تزامنا مع "عيد الحانوكاة" اليهودي..

المسجد الأقصى على موعد مع موسم انتهاكات جديد

القدس المحتلة- الرسالة نت

مجدّدا، سيكون المسجد الأقصى المبارك على موعد مع 8 أيام من العدوان التي ترافق احتفالات المستوطنين المتطرفين بعيد (الحانوكا) اليهودي، والتي ستمتد من 18 حتى 26 من ديسمبر/كانون الأول الجاري، فيما بدأت الجماعات المتطرفة بالترويج لاقتحامات خلاله عبر الإعلان عن حملات نقل مجانية لأعضائها.

وتُحيي الاحتفالات بهذا العيد ذكرى ما يُسمى "انتصار أبناء الحشمونيين" في ثورتهم ضد الإغريق خلال فترة "الهيكل الثاني"، وفق زعم اليهود الذين ادّعوا أن الإغريق اضطهدوا الحقوق ومنعوا العبادات اليهودية، ونتج عن "ثورتهم" احتلال القدس واستبدال الحكم اليهودي بالإغريقي.

ومن أهم رموز هذا العيد الشمعدان الذي تضاء شعلة جديدة منه يوميا على مدار 8 أيام. وتاريخيا، يدّعي اليهود أنهم عندما احتلوا القدس ودخلوا "الهيكل" بعد الانتصار وجدوا إبريقا صغيرا من الزيت الصافي وكان من المفترض أن يفرغ بعد إشعال شعلة الليلة الأولى لكنه استمر "بمعجزة" لـ8 أيام.

يقول عبد الله معروف، أستاذ دراسات بيت المقدس في جامعة "إسطنبول 29 مايو"، ومسؤول الإعلام والعلاقات العامة في المسجد الأقصى سابقا، إن "عيد الحانوكا" لا يعتبر من مناسبات الاقتحامات الكبرى عادة، لكن جماعات الهيكل المتطرفة تهتم به كونه يمتد لـ8 أيام وتحاول تحقيق مكاسب في الأقصى خلالها.

الامتحان الأول لبن غفير

وبشكل أساسي، تحاول الجماعات المتطرفة إما تهريب الشمعدانات لإضاءتها في المسجد الأقصى، أو محاولة إشعال النار داخله بأساليب مختلفة مثل استخدام "القدّاحات" كما حصل في العام الماضي.

لكن ما ينتظر المسجد الأقصى خلال عيدهم هذا العام يدعو للقلق، ولا سيما مع الوعود بتولّي النائب (الإسرائيلي) المتطرف إيتمار بن غفير حقيبة "الأمن الداخلي".

وفي هذا الإطار، أشار معروف إلى ضرورة الالتفات إلى أن هذه الشخصية المعروفة بتطرفها والتي تتبع للتيار الكاهاني المتطرف (أتباع الحاخام كاهانا) ستكون المسؤولة عن توجيه عمل أفراد شرطة الاحتلال بالكامل داخل هذا المكان المقدس.

وبالتالي، فإن جماعات الهيكل المتطرفة تُمنّي نفسها هذا العام بأن يكون هناك تغيير كامل في نوعية الأوامر المعطاة للشرطة داخل المسجد الأقصى وفي كيفية التعامل مع المقتحمين، خاصة أن بن غفير أعلن قبل أيام نيته اقتحام الأقصى وأداء الطقوس الخاصة بعيد الحانوكا فيه.

"وهذا يبين أنه ينوي تغيير الوضع القائم في الأقصى، وهذا العيد هو أول اختبار فعلي لقوته وقدرته على تنفيذ رؤيته ورؤية جماعاته المتطرفة داخل الأقصى"، كما يضيف الأكاديمي معروف.

وعلى ضوء ذلك، لن يتردد أنصار جماعات الهيكل المتطرفة في محاولة في إدخال الشمعدانات وإيقاد النيران بشكل علني كاختبار لقدرة بن غفير على تغيير الوضع القائم بإعطاء الأوامر مباشرة للشرطة لتسهيل تنفيذ هذه الانتهاكات.

تغيير الوضع القائم

وهذا سيكون -حسب معروف- مقدمة لاقتحامات وانتهاكات أكبر وأخطر في الفترات المقبلة وخاصة في موسم الأعياد اليهودية الذي يتزامن مع شهر رمضان المبارك.

وسيشكّل اختبارا حقيقيا لتغيير الوضع القائم حسب ما تطالب به هذه الجماعات، والذي لم يعد بن غفير شخصيا يطالب به وإنما بدأ العمل عليه فعلا بصفته "وزيرا للأمن الداخلي" وبيده القدرة الفعلية على التأثير داخل المسجد الأقصى.

ويأتي "عيد الحانوكا" التهويدي بعد شهرين من انتهاء موسم الأعياد اليهودية الأطول الذي استمر على مدار 3 أسابيع وبدأ برأس السنة العبرية ومرّ بيوم الغفران وانتهى بعيد المظلة (العُرش) في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وخلاله، نجح المتطرفون في تنفيذ عدة انتهاكات داخل المسجد الأقصى، كان أبرزها إدخال "القرابين النباتية" (أغصان من شجر الصفصاف وسعف النخيل) الخاصة بعيد "المظلة" اليهودي، وأداء طقس "السجود الملحمي" التوراتي (الارتماء أرضا في باحات الأقصى) بشكل جماعي ومتكرر، ورفع العلم (الإسرائيلي) وتنظيم "قمة حاخامية" داخل ساحاته.

المصدر: الجزيرة

البث المباشر