قائد الطوفان قائد الطوفان

الخريجون الضحية..الأزمة بين الأزهر والتعليم تحتدم

احتفال تخريج لطلبة جامعة الأزهر
احتفال تخريج لطلبة جامعة الأزهر

الوزارة تهدد بالتصعيد والجامعة تلمح للجوء لتعليم رام الله

كتلة نقابية: لابد من إبعاد التعليم الجامعي عن المناكفات السياسية

غزة- مها شهوان- الرسالة نت

عقب رفض تعامل ادارة جامعة الأزهر مع وزارة التربية والتعليم بغزة وقع خريجو الجامعة  ضحية للخلاف القائم بين الجانبين ، مما يطرح تساؤلات وعلامات استفهام كثيرة :

فما هو السبب الذي يقف خلف أزمة الأزهر والتعليم؟ ومن هو المستفيد من هذه الخلافات، لطالما المتضرر الوحيد هو الخريج؟ وكيف سينأى الخريج بنفسه عن هذه الخلافات، إن كانت جامعته ترفض البتة التعامل مع الوزارة؟ وما هو الدور الذي تلعبه الجامعة لخدمة طلابها؟، وهل الأزمة آخذة في الاندثار أم الاشتعال؟.

"الرسالة" بحثت في القضية وخرجت بإجابات على تلك الأسئلة في التحقيق التالي:

رفضت التصديق

تبدو علامات الضجر والغضب بادية في تقاسيم وجه الخريج احمد.ع، وهو يتخطى بوابة جامعة الأزهر بغزة، بسبب عدم تصديق شهادته الجامعية من قبل وزارة التعليم بغزة.

ويقول أحمد "للرسالة": "حينما انتهيت من إجراءات التخرج أخذت شهادتي الجامعية إلى مقر الوزارة في غزة لتصديقها غير أن الوزارة رفضت تصديق الشهادة كوني من جامعه الأزهر، ووقف متسائلا :"ما ذنبي ان احرم من تصديق شهادتي إذا كانت هناك مشكلة بين الجامعة والوزارة".

واخذ الخريج يقلب بشهادته بين راحتيه، معتبرا أن شهادته أصبح حالها كحال أية ورقه أخرى متواجدة في دولابه "لا قيمة لها".

وحينما حصل خريج قسم اللغة الانجليزية محمود على فرصة عمل بالخارج هم بالذهاب إلى مقر الوزارة بغزة لتصديق شهادته، غير انه صدم بسبب رفض موظف الوزارة تصديقها. 

وبعيون حائرة تمنى محمود أن تحل هذه المشكلة بأقرب وقت حتى يتمكن من استكمال إجراءات سفره ليحقق حلمه ولا تضيع عليه فرصة السفر.

 طالبة كلية الصيدلة (ن.ر) قالت للرسالة:"منذ التحاقي بكلية الصيدلة وأنا احلم بان يأتي اليوم الذي أتدرب فيه بإحدى المستشفيات وزارة الصحة ، لكني أصبت بخيبة أمل حينما علمت بان هناك مشاكل مابين وزارة التعليم والجامعة، منعنا على اثرها من التدريب في المراكز والمستشفيات الحكومية".

وتأمل بان تتمكن هي وزملائها بالكلية من استكمال حلمها بالتدريب.

وفي المقابل يبدو الحال لدى الطالبة أماني التي تخرجت من كلية الدارسات المتوسطة مختلفا عن باقي زملائها فهي وكما تبدو سعيدة لأنها استطاعت أن تحصل على تصديق شهاداتها قبل أن يصدر قرار منع تصديق شهادات طلاب الأزهر بأيام قليلة .

المناكفات السياسية

وقف تصديق شهادات الأزهر جاء بقرار من وزارة التربية والتعليم العالي في غزة، والتي أكدت على لسان الوزير محمد عسقول أن قرار وقف التعاملات مع جامعة الأزهر، جاء "بسبب رفض التعامل مع وزارة في غزة".

