مكتوب: "ألاء وناشد" عروسان يصنعان الفرح من نقطة صفر

صورة
صورة

غزة -رشا فرحات      

أجل من حق هذه البقعة أن تخلق الفرح من بين أصوات الرصاص وقنابل الغاز، ومن حقها أن تفترش الأزهار فوق رمال جافة على الحدود، تلك الرمال التي تعودت أن تحمل جثامين الشهداء، وتعد الإصابات وتمسح الدماء عن العتبات، ها هي تفترش بعض الفرح رغم الألم.

وعلى نغمات تتغنى بأحلام العودة ووسط الحشود من العائلة وأصدقاء مسيرات العودة الذين أصبحوا من العائلة والأهل، بعد طول معشر وبهدف مشترك يحلم بالعودة، وهناك بينهم ووسط ضحكاتهم عقدت ألاء أبو رقعه قرانها على الشاب ناشد محارب قائد وحدة الكاوتشوك في خان يونس، والمصاب بقدمه إصابة بالغة.

عبر "ناشد" عن فرحته في لحظة الإشهار، منوها إلى أن سعادته تكمن بين زملاءه من رفاق المسيرات وضحكاتهم التي ملأت المكان فرحا.

وارتدت الاء ثوبها المطرز وزينت رأسها بالورود الحمراء، وابتسمت رغم إصابة خطيبها وسيره إلى جانبها على عكازين، وعبرت عن فرحتها بكلمة واحدة، "نحن مستمرون، وهذا من أجمل أيام حياتي لأني لمحت الفرحة في عيون كل من حولي، فرحة أسعدتني وأثبتت أني على الطريق الصحيح ".

واستعادت ألاء مع "الرسالة نت" ذكريات اللقاء الأول مع خطيبها، حينما كانت تصور الأحداث على الحدود ومن نقطة صفر وإذا بها تحاصر بقنابل الغاز، حتى أغمي عليها فجأة، وحينما استيقظت وجدت "ناشد" يحدق بها منقذا حياتها وعرفت لاحقا أنه هو من قام بإسعافها.

ويعلق "ناشد" "للرسالة" على خطوته لبدء حياة جديدة بالقول:" حينما رأيتها تقتحم الحدود من نقطة صفر قلت: "هذه من ستكون أم أبنائي، فأنا أريدها قوية جسورة لا تهاب الموت، فأرسلت أهلي لخطبها فورا ودون تردد".

ويضيف:" الرسالة المشتركة بين ما يقوم بفعله كقائد لوحدة الكاوتشوك وتلك الصورة والرسالة التي تنقلها ألاء عبر قلمها هي شيء مشترك يساند كل منهما الآخر لإيصال رسالة المقاومة.

ورغم الخطر المحدق بشاهد منذ بداية مسيرات العودة، إلا أن ألاء لم تتردد مطلقا ولا حتى عائلتها في إتمام هذه الخطبة، وتقول: يوم خطوبتنا على الحدود تفاجأنا بأن الاحتلال ينشر على مواقعه خبر خطوبتنا، حتى أن العائلة نصحتنا بعدم إكمال الاحتفال لأن الاحتلال قد اغتاظ من هذه الحفلة، فما معنى أن يأتي شاب مقاوم برجل مصابة ويعتبر من المطلوبين له، ويقوم بعمل حفل مبهج بدون أي خوف في منطقة يسقط فيها كل يوم عدد من الشهداء والجرحى ومن مسافة صفر ووجه لوجه مع عدوه.

ولعل هذه الرسالة هي ما كانت تدور في عقل ناشد حيث قال: " أصريت على عمل الحفل على الحدود لأغيظ الاحتلال وأقول له إننا ما زلنا على قيد البطولة والإصرار، وسنبقى هنا حتى العودة مستمرين، ونتزوج وسننجب أطفالا يكملون الرسالة من بعدنا، وهذا ما اتفقت عليه انا وألاء، ولأجل هذا تزوجت فتاة قوية القلب، حتى تنجب أطفال يكملون الرسالة الفلسطينية.

ويمتلك كل من ناشد وألاء قلبين منفصلين لكنهما يجتمعان على حب فلسطين، ويتمنيان الحياة في سلام كما العالم ويتمنيان في ضل الحديث عن هدنة بأن تحقق مسيرات العودة رسالتها ويتم رفع الحصار عن قطاع غزة.

يذكر أن ناشد قد أصيب بطلق متفجر في قدمه ويحتاج لعدد من العمليات قبل أن يتماثل إلى الشفاء، لافتا في نهاية حديثه إلى أنه قد أصيب أربع مرات في حروب ومواقف متفاوتة ولكنه رغم كل شيء يحمل في قلبه إصرار على الحياة.

متعلقات

أخبار رئيسية

المزيد من قصص صحفية

البث المباشر