبراً أن- عملية تصفية الحسابات هذه المرة- تجري بشكل علني ومباشر، وهذا قد يشير إلى أن القيادة مربكة ولا تعرف ماذا تفعل، كما يشكل ذلك الحجر الأخير في بنيان حركة فتح التي كانت في يوم من الأيام حركة عملاقة.   

البث المباشر