غزة – رائد أبو جراد-الرسالة نت
استبعد مختصون عسكريون وسياسيون شن الاحتلال عدوانا موسعا على قطاع غزة في الأيام القادمة، نتيجة العملية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية أمس الجمعة على حدود قطاع غزة الشرقية، وأسفرت عن مقتل جنديين صهيونيين.
واثنى المختصون في أحاديث منفصلة مع "الرسالة نت" على دور المقاومة في صد أي عدوان صهيوني يطال القطاع، مشيدين في الوقت نفسه بتكتيكها النوعي في استدراج القوات الصهيونية الخاصة، وإسقاطها في الكمين المحكم.
وأعلن الجيش الصهيوني عن مقتل نائب قائد وحدة جولاني "أليراز بيرتس"، إضافة إلى الرقيب أول "إيلان سبيتكوفسكي"، وإصابة ثلاثة آخرين بجراح خطرة نقلا إلى المستشفى، أحدهم تدهورت صحته اليوم السبت.
فيما تبنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس"، العملية، وأكدت أن مقاوميها تصدوا للقوة الصهيونية التي تسللت في منطقة القرارة عصر الجمعة، بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة.
تطور نوعي
وصف الخبير في الشأن العسكري يوسف الشرقاوي، عملية استدراج المقاومة لقيادة النخبة في جيش الاحتلال الصهيوني، أمس الجمعة، بـ"الرائعة والمميزة"، مبيناً أنها أشفت غليل الفلسطينيين وأعادت للقضية الفلسطينية اعتبارها الأخلاقي القائم على حق المقاومة في الكفاح المسلح ضد الاحتلال.
وقال الشرقاوي لـ"الرسالة نت" :"هذه العميلة تطور نوعي على أداء المقاومة من حيث الكمين الذي نصب، وهو كمين رائع استطاعت المقاومة عبره استدراج قوة جولاني التي تعد نخبة النخب في جيش الاحتلال".
وأوضح الشرقاوي أن استخدام أسلوب "استدراج" في وصف العملية جاء أفضل من الناحية الفنية في أساليب حرب العصابات التكتيكية والتي خاضتها المقاومة أمس في عمليتها من حيث الكمين المحكم الذي أعدته لجنود الاحتلال.
وأضاف:"بصراحة المقاومة عندما تستطيع قتل قائد كتيبة في وحدة جولاني المهاجمة دليل على أن العملية قفزة نوعية وممتازة".
واستبعد الشرقاوي وهو عميد متقاعد، شن الاحتلال الإسرائيلي عدوانا جديدا على قطاع غزة رداً على عملية أمس، لافتاً إلى أن الرد على العملية سيكون نوعي وتقليدي وسيعتمد فيه على الاغتيالات والقصف الجوي، "بمعنى أنه لن يكون الرد بمثابة حرب جديدة على غزة" كما قال.
وتايع الشرقاوي:"الأخطر علينا في حالة رد الاحتلال هو اجتياح الأفراد من جنود القوات الخاصة وتسللهم لتنفيذ اغتيالات وليس الاجتياح عبر الدبابات، لأن شوكة جيش الاحتلال انكسرت في قوة الردع"، مضيفا "الاحتلال ذهب لعدة دول عربية لاغتيال قادة المقاومة حتى يستعيد قوة ردعه".
واعتبر أن الجندي الصهيوني لا يستطيع أن يصمد في ميدان المعركة أمام رجال المقاومة.
وشدد على أن شوكة المقاومة لن تكسر بعد هذه العملية النوعية وأنها جاءت تأكيدا على أن المقاومة عنيفة ومنتصرة ولا تستجدي أحد، مشيدا بدور المقاومة في التصدي.
واستنكر الشرقاوي ادعاء البعض بأن المقاومة في قطاع غزة توقفت عن التصدي للاحتلال في توغلاته وعملياته العسكرية.
وأكد في الوقت ذاته على أن الاحتلال سيحقق فيما جري من خلل في تكتيكات جنوده خلال التوغل في غزة وسيعقد محاكمات في أسباب الفشل الاستخباراتي والعملياتي الكبير لجنوده "لأنهم لم يتوقعوا قوة المقاومة وأدائها النوعي"، مطالباً المقاومة الفلسطينية لعدم الركون على ما حدث وتطوير أدائها وقدراتها للتصدي لأي عدوان صهيوني محتمل.
وضعه لا يسمح
ويذهب صالح النعامي المحلل في الشئون الإسرائيلية، إلى ما ذهب إليه سابقه، باعتباره أن لجوء الاحتلال لشن عدوان موسع على قطاع غزة رداً على مقتل اثنين من جنوده، أمراً مستبعداً، قائلا :"إن وضع الكيان لا يسمح لشن عمل عسكري كبير على غزة".
وأشار النعامي إلى احتمالية أن تكون ردة الفعل عنيفة من قبل الاحتلال بعد تهديدات كل من رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" ووزير حربه "أيهود باراك"، متوقعا أن تتمثل ردة الفعل في تنفيذ عمليات قصف جوي واغتيالات، "لكنها لن تكون حربا الواسعة وكاملة".
وأوضح أن الاحتلال ليس معنياً الآن بشن حرب أو عدوان على غزة نتيجة للخلافات مع الولايات المتحدة الأمريكية على خلفية مواصلة الاحتلال عمليات الاستيطان في الضفة المحتلة والقدس المحتلة.
وكان نتنياهو وباراك هددا اليوم السبت برد قاسٍ على عملية المقاومة شرق خان يونس.
وفي اتصال هاتفي أجرته "الرسالة نت" في وقت سابق مع المتحدث باسم كتائب القسام، أكد فيه أن العملية جاءت كرد طبيعي على توغل قوة صهيونية خاصة في أراضي المواطنين بمنطقة عبسان شرق خان يونس.
وشدد أبو عبيدة أن مجاهدي القسام على جاهزية كاملة لصد أي عدوان صهيوني يتعرض له قطاع غزة.
وقال:" العملية دليل على جاهزية الكتائب لصد أي عدوان ضد القطاع"، مهديا العملية لدماء القائد الشهيد محمود المبحوح ولأهل مدينة القدس الصامدين’.
ونفى في الوقت ذاته أن تكون هذه العملية رداً على اغتيال المبحوح وإنما إهداء لروحه، "في إشارة إلى أن الرد على اغتيال المبحوح سيكون أكبر".