قالت صحيفة "كنساس سيتي ستار" الأمريكية إنه كان من المفترض أن تحقق (إسرائيل) رقماً قياسياً في عدد السياح الوافدين إليها، لكن لا شيء من ذلك حدث بسبب الحرب الأخيرة على غزة.
وذكرت الصحيفة أن العدوان الأخير على غزة دفع إلى إلغاء الرحلات بشكل جماعي، مما ترك غرف الفنادق فارغة والأماكن السياحية خاوية من الزوار والسائحين.
وأضافت أن القتال خلال الصيف وجّه ضربة موجعة إلى السياحة في (إسرائيل)، مما تسبب في خسائر بمئات ملايين الدولارات، وأثار القلق من استمرار تبعات ذلك إلى ما بعد انقضاء الحرب بفترة ليست بقصيرة.
ونقلت الصحيفة في عددها الصادر اليوم عن "أوديد غروفمان"، من رابطة السياحة (الإسرائيلية) قوله: "إن التحدي الذي يواجهنا هو كيف لنا أن نحول دون المزيد من الإلغاءات، ومع أن شهراً مضى على انتهاء الحرب".
وبدأت الحرب الإسرائيلية على غزة في ذروة الموسم السياحي، الذي تزامن مع شهري يوليو وأغسطس الماضيين، ويستمر طوال موسم العطل اليهودية حتى مطلع الشتاء.
ورغم أنه لم يسقط قتلى في المراكز السياحية في القدس وتل أبيب، التي تحملت الكم الأكبر من الهجمات الصاروخية، إلّا أن صور الحرب أبقت السياح بعيداً.
وتعقب الصحيفة بالقول إنه وقبل الحرب، كانت (إسرائيل) تأمل أن تحقق رقماً قياسياً هذا العام في عدد السياح، وتتمتع بازدهار منذ هدوء الانتفاضة الثانية، وتدر السياحة نحو 5 مليارات دولار سنويا وتوفر أكثر من 110 آلاف وظيفة.
وتسببت الحرب في انخفاض عدد السياح الأجانب بنسبة 31% خلال تلك الفترة، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، ومع انخفاض في أغسطس وصل إلى نسبة 36%، وتقدر وزارة السياحة الإسرائيلية الخسائر بنحو 544 مليون دولار.
ويقول كيفورك كاهفيدجيان، الذي تدير عائلته متجرا لبيع الصور القديمة في البلدة القديمة منذ عام 1949: "تراجعت التجارة عندما اندلعت الحرب، لم يكن هناك أناس على الإطلاق، كان الأمر كما لو أن هناك حظر تجول أو شيئاً من هذا القبيل"، مشيراً إلى أن المبيعات انخفضت بنسبة 90% تقريبا.
وتنقل "كانساس سيتي" عن "ميريت كرافين شنيدير" والتي من المفترض أن تكون واحدة من السائحين إلى (إسرائيل) لكنها ألغت رحلتها بسبب الحرب، إنه كانت تنوي قضاء أسبوعين في زيارة البلاد مع زوجها وأطفالها الثلاثة.
وتقول شنيدير، وهي معلمة للصف الأول قادمة من هيوستن في ولاية تكساس: "بدا الأمر مقلقا للغاية منذ البداية، لم أرغب في أن نكون هناك وأن نسمع صافرات الانذار، ولا أن يقضي الأطفال أوقاتهم في المخابئ للاحتماء من القنابل".
ولإنقاذ قطاع السياحة، تستعد وزارة السياحة (الإسرائيلية) لإطلاق حملات دعائية جديدة في أسواق مثل الولايات المتحدة وألمانيا وروسيا، تستهدف سائحين بعينهم، خاصة الطوائف اليهودية والمسيحية.
ويقول وزير السياحة، عوزي لانداو: "ربما يشعر الأشخاص في الخارج بأن الظروف غير آمنة هنا، ولكن هذا البلد آمن للغاية، تلك هي الفكرة، التي نرغب في أن يعلمها جميع زائرينا المحتملين".