غزة- ياسمين ساق الله
رغم أنها ظاهرة سلبية وخطيرة, إلا أن عشاقها والمنتمين إليها مازالوا في ازدياد يوما بعد يوم , إنها ظاهرة التدخين التي اخترقت جدار أروقة المجتمع الفلسطيني لاسيما فئة الشباب .
ومن بين النشاطات والحملات المناهضة للتدخين, نفذت الكتلة الإسلامية الطبية ورابطة مساجد خانيونس جنوب قطاع غزة مشروع مكافحة التدخين في محافظة خانيونس, الرسالة سلطت الضوء على تفاصيل المشروع لمعرفة أهدافه وغيرها من الأمور.
مدينة خالية من التدخين
مسئول المشروع عوني العلوي تحدث في اتصال هاتفي للرسالة قائلا:" إن فكرة الموضوع جاءت اجتهادا من الإخوة في الكتلة الإسلامية ورابطة المساجد بخانيونس لترك التدخين أو على الأقل الحد منه لأنه عادة محرمة وتضر الشباب", مشيرا إلى أن مدة المشروع من بداية الشهر الماضي حتى تحقيق أهدافه تحت شعار المشروع خان يونس خالية من التدخين .
وحول أهداف المشروع العامة ذكر العلوي منها: المشاركة في إصلاح المجتمع وأسلمته من خلال مكافحة الظواهر السلبية والانفتاح والتواصل مع فئة المدخنين من المجتمع , إلى جانب إعانة الناس للاستعداد لقدوم شهر رمضان بأفواه نظيفة وأجواف نقية صافية, إضافة إلى الحفاظ على الصحة العامة للكبار المرضى والصغار والنساء الحوامل وكل أفراد المجتمع.
يذكر أن عدد المدخنين في العالم 1.1 مليار (سدس سكان العالم) منهم 47%من الرجال و12%من النساء , وعدد السنوات التي يفقدها المدخن من عمره:8 سنوات,أما عدد الأشخاص الذين تقتلهم السجائر سنوياً:4،500،00 نسمة, وحجم تجارة السجائر في العالم سنوياً: حوالي 520 مليار دولار, وذلك حسب أخر إحصائيات عام 2008م من منظمة الصحة العالمية حول السجائر والمدخنين.
خطة التنفيذ
أما بالنسبة للوسائل المتبعة في تطبيق المشروع فقال العلوي: "منذ اليوم الأول بدأت المحاضرات التوعوية عن مخاطر التدخين في المساجد والمؤسسات وأماكن تجمع المواطنين, وذلك من خلال تعليق يافطات قماشية في الشوارع الرئيسية للأحياء , زيارات شخصية للمستهدفين في البيوت والأماكن الخاصة , إضافة إلى التواصل معهم طوال فترة الحملة من خلال رسائل جوال", منوها إلى تعزيز المقلعين بمعززات مختلفة مثل: تأمين صحي لمدة ستة أشهر وتوفير طرد غذائي لمدة ثلاثة أشهر وغيرها .
وحول آلية التنفيذ تابع مسئول مشروع مكافحة التدخين: "تم تشكيل لجنة من ممثلين عن رابطة مساجد كل منطقة من المناطق المحلية مهمتها التخطيط و تنفيذ ومتابعة المشروع بشكل مركزي , و تشكيل لجنة مؤقتة في كل مسجد مكونة من أربعة أشخاص لمتابعة شئون المشروع في المنطقة الفرعية , تليها توزيع جدول المحاضرات علي المساجد ".
يشار إلى أن نسبة التدخين في الضفة الغربية و قطاع غزة من أعلى المعدلات في العالم مقارنة بعدد السكان وهذا يرجع لأسباب كثيرة أهمها تشجيع السلطة الوطنية استيراد السجائر الأجنبية حيث يوجد أكثر من 60 صنف سجائر مستوردة يتم تداولها في الأسواق الفلسطينية.
