لا تزال وزارة الصحة في قطاع غزة تحذر من الكارثة التي تتعرض لها مستشفيات القطاع، فمنذ أسبوعين نوهت إلى أن جميع المشافي معرضة للتوقف عن العمل بفعل نفاد مخزوني الوقود والأدوية.
وعاد المتحدث الرسمي باسم الوزارة في القطاع الدكتور أشرف القدرة، ليطلق مجددًا تحذيره من الأزمة الكارثية التي تتعرض لها المشافي، وقال إن أزمة نقص الوقود تهدد عمل مستشفيات ومرافق وزارة الصحة في القطاع بالكامل.
كما وناشد مستشفى الهلال الإماراتي غرب رفح، كل الأطراف المعنية بالتحرك الجاد والفوري من أجل إنقاذ حياة الأطفال والأمهات محذرا من توقف الخدمة الصحية في حال نفاذ كميات السولار الموجودة خلال 12 ساعة.
وكانت شركتا النظافة وإمداد المشافي بالأغذية، قد توقفتا عن العمل لعدم صرف مخصصاتها المالية، فضلًا عن أن عمال النظافة في مشافي القطاع لم يتقاضوا رواتبهم منذ ما يزيد عن 6 أشهر.
الدكتور يوسف أبو الريش وكيل الوزارة في القطاع بدروه، قال إنّ جميع المشافي مهددة بالتوقف عن العمل، مشيرًا إلى نفاد قطع الغيار ووجود نقص حاد في المستلزمات الطبية بالمشافي، إضافة إلى نفاد كميات أدوية مهمة لعلاج الأمراض المزمنة.
وأمام هذه النداءات المتكررة والتي غاب عنها أي رد رسمي من حكومة التوافق، لا سيما أن وزراءها الذين اجتمعوا في القطاع الأسبوع الماضي لم يزوروا أي مستشفى بالقطاع حتى بما في ذلك مستشفى الشفاء الذي زارته معظم الوفود المتضامنة مع غزة، لما يمثله من رمزية لعلاج الجرحى وإيواء المنكوبين خلال الحرب التي شُنت على غزة.
وأكدّ الدكتور يوسف أبو الريش لـ"الرسالة نت"، أن الحكومة لم تنسّق مع الوزارة ، حتى وزير الصحة جواد عواد لم يزر تلك المستشفيات ولم يطلع على طبيعة الكارثة التي ألمت فيها، ولم يزر حتى مقر الوزارة في القطاع.
وأضاف أبو الريش "أركان الوزارة التقوا مع الوزير في الفندق بناءً على طلبهم هم، وقد وعدهم بأن يسعى لحل أزمة الوزارة وما زلنا بانتظار تنفيذ وعوده".
"الرسالة نت" حاولت التواصل مع الوزير المتواجد حاليًا في تونس، لكنه اعتذر عن الرد، لانشغالاته وعدم مقدرته على إعطاء تصريحات صحفية.
وعندما تواصلت "الرسالة نت" مع وكيل الوزارة عنان المصري، أبلغت أنه تمت إحالته الى التقاعد قبل خمسة أيام، وقد تواصلت مع الدائرة الإعلامية للوزارة بالضفة فلم تجد ردًا من المتحدث باسمها أو مدير العلاقات العامة فيها، كما أنها اتصلت بمدير الشئون الإدارية بالوزارة فاعتذر لظروفه الخاصة ووجود حالة وفاة لديه.
وتأتي هذه السياسة في ظل عدم تواصل كثير من وزراء الحكومة مع أطقم وأركان وزراتهم في القطاع منذ تسلم حكومة التوافق مهامها.