وقال عسقول لـ"الرسالة": "بدأنا بوقف التعامل مع جامعة الأزهر في لعل الجامعة وتراجع حساباتها بما يخدم أبناءنا الطلاب والطالبات".

وفي الوقت نفسه اشار عسقول الى ان وزارته عازمة على إيجاد نوع من العلاقة التي تساهم في تعزيز مسيرة التعليم العالي، لكنه حذر من مغبة الاستمرار في رفض الجامعة التعامل مع الوزارة وقال "لدينا خيارات كثيرة في التعامل مع الجامعة".

 من ناحيته حمل رئيس كتلة الصيدلي الفلسطيني الدكتور محمود أبو ريالة جامعة الأزهر وكلية الصيدلة فيها المسئولية عن حرمان طلبة كلية الصيدلة في الجامعة من التدريب في مراكز ومستشفيات وزارة الصحة الفلسطينية.

 وقال أبو ريالة في بيان له وصل "الرسالة" نسخة عنه:" تابعنا الموضوع منذ بداياته،  وزرنا الإدارة العامة لتنمية القوى البشرية والتقت الكتلة بالدكتور ناصر أبو شعبان الذي أكد تعاون الوزارة مع الجامعة وكلية الصيدلة في انجاز التدريب للطلبة وأنها استكملت مع مندوب كلية الصيدلة الدكتور مازن السقا كامل بنود اتفاقية التعاون وبقى التوقيع عليه من الجامعة إلا أنهم لم يتوجهوا إلى الوزارة لإتمام ذلك , نافيا بدوره ما أشيع من قبل الجامعة بان الوزارة تمنع طلبة الصيدلة من التدريب في مراكزها .

و استهجن أبو ريالة ما وصفه "التصرف اللامسئول من قبل كلية الصيدلة الذي ينم عن عدم شعورهم بالمسئولية تجاه الطلبة ورضوخهم لإملاءات سياسية",  مشددا على ضرورة إبعاد التعليم الجامعي عن المناكفات السياسية.

ودعا الجامعة إلى تغليب مصلحة الطلبة على المصالح الأخرى والعودة عن قرارها.

رد الأزهر

الغريب في الأمر أنه ورغم الأزمة القائمة وتأكيد الوزارة على ذلك، إلا أن مصدر مسئول في جامعة الأزهر نفى لـ"الرسالة" وجود مشاكل بين الجامعة ووزارة التربية والتعليم في قطاع غزة وقال:"ان ما يشاع عن وجود مشاكل عار عن الصحة".

أما بخصوص عدم تصديق الشهادات الصادرة عن جامعة الأزهر من قبل وزارة التعليم العالي بغزة فرد المسئول ماذا سيكون موقف الوزارة بغزة إذا تم اعتماد الشهادات في مقر الوزارة في رام الله.

وطمأن المسئول الطلبة الخريجين بان الجامعة ستجد لهم الحل المناسب في القريب العاجل لاعتماد شهاداتهم ، بما فيها شهادات البكالوريوس والدبلوم والماجستير.

وعن مشكلة أقسام الجامعة التي لم تحصل على اعتماد أوضح المصدر المسئول بأنه أصبحت في الفترة الأخيرة جميع أقسام الجامعة معتمدة ، بالإضافة لبعض البرامج والتخصصات الأكاديمية التي تنتظر الاعتماد من الوزارة.

وتمنى أن تعود اللحمة الوطنية ووحدة جناحي الوطن كسابق عهدها دولة وسلطة واحدة وشعب واحد حتى تتحسن أوضاع المجتمع ككل بما فيها الحياة التعليمية والاقتصادية.