ايجابيات
وتابع العلوي: "تعد اللجنة المركزية دليلا لمهام لجان التدخين في المساجد وكيفية التعامل مع الفئة المستهدفة, تم حصر لجان التدخين في المساجد المدخنين المستهدفين لتحديد العدد المستهدف قبل بداية الحملة وبعد بدء الحملة تتواصل لجان التدخين شخصيا مع المدخنين المستهدفين حسب الدليل ", مؤكدا على أن ممثل كل منطقة محلية يتواصل مع أعضاء لجان التدخين في كل مسجد لضمان تنفيذ الاجراءت .
وحول تسجيل ملاحظات ايجابية على المشروع أضاف العلوي: هناك عدد كبير من الإخوة المدخنين سجلوا أسماءهم لترك التدخين بلغ عددهم 350 مدخنا وذلك بعد الجهد المبذول من الكتلة والرابطة في المساجد وتقديم المحفزات والدعم والزيارات الميدانية لبيوتهم والحديث معهم لإقناعهم بترك التدخين", مشيرا إلى أن عدد المساجد التي كانت مركز المحاضرات بلغت خمسين مسجدا من كبار المساجد بخانيونس بحضور ما يقارب سبعين شخصا.
هذا وقد بلغ عدد المدخنين في الضفة و القطاع و حجم الإنفاق على التدخين وفقا لإحصائيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية التالي عدد المدخنين في الضفة و قطاع غزة 800ألف مدخن , حيث يحرق المدخنون سنوياً في الضفة و القطاع 450مليون دولار, بينما يحرق المدخنون الفلسطينيون سنوياً في الضفة والقطاع 5.37 مليون دولار , كما ويحرق المدخنون يومياً في الضفة و القطاع 2.1 مليون دولار
في حين يحرق المدخنون الفلسطينيون كل ساعة في الضفة و القطاع 50 ألف دولار, وبالتالي يحرق المدخنون سنوياً بالضفة والقطاع 450 مليون دولار .
صعوبات
وأما بالنسبة للصعوبات التي واجهت المشروع قال المسئول:" في بداية المحاضرات بالمساجد كان المدخنين يتركوا الجلسة ويغادروا المكان , لكن بعد مرور أسبوع بدأت أعدادهم في ازدياد بفضل جهود الدكتور المحاضر بالمسجد واستخدامه لوسائل الإقناع والتحفيز وخاصة ونحن في شهر رمضان المبارك والذي يعطي دفعة كبيرة لترك التدخين ", مؤكدا على أن المساجد كانت مكتظة بفئة المدخنين لحظة عقد الندوات والمحاضرات .
وفي السياق ذاته كشف مسئول المشروع عن وجود اجتماع بين الكتلة والرابطة في الأيام القادمة لطرح فكرة تمديد وتوسيع مشروع مكافحة التدخين لباقي محافظات القطاع وذلك بعد رفع توصيات المشروع لمجلس الوزراء الفلسطيني.
وطالب الحكومة الفلسطينية الوقوف بجانب المشاريع الإنسانية والاجتماعية الهادفة إلى تحسين المجتمع الفلسطيني, مشددا على أهمية التغطية الإعلامية من قبل وسائل الإعلام المحلية لتك النشاطات والفعاليات, منوها إلى أن المشروع جاء بتمويل ودعم من حركة المقاومة الإسلامية حماس .
وفي هذا الصدد ورد في مجلة اللواء الإسلامي أن التدخين حرام من الناحية الشرعية لأنه مفسدة للصحة ومضيعة للمال وكم من أناس يدخنون وبيوتهم خاوية من القوت الضروري مما يسبب تفريق شمل الأسرة وبث روح التشاحن في ربوعها ودفع الأولاد والزوجة إلى الانحراف، فضلاً عما يتركه من روائح كريهة منفرة من فم المدخن ومن ثم فهو حرام على الفقير وحرام على الغني والإنسان مسئول أمام الله عن إتلافه للمال والصحة لأنهما أمانة في عنقه ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع: "عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين أكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا فعل فيه".