القدس - الرسالة نت
لاتزال تداعيات الخلاف بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن الاستيطان في المناطق المحتلة تحظى بتغطية واسعة في الصحف البريطانية اليوم الاثنين.
غير أن ما يلفت النظر في تناول هذه القضية هو الحل الذي اقترحه يوجين روجان رئيس مركز الشرق الأوسط في كلية سانت أنطوني بجامعة أكسفورد لأزمة الاستيطان "أكبر معضلة أمام أوباما في حل الخلافات الفلسطينية الإسرائيلية من خلال مفاوضات لها ذات جدوى".
روجان خبير الشؤون العربية وصاحب كتاب "العرب: تاريخهم" الذي صدر العام الماضي قال في مقال نشرته له صحيفة الفاينانشال تايمز إن مقايضة اللاجئين بالمستوطنين هو الطريق إلى الأمام بالنسبة لإسرائيل.
الحل الذي يراه روجان هو أن يسمح للمستوطنين بالبقاء كمواطنين إسرائيليين في دولة فلسطين بعد عقد صفقة السلام، مقابل السماح لعدد مماثل من الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين بالسمماح بالعودة إلى أراضيهم الأصلية داخل إسرائيل.
يمنح الفلسطينييون الذين يمارسون بذلك حق العودة الجنسية الفلسطينية ويعيشون في إسرائيل ويحترمون القوانين الإسرائيلية تماما كما سيتعين على المستوطنين احترام القوانين الفلسطينية.
ويقول روجان "تماما كالإسرائيليين الذين يتطلعون للحياة في يهودا والسامرة هناك الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين الذين يتطلعون للعودة إلى بيوت أسلافهم، وبدلا من الإخلال بالتوازن الديموجرافي الدقيق لإسرائيل، فإن الفلسطينيين العائدين سيوفرون التوازن للوجود الإسرائيلي في القدس الشرقية والضفة الغربية".
ويستطرد روجان بأن المستوطنات "يمكن أن تكون العقبة الرئيسية أمام السلام، أو توفر الحل لمسألة اللاجئين إحدى أشد المشكلات تعقيدا في النزاع العربي والإسرائيلي.
وعلى أقل تقدير فإن منح حق العودة لفلسطيني مقابل كل بقاء إسرائيلي في الضفة الغربية يضع ثمنا لاستمرار قيام إسرائيل ببناء المستوطنات.
على صعيد اخر قالت صحيفة الفاينانشيال تايمز إن حزب العمل قد ينسحب من الحكومة الإسرائيلية احتجاجا على سياسات رئيسها بنيامين نتنياهو.
وتحت عنوان "ضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي حول محادثات السلام" قالت الصحيفة إن إسحق هيرتزوج وزير الشؤون الاجتماعية في الحكومة قد هدد نتنياهو بالانسحاب من الحكومة ما لم يدلل الأخير على تغيير في سياساته يؤدي إلى عملية سلام حقيقية.
وأوضحت الفاينانشيال تايمز أن هيرتزوج من حزب العمل وممثل الوسط في الحكومة اليمينية في غالبها يطالب نتنياهو بإحياء عملية السلام مع الفلسطينيين وجسر أعمق هوة بين إسرائيل والولايات المتحدة خلال سنوات.
واضافت أن هيرتزوج قد قال في حديث إذاعي إنه "في حال عدم وجود تغيير واضح في السياسة قد يؤدي إلى سلام حقيقي فإن حزب العمل سيصل لحظة الحقيقة التي سيتعين عليه حينها تقرير ما إذا كان هناك أي فائدة من الوجود في الحكومة".
وتنقل الصحيفة عن محللين إسرائيليين قولهم إن فرص خروج حزب العمل من الحكومة المؤيدة للاستيطان في معظمها ستزيد إذا ما فشل نتنياهو في التوصل إلى اتفاقية مع الولايات المتحدة ـ أقوى حليف لإسرائيل ـ حول المسألة الحساسة للقدس الشرقية.
صحيفة الديلي تلجراف تنقل عن دافيد آكزيلرود أحد مستشاري أوباما إصرار البيت الأبيض على أنه لم يوجه اي إهانة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، وتأكيده على أن الصلات الوثيقة "التي لا تتزعزع" بين الولايات المتحدة وحليفها في الشرق الأوسط.
وتقول الصحيفة إن تعليق مستشار أوباما جاء بعد أن رفضت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي التراجع في الخلاف حول المستوطنات اليهودية التي خلفت شقاقا بين البلدين.
المصدر :بي بي سي