أهمية قصوى

في غضون ذلك أكد يوسف إبراهيم وكيل وزارة التربية والتعليم، أن وزارته تنظر إلى الجامعات الفلسطينية بأهمية قصوى ونظرة ايجابية ، مشيرا إلى أن هناك بعض الجامعات تود الاستفراد بقراراتها وعدم التعامل مع الوزارة ومنها جامعة الأزهر.

وأوضح إبراهيم أن الوزارة تقدمت بالطلب من جامعة الأزهر بضرورة الحصول على قائمة بأسماء أوائل الجامعة وذلك لمصلحة الخريجين من اجل قيام الوزارة بتوظيفهم ، مبينا أن الجامعة رفضت الرد على ما طلبته منها الوزارة ما أدى إلى وقف الطلب مع الجامعة بالإضافة لوقف تصديق شهاداتها .

وذكر أن الوزارة قدمت العديد من الخدمات لجامعة الأزهر كإتاحة الفرصة لطلاب كلية التربية بالتدرب في المدارس الحكومية ، مضيفا أن الوزارة أتاحت الفرصة أيضا العام الماضي لخريجي الكلية المتوسطة بالتقدم للامتحان الشامل مما ساهم في حل إشكاليات خريجي جامعة الأزهر.

واعتبر إبراهيم ما قامت به جامعة الأزهر من رفض للتعاطي مع متطلبات الوزارة هو ما اضطر الوزارة لأخذ تلك المواقف تجاهها.

الامتحان الشامل

وحول الضرر الذي سيلحق بالطلاب لحرمانهم من تصديق شهاداتهم من وزارة التعليم في غزة قال إبراهيم: "الطلاب هم ضحية الجامعة ، لأنها بدل من أن تسعى لخدمتهم تعمل على إعاقتهم".

وفي معرض رد وكيل الوزارة على ما نفته جامعة الأزهر من خلافات بينها وبين الوزارة أكد إبراهيم على أن هذا الكلام غير صحيح وأنهم أرسلوا لجامعه الأزهر العديد من الكتب ولم تقم بالرد عليها.

وأضاف انه منذ فترة طويلة والوزارة تتيح الفرصة للجامعة لأخذ دورها للتعامل معها ، غير أنهم حينما بدءوا بإرسال بعض الطلبات قولبت بالرفض من قبل الجامعة.

وأشار إبراهيم إلى انه حتى اللحظة لا يوجد أية حلول لحل تلك الأزمة وأنهم بصدد أن يرد عليهم رئيس الجامعة الدكتور جواد وادي ،لاسيما أن وزير التعليم الدكتور محمد عسقول دعا رئيس الجامعة للتوجه إلى مقر الوزارة كما وأرسل له وسطاء للتدخل بهذا الشأن ، إلا انه لم يتوجه احد من قبل الجامعة لمبنى الوزارة .

 وأوضح بأنه ليس لديهم علم حول ما إذا كانت تأخذ جامعة الأزهر قراراتها من حكومة رام الله، مؤكدا أن التعامل بينهم وبين الجامعة يتم من خلال المراسلة.

وعن الإجراءات التصعيدية التي هددت الوزارة بها، قال: "إن طلاب جامعة الأزهر هذا العام لن تتاح لهم الفرصة من التقدم للامتحان الشامل".

وتابع: "لن تتاح الفرصة أيضا لتدريب طلاب التربية بأقسامها المختلفة بمدارس الحكومة، بالإضافة لوقف جميع التعاملات خاصة البحث العلمي وذلك حينما يقوم الطلاب بتطبيق استماراتهم واستبياناتهم على المدارس الحكومية"، مضيفا انه سيتم توقيف جامعة الأزهر في تعاملاتها مع النقابات والجمعيات والوزارات المختلفة.

لكن السؤال الذي بقي مطروحا من قبل طلاب و خريجي جامعة الأزهر بأنه إلى متى ستبقى هذه المناكفات على حالها، ومتى سيحين الوقت ليعمل الجميع صالح الطالب نفسه؟

البث المباشر