يكتوي عمال المياومة في قطاع غزة من عدم توفر دخل لهم منذ بدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر 2023.
و تسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل بفقدان شريحة واسعة من العُمال لأعمالهم، جراء قصف مصادر رزقهم، أو تشريدهم ضمن سياسة التهجير القسري، التي طاولت مناطق كاملة في مُختلف محافظات قطاع غزة.
ويقف "عمال المياومة"، الذين يعملون بأجر يومي، ويتلقون أموالًا عن عملهم كل يوم بيومه، مثل السائقين والباعة في الأسواق، في مآزق المتطلبات اليومية دون أي معيل، في ظل قصف ودمار وتشريد ونزوح وارتفاع كبير في الأسعار.
معاناة طالت
السائق أحمد أبو حجر، يسرد معاناته المستمرة منذ أكثر من 7 أشهر بسبب عدم توفر الدخل لمصاريف حياتهم اليومية.
ويقول أبو حجر الذي يعيل 7 أفراد إنه توقف عن العمل بشكل كامل بعد مرور أسبوع فقط من بدء الحرب، ليدخل في دوامة من قلة الأموال وزيادة الالتزامات والديون.
ويضيف لـ "الرسالة نت": "ما زاد الأمور تعقيدًا، حينما دمرت طائرات الاحتلال الإسرائيلية سيارتي بشكل كامل في قصف منزل جيراننا".
ويشير أبو حجر إلى أن سيارته التي اشتراها ب 14 ألف دولار أمريكي، لم ينتهِ بعد من سداد أقساطها.
وبجانب هذه المعضلة، انقطعت المنحة القطرية بقيمة مائة دولار شهريًا، والتي كان يتلقاها السائق أبو حجر.
ويأمل أن يُنظر إلى حالتهم ومعاناتهم، مع ضرورة تدبير مساعدات نقدية منتظمة لعمال المياومة بما يسهم في التخفيف من أزمتهم.
في حين، اضطر عامل المياومة عبد الرحمن قنن، والذي يعمل في محطة تعبئة وقود في شمال غزة، إلى البحث عن عمل جديد بعد شهرين من بدء الحرب قضاهما دون عمل.
وقال قنن لـ "الرسالة نت": إنه عانى في بداية الأمر، قبل أن يعمل كحطّاب ويبيع الحطب والأخشاب للمواطنين.
ويعاني شمال غزة من فقدان الغاز والوقود بشكل كامل في الأسواق للشهر الثامن على التوالي، وهو ما أعاد إحياء مهنة التحطيب مجددًا.
وأوضح قنن أنه كعامل مياومة، فإنه دائما ما يبحث عن بقاء عمله مستمرا دون انقطاع، ودون ذلك لن يتمكن من جلب قوت أطفاله.
ويؤكد أنه حتى مع دخول غاز الطهي مستقبلا، وانتهاء مهنة التحطيب، فإنه سيعمل على البحث عن عمل آخر.
ويلفت قنن في نهاية حديثه إلى أن المشكلة تتمثل في أن عمال المياومة يعيشون حياتهم دون أمان وظيفي، وهو ما يزيد من قلقهم في كيفية تأمين المال بشكل يومي لإطعام أطفالهم وسد احتياجات البيت.
ومن منظور اقتصادي، فإن المشكلة الأساسية لدى عمال المياومة تتمثل في انعدام الضمان الاجتماعي لهذه الفئة من العمال.
ولعل ما يحدث حاليًا يطرق الباب أمام ضرورة إيجاد بيئة ناظمة لعمال المياومة، تضمن استمرار تلقيهم الرواتب في حال توقفهم عن العمل.
وتجدر الإشارة إلى، أن أعداد عمال المياومة ازداد بشكل مضطرد خلال سنوات الحصار على غزة، في ظل قلة الوظائف الحكومية ومعاناة القطاع الخاص الذي تعرض لتدمير ممنهج على مدار أكثر من عقد ونصف من الزمن.