مقال: امضِ حماس لا تترددي

مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

مصطفى الصواف

حملة مزدوجة لمحاولة ترهيب حماس للانسحاب من الانتخابات المحلية من قبل الاحتلال الصهيوني والسلطة الفلسطينية ممثلة بحركة فتح وكان لآخرها اعتقال القيادي في حركة حماس وممثلها في لجنة الانتخابات المركزية حسين ابو كويك على ايدي قوات الاحتلال وعدد من عناصر حماس في الضفة الغربية وسبقها حملة اعتقالات من أجهزة أمن حركة فتح(السلطة) لقيادات ميدانية في انحاء متفرقة من الضفة تم التحقيق معهم حول دورهم ونشاطهم في حملة الانتخابات المحلية.

هذا كان من ناحية عملية سبقها حملة تحريضية من قبل الاحتلال الصهيوني عبر وسائل الاعلام من خلال تصريحات مسؤولين عسكريين وكتاب ومحللين صهاينة كلها يصب في تخويف حركة فتح والسلطة من فوز حماس في هذه الانتخابات والتحريض على منع حماس من المشاركة في الانتخابات وآخرها ما كتبه يوسي بلين من دعوته إلى منع مشاركة حماس في الانتخابات المحلية .

وقيادات متنفذة في حركة فتح من مثال عباس زكي وجمال الطيراوي وتوفيق الطيراوي وعزام الاحمد وبسام زكارنة أطلقوا العنان لألسنتهم للهجوم على حركة حماس وتخويف المواطنين من التصويت لغير حركة فتح والتهديد بقطع الرشاوى الدولية حال اختيار غير فتح للبلديات إلى جانب التحريض على حماس إلى حد وصف موافقة حماس على المشاركة في الانتخابات على لسان جمال الطيراوي بأنه موقف انتهازي من قبل حماس، ثم التشكيك من نزاهة الانتخابات في قطاع غزة نتيجة وجود حماس فيه، وهذا مقدمة لعدم قبول نتائج الانتخابات في قطاع غزة وعدم تحمل السلطة لمسئوليتها تجاه البلديات المنتخبة في قطاع غزة وتلك التي ستفوز بها في الضفة الغربية .

رغم هذه الحملة الضارية ضد حماس من قبل الاحتلال والسلطة وتحريض بعض الانظمة العربية وعلى رأسها نظام السيسي في مصر وتحريضه لمحمود عباس لعدم إجراء الانتخابات البلدية خشية أن تفوز حماس في ظل الانقسام الحاصل في حركة فتح، رغم ذلك فإن قرار حماس هو المضي في المشاركة في الانتخابات لأنه قرار استراتيجي لا رجعة عنه في رسالة تحد واضحة للجميع تقول َإن حماس ستحترم النتائج وأنها مع حق الشعب الفلسطيني في التعبير عن رأيه واختيار من يقوده في المرحلة القادمة سواء في البلديات أو غيرها من المؤسسات الفلسطينية بغض النظر من الفائز او الخاسر، المهم أن يترك للمواطن حرية الاختيار وعلى الجميع احترام خيار الشعب.

الاحتلال الصهيوني باعتقاله القيادي في حماس وبعض عناصرها وكذلك اجهزة أمن فتح(السلطة) يوهمون أنفسهم بهذه الطريقة يمكن أن يخيفوا حماس ويجبروها على التراجع عن المشاركة ، وهم لا يدركون بشكل أو بآخر هم يشجعون المواطن الفلسطيني على اختيار حماس ، فطالما اشترك الاحتلال والسلطة في الخوف من فوز حماس في الانتخابات البلدية فهذا دليل على أن حماس على حق وأن من تتوافق سياسته مع سياسة الاحتلال على باطل والفلسطيني يريد من هو على حق حتى يكون نصيره لنيل حقه المغتصب.

امضِ حماس لا تتردي وكوني إلى جوار الشعب الفلسطيني في حريته ومحاولته اختيار ممثليه في كافة القطاعات عبر صناديق الاقتراع ولا تخافي من فوز أو هزيمة ولا تتأثري باعتقال أو باغتيال وامضِ حيث أراد الله أن تمضي وكوني على ثقة بأن إرادة الله غالبة وفيها خير كثير.

 

البث المباشر