أدانت محكمة "راسل" في العاصمة البلجيكية بروكسل إسرائيل بارتكاب جرائم حرب أثناء عدوانها الأخير على قطاع غزة، وذلك بعد أن بحثت للمرة الأولى في تاريخها ما إذا كانت إسرائيل ارتكبت جرائم إبادة ضد الفلسطينيين.
وقال رئيس المحكمة بيير غالون إن "للمحكمة دلائل تثبت حدوث جرائم ضد الإنسانية، وهي جرائم متعمدة بإرادة إسرائيلية لتدمير منشآت الفلسطينيين ومدارسهم ومساكنهم، ولدينا مؤشرات وجود نية لارتكاب إبادة، وكما هو معروف جريمة الإبادة هي جريمة نوايا".
من جهته حذر ميكائيل منسفيلد، وهو أحد أعضاء هيئة القضاة في المحكمة التي بدأت يوم الأربعاء دورة استثنائية بشأن فلسطين، من أنه "إذا لم تتحرك المجموعة الدولية فستحدث إبادة، لدينا معطيات بأن هناك مرحلة تسبق الإبادة".
وتعليقا على هذه الإدانة، قال محمد اللمغير، وهو فلسطيني من غزة حضر مداولات المحكمة، "إنها خطوة جريئة جدا وصحوة عالمية من المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي"، وأضاف أنه "حان الوقت لمحاكمة مرتكبي الجرائم".
وقال مراسل الجزيرة من بروكسل نور الدين بوزيان إن المحكمة أشارت بعد الاستماع إلى شهود ومرافعات مختصين في القانون وخبراء في الأسلحة إلى ارتكاب أعمال تصنف في خانة جرائم حرب، منها القتل الجماعي والقتل المتعمد للمدنيين وتدمير مبان من دون مبرر عسكري.
يذكر أن شهادة جندي إسرائيلي سابق لفتت انتباه المحكمة، حيث أكد أن الجنود الإسرائيليين تلقوا تعليمات بقتل كل من يتحرك في غزة، وأن الذخائر المستخدمة احتوت على نسب من اليورانيوم المنضب.
كما كشفت شهادة صحفي إسرائيلي عن تورط رجال دين ومثقفين في إسرائيل في الجرائم التي ارتكبت في غزة عن طريق تحريضهم على قتل العرب.
يشار أيضا إلى أن محكمة "راسل" هي محكمة شعبية ذات قيمة رمزية، وتضم هيئتها نخبة من القضاة والحقوقيين والقانونيين من أنحاء العالم.
الجزيرة