أدمعت عينا الشاب أحمد خلال حديثه مع والدته عبر برنامج التواصل الاجتماعي "السكايب" صبيحة يوم العيد, الذي يقضيه وحيدًا في تركيا , بعد أن هاب زيارة غزة خوفًا من رفض السلطات المصرية عودته مجددًا لمكان إقامته .
أحمد اعتاد في السنتين اللتين قضاهما في محل دراسته أن يفرح بجو العيد رفقة عائلته في قطاع غزة , إلا أن صعوبة السفر عبر معبر رفح البري جنوب القطاع خلال الفترة الماضية حالت بينه وبين تلك الفرحة .
" كان نفسي أقضي أيام العيد مع أهلي , وأعيش هاللحظات الحلوة مع أمي وأبوي في غزة بس شو نعمل ؟ , الظروف أكبر منّا جميعًا " كلمات قالها أحمد مسلمًا للأمر الواقع الذي فرضته السلطات المصرية بقرار منع السفر لبعض الدول العربية والاسلامية من ضمنها تركيا .
اللحظات الجميلة لا تحلو إلا بحضور الأحباب, فمناسبة كالعيد لا تكتمل طقوسها ما لم يتجمع أفراد العائلة حول مائدة الحب والطعام , إلا أن بيت أبو أحمد لم يكن كذلك في ظل غياب الإبن في رحلة طلب العلم .
تقول أم أحمد لـ " الرسالة نت " :" اعتدنا حضوره في الأعياد منذ بداية ذهابه للدراسة في تركيا, إلا أنه هذا العيد لم يحاول الوصول لغزة أصلاً "، واعتذر على الغياب حرصًا على إكماله لدراسته العلمية .
العائلة التي اجتمعت صباحًا على مائدة الفطور التي شاركهم فيها أحمد عبر سكايب "متفرجا"، فيما أولت الأم اهتمامها للحديث مع أحمد على أن تشارك باقي أفراد العائلة طعام صباح أول أيام عيد الأضحى المبارك .
حال أحمد لا يختلف كثيرًا عن الطالبة سمية محمد –المقيم أهلها في السعودية- ملتحقة في برنامج البكالوريس بالجامعة الإسلامية بغزة، وتقضي العيد في بعدٍ عن أفراد عائلتها في الرياض, فهي أيضًا تخاف غدر البوابة السوداء لمعبر رفح البري.
وتقول سمية في حديثها لـ"الرسالة نت": " المعبر ما إله أمان, بخاف أسافر لعند أهلي على السعودية, السلطات المصرية تغلق المعبر تحت أي سبب, و ما أتمكن أرجع ويروح عليا الفصل الأول بالجامعة " .
وتقضي سمية عيدها الرابع في غزة بعد أن عمدت السلطات المصرية لإغلاق معبر رفح البري بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في تموز/ يوليو من العام الماضي, فيما تفتحه منذ مطلع تموز الماضي أمام فئات محدودة .
أمنيات أحمد وسمية لم تذهب بعيدًا عن المطلب الإنساني بأن يفتح معبر رفح البري على مدار الساعة أمام حركة الفلسطينيين من وإلى قطاع غزة, إلا أنها تبقى أمنيات والواقع أليم .
وأعلنت السلطات المصرية مؤخرًا إغلاق المعبر على مدار 5 أيام هي إجازة عيد الأضحى المبارك, فيما فتحت سلطات الاحتلال ( الاسرائيلي) معبر بيت حانون لتسهيل سفر 1500 مواطن للصلاة في المسجد الأقصى وغيرهم لزيارة أهاليهم في الضفة المحتلة .
ويهل عيد الأضحى المبارك هذا العام بعد حرب طاحنة شنها الإحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة , راح ضحيتها أكثر من 2100 شهيد وآلاف الجرحى والمهجّرين, ليصبغ بطعم الدم والخناق المتواصل منذ سنوات .